فى تجربة تعليمية وثقافية استثنائية، استقبلت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) بمدينة برج العرب الجديدة أوائل الثانوية العامة 2025، ضمن فعاليات التكريم السنوى الذى تنظمه جريدة الجمهورية للاحتفاء بنماذج التميز العلمى من طلاب مصر. لم تكن الزيارة مجرد جولة تقليدية فى أروقة مؤسسة أكاديمية، بل جاءت كرحلة لاكتشاف المستقبل، حيث انبهر الطلاب ببنية تحتية تُضاهى الجامعات العالمية، واطلعوا على معامل متطورة وبرامج تعليمية تصنع من المتفوقين قادة علم وبحث وابتكار، وسط حضور عدد من الأساتذة المصريين واليابانيين الذين قدموا شروحًا عملية داخل المعامل.
ومن قلب الحرم الجامعى الذى يجمع بين الدقة اليابانية والهوية المصرية، تفتّحت أمام العقول الشابة نوافذ جديدة لفهم معنى التعليم العصرى القائم على الجودة والانضباط والبحث التطبيقي، وسط إشادة من الطلاب بالمستوى الأكاديمى والبحثي، الذى يعكس وجه مصر الجديد فى مجال التعليم العالى والبحث العلمي.
استقبل الوفد الطلابى الدكتور عمرو عدلي، رئيس الجامعة، والدكتور سامح ندا، نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية والتعليم، ولفيف من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، الذين أعربوا عن سعادتهم بهذه الزيارة، مؤكدين أن الجامعة تفتح أبوابها دومًا أمام المتفوقين، وتوفر لهم بيئة محفزة على الإبداع والتفوق العلمي.
وخلال كلمته الترحيبية، هنأ الدكتور عمرو عدلى الطلاب الأوائل على تفوقهم، واصفًا إياهم بأنهم «صفوة شباب مصر ونخبة من العقول الواعدة التى أثبتت أن التفوق ثمرة جهد وطموح لا يعرف المستحيل»، مؤكدًا أن الجامعة المصرية اليابانية ـ باعتبارها جامعة حكومية تأسست عام 2010 بمدينة برج العرب الجديدة كجامعة حكومية ذات طبيعة خاصة، بالشراكة بين الحكومتين المصرية واليابانية، وتُعد نموذجًا للتعاون الأكاديمى والبحثى بين مصر واليابان. وتضم الجامعة كليات وبرامج دراسية متقدمة تعتمد على التعليم التطبيقى والبحث العلمى الموجه لخدمة قضايا التنمية فى مصر وإفريقيا.
أضاف ان الجامعة نشأت بفكر مختلف لنقل التكنولوجيا و نظم التعليم الحديثة باستثمار الخبرات اليابانية لمصر و افريقيا و الشرق الأوسط ولكى تصبح مركز تميز فى العلوم والتكنولوجيا فى المنطقة مشيرا الى أن مجلس أمناء الجامعة يضم فى عضويته عشرة أعضاء من الجانب المصرى ومثلهم من الجانب اليابانى كما أن الادارة مقسمة بين الجانين.
تابع أن الجامعة بدأت بفكر مختلف فى عام 2010 كجامعة بحثية فقط لتقديم برامج الدراسات العليا الماجستيروالدكتوراة وكذلك دعم الجهات الصناعية موضحا أن الجامعة بها ٤ مراكز لدعم الصناعة وهى مركز «سينتك» للاستشارات ومركز لعمل قياسات فى معامل متطورة للصناعة ووحدة تدريب للصناعة وحاضنة تكنولوجية. كذلك أشار إلى أن من أهم التخصصات التى تدعم الاقتصاد المصرى صناعات الخدمات المبنية على تكنولوجيا المعلومات والتى يقترن العديد من هذه الخدمات بقطاعات العلوم الإنسانية والإجتماعية.
أوضح د. عدلى أن النموذج اليابانى فى التعليم يعتمد على استخدام نظم التعليم والمفاهيم الأكاديمية اليابانية التى تقوم على الطرق المعملية فى التعلم، والتعلم القائم على إنجاز المشروعات البحثية، وتهدف الجامعة إلى تقديم برامج أكاديمية حديثة وإنشاء مراكز التميز للأبحاث الأساسية والتطبيقية التى تخدم المجتمع المحلى والإقليمى من خلال بناء شراكات مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية اليابانية الرئيسية وكذلك تخدم الصناعة من خلال إجراء البحوث التطبيقية والتعرف على التكنولوجيات اليابانية المتقدمة وللجامعة ائتلاف شراكة مع 13جامعة يابانية حصد أكثر من 20 من علمائها جائزة نوبل.
أشار الى أن الجامعة تضم نخبة من أفضل العلماء فى مصر وأساتذة لديها خبرة كبيرة فى الصناعة، كما تحتوى الجامعة على عدد كبير من مراكز التميز والمعامل المتطورة والتى يصعب وجودها تحت سقف واحد فى أى جامعة فى الشرق الأوسط.
من جانبه، أشاد الدكتور سامح ندا بما حققه الطلاب الأوائل من إنجاز علمي، مشيرًا إلى أن الجامعة تضم ست كليات متخصصة، وتولى اهتمامًا خاصًا بالبحث العلمى والتطبيقات العملية، إلى جانب تطوير مهارات الطلاب من خلال دمج الأنشطة الثقافية والرياضية ضمن المنظومة الأكاديمية.
تضمن برنامج الزيارة عرضًا تعريفيًا شاملًا حول كليات الجامعة وبرامجها المتميزة، تلته جولة ميدانية داخل الحرم الجامعى شملت المعامل المتخصصة، والمراكز البحثية، ومكتبة السفيرة فايزة أبو النجا، ومبنى الأنشطة الطلابية. وشارك فى الجولة الأوائل، برفقة عدد من أولياء الأمور الذين أعربوا عن فخرهم بما شاهدوه من مستوى عالمى داخل جامعة حكومية على أرض مصرية.
وقد أبدى الطلاب انبهارهم الشديد بما شاهدوه من إمكانات وتجهيزات، وأجمعوا على أن الجامعة تمثل نموذجًا رائدًا للتعليم الحديث، يجمع بين المعرفة النظرية والتدريب العملى فى بيئة تحفّز على الابتكار والتفكير النقدي.
شراكة بين دولتين وثقافتين
الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا تأسست عام 2010 كواحدة من ثمار التعاون الإستراتيجى بين الحكومة المصرية والحكومة اليابانية، بهدف نقل التجربة اليابانية الرائدة فى التعليم العالى والبحث العلمى إلى مصر والمنطقة العربية. وقد تم تصميم النموذج التعليمى داخل الجامعة ليحاكى النظم اليابانية، سواء فى الانضباط الأكاديمي، أو التركيز على التدريب العملي، أو دعم البحوث التطبيقية ذات الصلة بالصناعة والمجتمع. وتُعد الجامعة مشروعًا غير مسبوق فى المنطقة، حيث يجمع بين تمويل مشترك، وخبرات يابانية مقيمة، وشبكة تعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية فى طوكيو وأوساكا وهيروشيما.
دعم الابتكار.. وتأهيل القادة
تلعب الجامعة المصرية اليابانية دورًا مهمًا فى دعم توجه الدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، فهى ليست مجرد صرح أكاديمى يمنح درجات علمية، بل مركز بحثى وتكنولوجى يسهم فى حل مشكلات المجتمع والصناعة. وقد نجحت الجامعة فى تصميم برامج دراسية فريدة تتكامل مع احتياجات السوق، وتوفر للطلاب فرصًا حقيقية للتدريب على أحدث الأجهزة والمشروعات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، وعلوم النانو، والتقنيات الطبية. كما تشجع الجامعة طلابها على ريادة الأعمال، من خلال حاضنات الابتكار ومراكز دعم المشروعات الناشئة، ما يجعل منها بيئة تعليمية متكاملة تسعى إلى تخريج قادة لا موظفين.
حلم بدأ يتحقق فى عيون الأوائل
فى ختام الزيارة، أعرب الطلاب عن سعادتهم الغامرة بهذه التجربة، مؤكدين أن زيارتهم للجامعة كانت بمثابة نقطة تحول فى نظرتهم للتعليم الجامعي، وفتحت أمامهم آفاقًا أوسع لتحديد مساراتهم العلمية المستقبلية.
وقال بعضهم إنهم باتوا أكثر اقتناعًا بأهمية البحث العلمى كأساس لبناء الوطن، وأكد آخرون أنهم بدأوا بالفعل فى التفكير الجاد فى الالتحاق بإحدى كليات الجامعة التى تمزج بين التخصص، والمستقبل، والهوية.
أعرب أوائل الجمهورية عن انبهارهم بالمستوى العلمى والتطبيقى داخل الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، حيث شاهدوا عن قرب نماذج الروبوتات الذكية فى قسم الهندسة الميكاترونية، ونظم الطاقة الشمسية المتطورة ومعامل كفاءة الطاقة فى قسم هندسة الطاقة، إلى جانب مختبرات علوم المواد والكيمياء التى تضم أحدث الأجهزة التكنولوجية.
كما لفت انتباههم تنوع الأقسام بين علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، والهندسة الكهربائية والإلكترونية، والصيدلة، فضلًا عن أقسام البيئة والتكنولوجيا ومختبرات معالجة المياه وجودة الهواء. وأكد الطلاب أن ما لمسوه من دقة يابانية فى الأداء، وحرص على البحث العلمى والابتكار، وتجهيزات متقدمة تواكب المستقبل، جعلهم يشعرون بأنهم أمام تجربة تعليمية وعملية فريدة تمثل نافذة حقيقية على المستقبل.
حلم بدأ يتحقق فى عيون الأوائل
فى ختام الزيارة، أعرب الطلاب عن سعادتهم الغامرة بهذه التجربة، مؤكدين أن زيارتهم للجامعة كانت بمثابة نقطة تحول فى نظرتهم للتعليم الجامعي، وفتحت أمامهم آفاقًا أوسع لتحديد مساراتهم العلمية المستقبلية. وقال بعضهم إنهم باتوا أكثر اقتناعًا بأهمية البحث العلمى كأساس لبناء الوطن، وأكد آخرون أنهم بدأوا بالفعل فى التفكير الجاد فى الالتحاق بإحدى كليات الجامعة التى تمزج بين التخصص، والمستقبل، والهوية.