أصعب اللحظات التى يعيشها أى مواطن، أن يتحول العلاج من حق إنسانى إلى حلم بعيد المنال، فهذا يعنى أن هناك وجعًا أكبر من المرض نفسه، وجع العجز عن توفير العلاج بعد أن يقف المريض أو أسرته عاجزين أمام تكاليف المستشفيات الخاصة أو أمام قوائم انتظار طويلة، والقلق من ضياع العمر دون فرصة للشفاء.
تصل إلينا يومياً فى «الجمهورية معاك» استغاثات تحمل بين سطورها وجعًا إنسانياً، مريض يحتاج سرير عناية مركزة عاجلة، وأم تبكى على فراش ابنها الذى أنهكه السرطان وتطلب دواءً باهظ الثمن لا قدرة لها على شرائه، وآخر يبحث عن دواء باهظ الثمن لا يقدر عليه، وأسرة فقيرة تناشد بعملية جراحية تنقذ عزيزاً لديها.
ورغم هذا المشهد القاسي، إلا أن ما يميزه أن صوته مع الجمهورية لا يضيع ابدًا، فقد تحركت الدولة عبر مؤسساتها ومنظوماتها المختلفة، لتثبت أن حياة المواطن أولوية، فاستجابت منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة برئاسة مجلس الوزراء، بتدخل مباشر من الدكتور طارق الرفاعي، لتوفير سرير عناية مركزة للسيدة فاطمة عبد العزيز وهدان «80 عاماً» التى كانت فى حالة حرجة داخل مستشفى خاص، ليتم نقلها سريعاً على نفقة التأمين الصحي.
لم يكن هذا المثال الوحيد، فالأزهر الشريف تدخل أكثر من مرة لعلاج حالات إنسانية معقدة، بينها مرضى السرطان وأطفال بحاجة ماسة إلى عمليات عاجلة، ليؤكد أن المؤسسات الدينية تظل سنداً فى أوقات الشدة، ولا ننسى تجاوب الهيئة العامة للتأمين الصحى الذى تحركت سريعاً لتوفير أسِرّة رعاية مركزة وعلاج وعمليات، مثلما حدث مع كثيرين بعد ساعات من نشر استغاثتهم، وأكدت قياداتهم أن ما تنشره «الجمهورية معاك» يحظى بمتابعة دقيقة، وأن قضايا الناس يتم بحثها بجدية لتحقيق ما يكفل حقوقهم المشروعة.
كل هذه الاستجابات رسائل طمأنينة بأن الدولة حاضرة، وأن حق العلاج لن يُترك للصدفة، ليؤكد أن ما نراه يعكس خطوات حقيقية نحو هذا الهدف.
لم تكن صفحة «الجمهورية معاك» يومًا مجرد مساحة لعرض الشكوي.. ولكنها نافذة للحل وحلقة وصل إنسانية تنقل صوت الناس بصدق، وتوثّق حرص المسئولين على الاستجابة، ويومًا بعد يوم يثبتون قدرتهم على المساعدة والوقوف بجوار المواطن.
وتبقى «الجمهورية معاك» شاهدًا وداعمًا وصوتًا لكل من حُرم من أبسط حقوقه فى الحياة، لذلك نؤكد أننا على استعداد دائم لتلقى أى شكوى صحية طارئة من قرائنا الكرام، والعمل على توصيلها مباشرة إلى المسئولين الذين لا يتأخرون عن تقديم المساعدة سريعاً، ليظل صوتكم مسموعًا، وحقكم فى العلاج محفوظاً تحت رعاية أجهزة الدولة المختلفة.