لعبة الحسابات فى كرة القدم.. هى أصعب بكثير من لعب المباريات والملعب خاصة عندما تكون الحسابات معقدة ما بين أقوى الفرق فى المجموعة، وكلما قل عدد المباريات التى تدخل الحسابات تزداد الصعوبة، وتتعقد الحسابات!!
ومنتخبنا دخل مرحلة الحسابات المعقدة فى المجموعة الأولى بتصفيات المونديال.. صحيح أن منتخبنا يتصدر بجدارة وبفارق جيد من النقاط.. ولكن التفوق والإبداع والراحة من الحسابات.. كل ذلك يتوقف على نتيجة لقاء بوركينا فاسو القادم بعد ساعات وما أصعب المباراة عندما تكون نتيجتها حاسمة للطرفين لكن يبقى صاحب الأرض فى هذا الموقف.. هو السيد الذى يملك أوراق الترجيح خاصة ورقة الأرض والجمهور!!
فى مثل تلك المواقف الصعبة.. لابد أن تقفز لعبة الحسابات إلى الأذهان وتفرض نفسها على الجميع.. لكن الشاطر هو الذى لا يجهد نفسه فى أكثر من اتجاه.. وأكثر من توقع يعتبر الحل الأوحد هو اللعب على الفوز فقط ولا بديل!!
من حيث المبدأ لم يعد فى افريقيا.. ضعفاء، أو فرق سهلة يمكن ضمان الفوز عليها.. المستويات الفنية قفزت وتقدمت والاحتراف الخارجى وانفتاح أسواق أوروبا الكروية أعطت الفرصة للاعب الافريقى فى كسب الخبرات وتحسين الأداء الفنى مما انعكس على المنتخبات التى أصبحت كلها قوية تقدم كرة متقدمة، وليست مثل زمان وحتى نهاية الثمانينيات.. عندما كنا نتحدث عن القوة البدنية للاعب الافريقي.. وضعف الفكر والأداء الفنى وتوظيفه لصالح الفريق.
لذلك قد يظهر البعض أن تصدر منتخبنا للمجموعة برصيد 19 نقطة يضمن لنا التأهل للمرة الرابعة فى كأس العالم.. والأخطر من ذلك أن تنعكس الصدارة على ثقة اللاعبين فى أنفسهم ويظنون أن اللعب فى بوركينا فاسو مجرد نزهة فى الأدغال الافريقية ففريق بوركينا شرس وقوى عنيد يلعب لآخر ثانية رغبته فى الفوز والتأهل كبير وليس أمامه سوى الفوز على المنافس الرئيسى وهو منتخبنا فى الفرصة الأخيرة لهم وعلى ملعبهم!! صحيح أن كل الخيوط الآن فى أيدى الفراعنة لتصدرهم وتقدمهم وانفرادهم بقمة المجموعة، ولكن بخطأ واحد.. للاعب واحد قد تخسر لا قدر الله ويضيق الفارق ويصبح مصيرنا متوقفاً على الفوز فى مباراتى جيبوتى وغينيا بيساو ولولا قدر الله وجدث هذا فسوف نكون نحن السبب فى الأزمة وعلينا تحمل كل تبعاتها فى ذلك الوقت!!
نحن الآن.. نملك مفاتيح الوصول واللعب فى كأس العالم القادمة بأمريكا والمكسيك وكندا.. ولكن فليعلم كل لاعب.. الكبير قبل الصاعد الحديث.. أن الأرقام الجيدة لا تتحقق إلا بالعطاء وأن الفشل يبدأ من نقطة الغرور والثقة الزائدة.. وأن الوصول لكأس العالم لا يتحقق إلا بالعطاء داخل الملعب.. وأن بوركينا فاسو ستكون إما محطة جديدة للانطلاق العالمي.. أو محطة الختام لمشوار بدأ بالنجاح!!