لا شك أن كل جماهير الكرة المصرية يجب أن تقف قلباً وقالباً مع منتخب مصر فى مشواره الحالى فى تصفيات كأس العالم، وأيضاًً مع المنتخب الثانى فى كأس العرب، ثم بعد هاتين البطولتين كأس الأمم الافريقية فى المغرب والتى أكرر دائما أنها أهم ترتباط، وعلينا جميعا ألا نضع أى خلافات شخصية فى طريق المنتخب.
ولكن ما هو مباح النقد الفنى السليم لأداء المنتخب دون أى تطاول على اللاعبين أو الجهاز الفنى والذى يمكن أن يؤدى إلى نتائج إيجابية على عكس التطاول والهرتلة التى تخرج من الكثير من أصحاب المصالح والتى تأتى دائما بنتائج سلبية.
الحقيقة أننى غير راض تماما عما حدث من الكثير من اللاعبين القدامي، والذين كانوا نجوما، من مهاترات تؤثر على تركيز المنتخب فى هذه المرحلة الحساسة، ولكن أكثر ما أثارنى هى تلك الحملة الممنهجة ضد أحد لاعبى المنتخب وهو زيزو، والتى تفاجأت بها بعد نهاية المباراة مباشرة حول عدم قيام زيزو بمصافحة حسام، وبصراحة تعجبت وأحسست أننى فقدت الذاكرة لأننى شاهدت زيزو فعلاً يصافح التوأم بعد خروجه، والعجيب أن الصور المفبركة انتشرت كالنار فى الهشيم حتى تم نشر اللقطات الحية للحظة خروج زيزو وهى أمور تثير البلبلة فى صفوف المنتخب برعاية بعض لاعبى الكرة القدامي.
أعود إلى النقد الموضوعى الفنى لأداء المنتخب أمام اثيوبيا دون أى تجاوزات وكالعادة أبدأ بالإيجابيات وأولها أن المنتخب رغم أنه لم يقدم العرض المقنع، إلا أنه حقق الثلاث نقاط وهو الأمر الأهم فى الفترة الحالية حتى نضمن التأهل لكأس العالم بأسرع وقت ممكن ونتفرغ للإعداد لكأس الأمم فى المغرب.
الإيجابية الثانية أن المنتخب صنع بالفعل أكثر من 10 فرص محققة للتهديف وسيطر تماماً على مجريات المباراة.
ولكن على مستوى السلبيات فهى أكثر بخاصة أن اثيوبيا تعتبر من المستوى الثالث فى قارة افريقيا الآن ولا يمكن أن يقاس عليها أن الفوز يعتبر إنجازاً وسأحدد السلبيات بأربعة عوامل أساسية يجب علاجها فوراً قبل مواجهة بوركينا فاسو يوم الثلاثاء والتى تعتبر بلا شك أهم مواجهة لمصر فى التصفيات بأسرها لأنها المنتخب الأقوى فى المجموعة والمطارد المباشر لمنتخب مصر، ولأنها ستلعب على ملعبها فى ستاد 4 أغسطس فى واجادوجو لأول مرة منذ 4 سنوات وهو عنصر يفرق كثيراً.
أول السلبيات هو سهولة فقدان الكرة من كل اللاعبين على الاطلاق بسبب المبالغة فى الاحتفاظ بها والمبالغة أيضاً فى المراوغة، وتلك النقطة يجب علاجها على الفوز من جانب الجهاز واللعب من لمسة واحدة أمام فريق يملك قدرات فنية فردية وجماعية أفضل كثيراً من إثيوبيا.
السلبية الثانية هى امتداد للأولى وهى التمريرات المقطوعة الكثيرة جداً من كل اللاعبين وفى كل أنحاء الملعب وبالطبع تلك تعتبر أكبر سلبية للمنتخب لأنها تسببت فى تكسير الكثير من الهجمات.
السلبية الثالثة هى أحد أمراض الكرة المصرية حالياً وهى إهدار الفرص بالجملة والتى بلغت 10 فرص محققة مهدرة فى المباراة من كل لاعب الهجوم والوسط وهو عدد ضخم جداً قد لا ينسنى حتى ربعه فى مباراة أكبر قادمة أمام بوركينا.
السلبية الرابعة هى أهم ما يجب أن يعمل عليه جهاز حسام حسن وهى أنانية اللاعبين فى محاولة التسجيل على حساب جماعية الفريق وظهر ذلك فى الفرص المهدرة من تريزيجيه وإبراهيم عادل ومرموش وأسامة فيصل وعلى الجميع أن يشاهد كيف لعب صلاح لمصلحة الفريق وصنع الكثير من الفرص بل وترك ركلة الجزاء الثانية لزميله مرموش.
أتمنى أن يوفق حسام حسن فى العمل سريعا على علاج تلك السلبيات قبل مباراة بوركينا عاجلاً وقبل كأس الأمم عاجلاً!!