تنشط المخابرات الغربية منذ قرن من الزمان لوضع الشرق الأوسط تحت وصايتها وفى مطلع القرن الحادى والعشرين جاءت فكرة الشرق الأوسط الجديد وصفعة 7 أكتوبر للدولة الإسرائيلية كشفت تفاهة المجتمع الإسرائيلى الذى أراد الانتقام بتهجير شعب غزة الفلسطينى إلى سيناء المصرية الأمر الذى رفضته مصر بكل حزم كما رفض الأشقاء الفلسطينيون الذين أعلنوا وأكدوا تمسكهم بالبقاء فى أرضهم وهو ما يستوجب على المجتمع الدولى مساعدتهم فى الدفاع عن حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة وفقاً لما انتهت إليه اتفاقية أوسلو والإسراع بتنفيذ فكرة الدولتين من أجل إحلال السلام بالمنطقة.. وإن كانت هناك وجهة نظر أخرى تحظى بتأييد يهودى وهى أن تقوم دولة واحدة باسم فلسطين وعلى من يرغب من اليهود الحياة تحت لوائها.. وإلا فليرحلوا حيث لا حق لهم دينياً ولا تاريخياً إذ حكم الله على أسلافهم بالشتات جزاء معصيتهم أيام سيدنا موسى عليه السلام وعلى أتباعهم الانصياع لأمر الله والحياة بين باقى البشر يعبدون الله بدون أي تمييز وهكذا يقول الحاخامات الملتزمون.
ومع ذلك فليس من قبيل الصدفة أن الفشل الاستخباراتى الذى نتج عن هذا الهجوم حدث فى وقت كانت الحكومة تقوم فيه بتقسيم المجتمع الاسرائيلى بإصلاحات قضائية مثيرة للجدل من أجل سلامة إسرائيل.
ومع هذا فإن العنف يولد العنف ولذلك فإن المطلوب من نتنياهو أن يقوم بالحسابات اللازمة فى رده.. وأن يقتصر على الانتقام عن الأهداف العسكرية وهو أمر صعب فى القطاع المكتظ بالسكان والمفروض عليه حصار منذ وقت طويل لأنه الصراع الأقوى الذى يخدم المتطرفين فى كل اتجاه.
كما أن إسرائيل ستعانى لاحتواء الصراعات على جبهات متعددة ويتعين على الولايات المتحدة والدول الإقليمية التى كان لها اتصالات مع حماس بما فى ذلك مصر وقطر أن تبذل كل ما فى وسعها لإنهاء أعمال العنف وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين كما أنه يجب أن يعيد المجتمع الدولى بشكل عاجل تركيزه على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى الذى طال أمده والذى سقط من قائمة أولوياته منذ فترة طويلة.