قبل عام تقريباً، أصدر د.أشرف صبحى قراره بتشكيل لجنة لتيسير الأعمال بنادى الطيران، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بأحد أقدم أندية مصر الجديدة وتحويل مجلس إدارة كامل للنيابة ومازال التحقيق جارياً، وكان قرار الوزير صائباً فى اختيار قيادة تستطيع مواجهة «التردي» الذى حدث فى النادي، المفترض أن يكون أحد قلاعنا الرياضية لبناء الشباب وتنمية مهاراتهم.. وجاء اختيار كابتن طيار وليد مراد لهذه المهمة، وهو ليس غريباً عن بيته، فقد أداره لمدة 14 عاماً ويعرف خبايا كل متر فيه وأعضائه بالاسم، وجاء الاختيار متزامناً مع حديث عالمى عن الطيار المصرى الذى قهر العاصفة ونجح بعون الله فى الهبوط بمطار «هيثرو» وسط عاصفة رياح تحتاج طيار محنك وقدير ومُدرب.
ابتهج أعضاء النادى بالاختيار، لأشياء كثيرة لا داعى للحديث عنها طالما الأمر أمام «النيابة».. وبدأت اللجنة تعمل بهدوء ولم يحدث أن خرج من تحت يد اللجنة وتسربت ورقة من الفساد الكبير الذى حدث فى السنوات السبع الماضية أو أكثر قليلاً.. وفى الأسبوع الماضى لمس الوزير د.أشرف صبحى حكمة العمل بهدوء بعيداً عن الإعلام وسط ملفات فساد تغرى رئيس اللجنة أن يقدمها للرأى العام، لكن وليد مراد مازال رافضاً هذا المبدأ.. مؤكداً أنه يحاسب على العام الذى تولاه، أما أى ملف فالوزارة أولى به.. وجاء القرار الأخير من د.أشرف صبحى لمساندة اللجنة بتعيين ثلاث من الخبرات المهمة لمساندة رئيس اللجنة وهم أيضا شهود على الفساد السابق، حيث تم بقرار من الوزير ضم السادة كمال حسنين عبدالوهاب وصلاح الدين على حسن ومحمد أحمد خليل فضل إلى عضوية اللجنة، وجاء أيضا الاختيار مدروساً، فالثلاثة من الرعيل الذى ساند مع كابتن وليد مراد فى تطوير النادى بمصر الجديدة فى فترة سابقة وأيضا الحصول على مقر آخر للنادى بالتجمع تم إهماله تماماً من الإدارة السابقة، رغم أنه من أول الأندية التى خصص لها أرض فى القاهرة الجديدة، لكن يد الإهمال أصابته مع الإدارة «المستبعدة»، الأمر الذى يحتاج جهد كبير لإنقاذ فرع النادى بالتجمع.
القرار الأخير تزامن مع القانون الجديد القديم المعدل للأندية واللائحة الجديدة.. وأعتقد أن إضافة أعضاء للجنة كان قراراً مطلوباً لضخ دماء جديدة إلى اللجنة تتمتع بالخبرة والأداء الحكيم والإيمان بالعمل الجماعى لإنقاذ النادي.
اللافت أن النادى الذى جرفت موارده وباتت كلمة «تنمية الموارد» عبارة عن خزينة خاوية ومدانة بأرقام كبيرة، ورغم ذلك ظهر الذكاء المصرى والوعى بأن هذا النادى الذى كان منارة ثقافية ورياضية وفكرية لابد أن يعود.. وبالفعل بعد عام بدأت بوادر الأمر فى تحقيق نتائج فى بعض اللعبات تعيد للنادى بريقه وبعضاً من أمجاده قبل 15 عاماً تقريباً، وباتت فرق النادى الدجاجة التى تبيض ذهباً، خاصة فى اليد وغيرها من اللعبات كالطائرة والباسكت.. ومع هذا الموسم بدأت العروض تنهال لشراء اللاعبين من النادى بعد نجاح تجربة لاعب اليد «فلفل» مع نادى الزمالك، وهناك آخرون من اليد أيضا تنهال عليهم طلبات من الأهلى والأندية الأخري، وهذا سيعوض الخزينة «الخاوية» بجهد اللجنة وأبناء النادى الذين ضربوا المثل بالتطوع والعمل دون مقابل، وهذا أعتقد لا يحدث فى كثير من الأندية، أن كل العاملين يعملون من أبناء النادى بلا مقابل، وبعض العاملين المعينين أمام أزمة الملايين المهدرة التى تحدثنا عنها فى السابق تبرعوا بجزء من راتبهم من أجل مصلحة النادي.
أمام اللجنة معركة مهمة، وهى إنقاذ فرع التجمع من التردى الذى حدث به، وأيضا أمام حماس الأعضاء الذين عادوا إلى النادي، الصبر مع إعادة قراءة مالية دقيقة لمقدرات النادى كالفندق وقاعات الرياضة المؤجرة لإعادة التقييم للإيجار الذى كان واضحاً أن المعلن فوق الطاولة «بخس»، وأن ما تحت الطاولة يسيل له اللعاب.
إن نادى الطيران وغيره من الأندية منارات، يجب أن نحافظ عليها من أجل بناء الشباب والمواهب والعمل على جذب أولادنا ومواهبنا إلى الأندية لاكتشاف المواهب الرياضية والثقافية والعلمية وتنمية القدرات وغيرها، فالأندية ليست رياضة فقط فى وقت تحتاج فيه تنمية العقول والإدراك والوعى بتحديات كبيرة تواجهنا فى زمن صعب يحيط بنا من كل جانب.
كل التهانى للأعضاء الثلاثة الجدد الذين بالتأكيد د.أشرف صبحى على قراره بضم الثلاثة إلى لجنة تيسير الأعمال بالنادي.. وللحديث بقية.