أيها القارئ.. «العزيز».. نحاول باجتهاد علمي.. «وتاريخي».. استكمال وبيان الأهمية.. «العظمي».. لحق عدل ما سبق ذكره وقد بدا.. «للبعض».. ترتيله غير ميسر للفهم والادراك.. وهذا أمر أشبه بأن يكون بديهية.. «طبيعية».. لاستطالة زمن احاطة أسباب الأغيار.. «بالذرية الإنسانية».. بدنيا الأرض مسئولة عن.. «عهدها».. نعم.. «عهدها بأن الله هو ربها الأعلي».. نعم.. ذلك النسيان وصراعه للذكر هو ما جعل.. «الفتى إبراهيم».. يبحث عن.. «ماهية ربه».. فى علياء السماء بكواكبها ونجومها.. حتى اهتدى لربه مالك الملك ومقدر.. «ملكوته».. وحينئذ.. ذلك لم يعد جائز علينا بعد الذي.. أنزله الله لنا من.. «قرآن».. نعم.. ولكن نحن نواجه بأيامنا هذه توحد الوهن والشيطنة من أنس وجن تكاد تنسى الإنسان «اسم توظيفه».. ولذا علينا أن نلتمس العذر رحمة بإنسان العصر.. ونسعى بتذكيره وتذكير أنفسنا من قبله.. والحمد لله أن صرنا نعلم أن.. «عبادة الله».. هى أعظم نعمة.. «أمان».. متكاملة فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.. بل أقول.. والقول الحق بعلمه وحكمه لله.. أن عظمة تلك النعمة.. هى مرور أهلها تحت الأرض.. «هى لحظة احقاق فقط».. منها مباشرة إلي.. نعيم جنات الله دون كتاب وحساب.. ويا حظه من كان.. «بحق اليقين عابدا لله».. فنعيم جناته هي.. «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
والآن.. اعتقد أيها القارئ.. «العزيز».. أننا اتفقنا علي.. «أمرين».. أقاما سبب خلقنا.. «الجن والإنس».. وهما.. «العبادة الابتلائية».. أي.. العبادة بالاختيار بين من هو.. «المعبود الحق».. وقد استقر رأينا ورؤيتنا على أن.. «المعبود الحق هو الخالق».. ولكن.. تلك النتيجة ونسبها الاختياري.. لنا وكذا للجن دائما ما تأتي.. «ثلاثية».. أى ثلاثية درجات.. «الاحقاق».. ولذا دعنا نرى درجات.. «عبودية الإنس والجن».. بما هو آت من تصور.. (1) عبودية ربوبية الخالق.. وكبداية فالربوبية اسم.. يجوز للمخلوق كجوازه الكلى للخالق.. والفارق بين الإجازتين هو.. «قدرة الرب».. والتى هى دائما محدودة حين نسبها للمخلوق.. وكاملة متكاملة نسبا لربوبية الخالق.. إذن.. حينما يكون العابد.. «عابد ربوبية».. أي.. عابد مستهدف سد احتياجاته.. «المادية دنيويا».. ورغم أن معبوده هو.. «رب العالمين».. إلا أننى أري.. – والرؤية الحق لله – .. «أن عبوديته نسبا لغايته».. هى منتقصة.. (2) من أهم ما يصبو إليه.. «ويتمناه العابد».. من قدرات دنيوية هي.. «الملكية».. رغم علمه بأنها لا تدوم.. أي.. «إما تفارقه أو يفارقها بالموت».. وحينئذ.. حين يقصد العابد.. عبودية رب الناس.. «ملك الناس».. بغاية استحبابه السابق.. رغم أن ملك الناس هو مالك الملك كله.. «بل ومقدر ملكوته».. إلا أننى مازلت أرى عبودية.. «ذاك العابد».. المملوك والطامع فى التملك.. هى عبودية منتقصة أيضا.. (3) أما حين تكون عبودية العابد موجهة القصد.. «لله».. أي.. «عبادة الله».. الذى قضى بألا نعبد.. «إلا إياه»..(23/ الإسراء).. أي.. «عبادة الأحد الصمد».. حينذاك تصبح وتمسى العبادة حق مكتمل متكامل.. حق أشبه.. «بهرم».. قمته الحادية فوق السماوات.. وبنائيته الزوجية متماسكة بزوجياتها.. وقاعدته.. «بثلاثيات نتائجها».. ثابتة بشهادتها علي.. «الأرض».. أرض ملك الأحد سبحانه.. نعم.. قاعدة ثلاثيات نتائج.. «الأعمال».. نعم.. «نتائج السياسة العبودية الابتلائية».. والتى يتحدد بمقتضى حق عدل الله.. «فيها وبها».. حساب ميزان يوم الحساب.
أنظر أيها العابد.. حين تكون عبادتك.. «لله سبحانه وتعالي».. ودون أن تجعل مع الله إله آخر.. (39/ الإسراء).. وخاصة إن قامت عبادتك علي.. «يقين الإخلاص».. وأصبحت.. «عبدا لله مخلصا».. هنالك.. فقد حيز لك الآتي.. «وأكثر».. (أ) لقد حيزت لك قدرات الربوبية.. (ب) وبت ممن لهم ملكية.. (ج) بفضل ورحمة.. «عبادة الله».. يقدر الله لك.. «مشيئة».. نافذة فى الأرض والناس.. بل وصرت فى حفظ الله من.. «شرور».. هى خارج حيز إدراكك لها.. «وحيز المناعة منها».. وحيز مجرد تذكرها كى تستعيذ بالله منها.. ومنها على سبيل المثال.. سوء ومكر الأخرين.. «بك».. وكذا شر غاسق إذا وقب.. وشر النفاثات فى العقد.. «أى شر السحر».. وكذا شر حاسد إذا حسد.. وكذا شر نوائب الدهر وغلبة الرجال.. إلخ.. وفوق كل ذلك وغيره.. يعافيك الله من ظلمة وعذاب.. «القبر».. «بل من الإقبار ذاته».. ويعافيك من الفزع الأكبر.. وعذاب انتظار الحساب.. «بل الحساب ذاته».. نعم.. فمنذ لحظة مماتك الكريم.. «كرامة الشهداء».. واستقبالك قد بت بنعيم جنات الله.. نعيم لم يخطر على قلب بشر.. ولكن.. عليك بشدة الحذر من عظيم.. «نعمة عبادة الله».. وما يصاحبها من.. «ابتلاء وحق عدل غواية».. قبل الممات.. نعم.. احذر واعتصم عبوديا لله..
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة:
كفاك يا عابد الله.. يقين استدامة شعورك.. بأن الله معك..