لا أخشى على الشعب المصرى من كل الفتن والمؤامرات، فقد تجلى وعيه واضحاً أمام كل التحديات ويزداد تماسكه قوة كلما اشتدت العواصف والمحن.
أبداً لم يخذل الشعب المصرى تراب أرضه أو حبة رمل فى سيناء وغيرها.
قدم الشهداء والدماء والمصابين دفاعاً عن الأرض والعرض، وهو على استعداد لتقديم المزيد إذا تطلب الأمر.
لذلك لن تفلح محاولات قوى الشر أياً كانت ضد مصر.. لن تفلح كتائب الذباب الإلكترونى الإخوانية مهما تفننت وصاغت الأكاذيب والافتراءات، فقد تأكد المصريون بما لا يدع أى مجال للشك أن الإخوان ذراع صهيونية تحقق لإسرائيل ما تريد.. ودليل ذلك، اصطفاف وطنى مصرى فى الداخل يرفض العمالة والخيانة والنذالة الإخوانية الساخرة.. وفى الخارج أبطال مصريون يتصدون بكل قوة وجسارة ضد المحاولات الصبيانية بالاعتداء على سفارات مصر بالخارج.
لن تفلح محاولاتهم لشق الاصطفاف المصرى- السعودى- الإماراتى- البحرينى، والقطرى والكويتى مع مصر.. والدليل، هذه اللقاءات الحميمية الصادقة للرئيس عبدالفتاح السيسى وقادة الخليج مع الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات واللقاءات المستمرة مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، فإنه لا سبيل إلا الاصطفاف.
فإن الخريطة العربية باتت مهددة بالتغيير والتحويل والضم والإضافة.. حتى الوجود العربى ذاته أصبح مهدداً.. هذا ما يملأ عقل نتنياهو ويعمل لتحقيقه.
نتنياهو لا يرى فى العالم كله إلا نفسه.. مرة مبعوثاً للعناية الشيطانية لتحقيق الحلم التوراتى المزعوم »إسرائيل الكبرى«.. ومرة أخرى يتذرع بالكذب والاحتيال وإطلاق مسميات إنسانية على أفظع الأعمال التى تأباها الوحوش المفترسة.
الحقيقة أيضا، أنه يستند إلى قوة غاشمة تخفى فى أعماقها أسلحة نووية، وأسلحة للدمار الشامل، لا تملك أى قوة دولية أو منظمة أممية أو أى جهة فنية أو تقنية أن تذهب إلى جحورها ومخابئها ومعاملها وأن تجرى نظرة أو فحصاً، فإن الاقتراب منها محظور محظور.
الأهم، هذا الدعم »الأعمى« الذى تقدمه الولايات المتحدة بغير ضابط ولا رابط ولا شروط ولا أى مراعاة لأى أخلاق أو قيم إنسانية أو قانونية أو أممية.. وكما قال الرئيس الأمريكى السابق: لو لم تكن إسرائيل موجودة فى هذا المكان من العالم، لأوجدناها نحن.
أما الرئيس الأمريكى الذى مازال أمامه 4 سنوات إلا أشهر قليلة، وعلى لسان مبعوثه الإسرائيلى أقصد الأمريكى توم باراك فإن القناعة الأمريكية حاليا أن تبارك أى تحرك إسرائيلى »سيذهبون حيث يشاءون« وقتما يشاءون ويفعلون ما يشاءون لحماية الإسرائيليين.. سقطت الأقنعة وتهاوت أوراق التوت.. والأدهى ما يقوله نفس المبعوث: فى نظرإسرائيل فإن الخطوط والحدود التى رسمتها اتفاقية »سايكس- بيكو« لا معنى لها.
من هنا، يكشف نتنياهو بكل صلف وغرور، فإنه- كما قلنا ونؤكد- لا يرى فى مرآة العالم إلا صورته هو وحده فقط، ومن خلفه »إسرائيل الكبرى«.
فى سوريا يريد نتنياهو منطقة معزولة السلاح جنوب سوريا بما فيها السويداء.
وبعد أن تفكك الجيش السورى وأصبحت الدولة السورية بلا جيش يحميها، فإن الطيران الإسرائيلى فى »نزهة« تكاد تكون يومية، حتى وصل إلى ريف دمشق يدمر ويفجر ويقتل ويبيد، ولا أحد يوقفه.. حتى جبل الشيخ لن يتركه.
وهو فى الجنوب اللبنانى، قام بتسوية العديد من المناطق الحدودية بالأرض تماماً، لكى يخلق منطقة عازلة مساحتها يحددها هو كيف يشاء ومتى يشاء.
أما غزة الذبيحة، فقد أعلنها نتنياهو منطقة حرب ساخنة لا تسرى بشأنها أى إجراءات لأى هدنة حاليا أو مستقبلاً.. وفى نفس الوقت بادر الجيش الإسرائيلى ينفذ على الأرض ما تم التخطيط له فى أولى مراحل الإبادة والاجتياح والتهجير القسرى للسكان دون أى اعتبار لأى مواثيق دولية أو اتفاقيات أو انتقادات دولية.. أو أى شجب أو إدانة.
وسط هذه الخريطة الشيطانية الجهنمية، أصبحت إسرائيل تسيطر حقيقة على ما يزيد على ثلاثة أرباع قطاع غزة.
وتبقى مصر، فإن خريطة اليمين الإسرائيلى ونتنياهو لن تكتمل إلا بتلبية الحلم التلمودى تجاهها، خاصة تجاه »سيناء« فيها.. لكن هيهات، هيهات.. فقد قيض الله لمصر وسيناء جيشاً هو خير أجناد الأرض على الإطلاق.. نجح الجيش المصرى فى الانتصار وفرض إرادته فى 1973 وهو بعون الله وقوته قادر على إنجازها مرة أخرى.
وأعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى أن التهجير خط أحمر، وأن مصر لن تقبل أبداً أن تشارك فى ظلم الشعب الفلسطينى.. وأعلنها الرئيس ومن حوله كل المصريين بأفرادهم وجماعاتهم وانتماءاتهم أنهم فداء كل ذرة رمل من أرض سيناء وأن حياتهم ودماءهم ودماء أبنائهم لا تساوى شيئاً أمام حبة رمل من أرض الفيروز.
أعلنها الرئيس السيسى ومن خلفه كل المصريين بغير استثناء، أن الاقتراب من الحدود المصرية »خط أحمر«، وأن القاهرة التى تذرعت بالصبر الطويل، لن يمكنها أبداً الصمت أمام مساس أو اقتراب من الحدود المصرية.
وأعلنتها القوات المسلحة المصرية مراراً وتكراراً بلسان وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان المصرى وقادة الأسلحة، أن الجيش المصرى عند أعلى مستويات الجاهزية القتالية، وأن جيش مصر قادر على صون حدود مصر وأمنها ومقدراتها، و»اللى عاوز يجرب، يقرب«.
وإذا كانت العلاقات المصرية- الخليجية بهذه المتانة، فلابد أن تتدعم أكثر وأكثر.. فإذا قوى العرب فلن تستطيع أى قوة من الخارج أن تفرض علينا واقعاً سيئاً أو حلولاً استعمارية لا نستطيع منها فكاكاً.. على العرب أن يدركوا أن الخطر يحيق بالجميع.
على الدول العربية أن تدرك الآن وبخلاف أى وقت مضى، أنه لا سبيل مطلقاً إلا الاصطفاف والتوحد، فإن قوى الشر تتوحد، وتطل منها »ريفييرا غزة.. أمريكا.. ترامب« يطل من شرفات ما بعد الحرب على تونى بلير وكوشنر وغيرهما.. إنهم يتحدثون عن خطة تم ويتم طبخها لليوم التالى للحرب، فى ظل غياب لأى قوة عربية حقيقية وكأنما يرى نتنياهو نفسه فقط فى منطقتنا، ولا يرى ترامب زعيماً غيره يقود العالم سلماً وحرباً إلا هو.. أما الضعفاء فى هذا العالم، فلا عزاء لهم، ولا سبيل أمامنا إلا الاصطفاف حفاظاً على ما بقى من أرض عربية.. وحماية لوجودنا ذاته.









