تواجه مصر وجميع الدول العربية تحديات متعددة داخلية وخارجية فى إطار الأطماع الصهيونية والأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط.. وبالرغم من ذلك تعمل مصر بمجهودات وأفكار شعبها وقيادتها لإحداث تنمية صناعية وعمرانية وزراعية وبشرية مستدامة وتحويل مصر إلى دولة متطورة بحلول عام 2050.
المهندسون المصريون لهم دور بارز فى تنفيذ مخططات التنمية المستدامة المنشودة.. تتضمن محددات التنمية الشاملة المستدامة حتى عام 2050 إحداث تغييرات إيجابية فى المساحة المأهولة بالعنصر البشرى وزيادتها من 7٪ عام 2014 إلى 14٪ عام 2030 وإلى 21٪ عام 2050، وزيادة مساحة الأراضى الزراعية من ٨ ملايين فدان عام 2014 إلى 12.5 مليون فدان عام 2030 وإلى 16 مليون فدان عام 2050، وتخفيض نسبة الأمية من 40٪ عام 2014 إلى 30٪ عام 2030 وإلى 15٪ عام 2050.
تواجه مصر عدة تحديات أهمها زيادة عدد السكان من 90 مليوناً عام 2014 إلى 117 مليوناً عام 2030 وإلى 155 مليوناً عام 2050.. والتحدى الأهم والأخطر انخفاض نصيب الفرد من المياه العذبة من 666م3 عام 2014 إلى 513م3 عام 2030 وإلى 385م3 عام 2050 مما سيؤدى إلى دخول مصر حد الفقر المائى اعتباراً من عام 2031.
عدم التوازن بين قيمة الصادرات والواردات المصرية من أهم التحديات التى تواجه الشعب المصرى ولذلك تخطط الدولة لإحداث توازن بينهما من خلال زيادة قيمة الصادرات وتخفيض معدل زيادة الواردات والوصول لمرحلة التعادل بحلول عام 2032.
يواجه الإنسان المصرى تحديات متعددة أهمها التحديات الأمنية والعلمية والبحثية والتكنولوجية والإنتاجية والاقتصادية والبشرية والإنسانية.
وهنا نسأل أنفسنا ما دور المهندسين المصريين فى تحقيق التنمية الشاملة المستدامة والتغلب على التحديات التى تواجه الشعب المصري.
نقابة المهندسين وجمعية المهندسين المصرية لهما دور مهم ومؤثر فى الاتجاه العلمى والاجتماعى والتنموى ومقاومة الشائعات وتحقيق مبادئ المواطنة ومقاومة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام الاجتماعى تحقيقاً للأمن القومى الداخلى والخارجي.. والمهندسون بالقطاعات العسكرية والمدنية لهم تأثير إيجابى فى تحقيق أمن الحدود المصرية من الاتجاهات الإستراتيجية المتعددة وللمهندسين دور رئيسى فى إعادة تأثير مصر العلمى والبحثى والثقافى والاقتصادى والتجارى والتنموى والصناعى داخل الدول الإفريقية وتطوير الصادرات المصرية للدول الإفريقية حيث إن السوق الإفريقى هو السوق الواعد حتى عام 2050.
لتحقيق أمن حوض البحر الأبيض المتوسط نرى تأثير المهندسين المصريين على تحقيق أمن استخراج الغاز وحقول البترول المصرية بالمياه العميقة بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وتعميق وتوطين الصناعات البحرية داخل مصر وتطوير جهاز الصناعات البحرية.
وفى إطار تحقيق الأمن المائى ومقاومة دخول مصر حد الفقر المائى نرى دور المهندسين فى الحفاظ على مياه النيل وإنشاء السدود والحفاظ على مياه الآبار وتنميتها وتشييد مشروعات تحلية مياه البحر للوصول إلى 10 ملايين متر مكعب يومياً حتى عام 2030 والوصول إلى 30 مليون متر مكعب يومياً بحلول عام 2035 والتحول من الرى بالغمر إلى الرى الحديث ودورهم فى تحقيق الاستغلال الأمثل لمياه الصرف الزراعى والصرف الصحى وملحمة المهندسين المصريين فى إنشاء محطة تحلية مياه الصرف الصحى فى المحسمة بطاقة واحد مليون متر مكعب يومياً ومحطة بحر البقر فى سيناء بطاقة 5.6 مليون متر مكعب يومياً ومحطة تحيا مصر بطريق الضبعة بطاقة 7.5 مليون متر مكعب يومياً.
ولا ننسى دورهم فى تصميم وتشييد الخطوط والترع لنقل المياه فى شمال الدلتا من بحيرة إدكو حتى طريق الضبعة والأخرى من الخطاطبة إلى مشروع مستقبل مصر.
ودور المهندسين فى تشييد زراعات الصوب الزراعية وأعمالهم فى عشرات المصانع المصرية لإنتاج وتطوير صناعات الأسمدة الأزوتية والفوسفاتية والبوتاسية والأسمدة العضوية والمخصبات والمبيدات الزراعية ودورهم فى تعميق الزراعات العضوية وتحقيق زيادة ملحوظة فى الصادرات الزراعية العضوية إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية والآسيوية.
يعمل المهندسون بكل جدية فى تطهير وتعميق البحيرات المصرية وزيادة الإنتاجية السنوية من الأسماك وتقليل كمية الاستيراد.. وفى مجال التعمير وزيادة المساحة المأهولة بالسكان نرى الدور الإيجابى للمهندسين فى العاصمة الإدارية الجديدة والتغلب على مشكلة العشوائيات وإنشاء المدن المليونية الجديدة وإدخال الغاز للمراكز والقرى ومشروعات «حياة كريمة».. وتحقيق الاستغلال الأمثل للشواطئ المصرية وإنشاء مئات الطرق الرئيسية فى الدلتا والصعيد وحول القاهرة والإسكندرية وإنشاء مئات الكبارى والانفاق فى كل ربوع مصر.
وفى مجال الصحة والتعليم نرى الدور الإيجابى للمهندسين من خلال تصميم وإنشاء آلاف المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية وتعميق عمليات تصنيع المستلزمات والأجهزة الطبية وتصنيع الأدوية وزيادة مستوى الاكتفاء الذاتى من المنتجات الغذائية والسكر والأسمدة ومواد البناء والتشييد والرصف والبنزين.
يكافح المهندسون فى الصحراء الشرقية والغربية والبحار لزيادة مستوى استخراج المعادن والخامات والغاز والبترول والذهب والفضة خاصة فى مناطق المثلث الذهبى وسيناء وإنشاء وتشغيل آلاف المصانع المصرية لتحقيق الإنتاج الصناعى المطلوب للشعب المصرى والتصدير وهو الدور المهم للمهندسين المصريين بهدف زيادة الإنتاج المحلى وتعميق المكون المحلى وزيادة الصادرات ورفع نسبة الاكتفاء الذاتى للمصريين من المنتجات المصرية وتخفيض فاتورة الاستيراد وتحقيق الهدف المنشود بحلول عام 2032 وهو تحقيق التعادل بين قيمة الواردات والصادرات المصرية السنوية وهى الخطوة الأولى لتحقيق الأمن الاجتماعى والاقتصادى وبداية دخول مراحل التنمية والرفاهية..ولا ننسى دور المهندس المصرى فى تحقيق أمن الطاقة للصناعة والسكان والنقل والمواصلات واستيعاب المهندسين تكنولوجيات وعلوم الصناعات الحربية والطاقة النووية والطاقة الشمسية والرياح والبخارية والمائية.









