برعاية هشام عكاشة، رئيس مجلس إدارة نادي طلعت حرب والرئيس التنفيذي لبنك مصر، اختتم النادي فعاليات الدورة العاشرة لمعرض الكتاب، التي شهدت مشاركة واسعة من كبرى المؤسسات الثقافية المصرية مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومؤسسة أخبار اليوم، ودار المعارف، وسور الأزبكية، بالإضافة إلى جمعية الكاريكاتير ودار الهلال.
ندوة حول الأخلاق في مصر القديمة
تضمن حفل الختام ندوة بعنوان “قانون الأخلاق في مصر القديمة” استضافت الدكتور وسيم السيسي، الباحث في تاريخ مصر القديمة وعالم المصريات، وأدارتها الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافي.
في الندوة، تحدث الدكتور السيسي عن نشأة منظومة الأخلاق لدى المصريين القدماء، مؤكدًا أنها كانت جزءًا أصيلًا من فلسفتهم ودينهم، وارتبطت بمفهوم “ماعت” (Maat)، الذي يرمز إلى الحق والعدل والتوازن.

دعوة لاستعادة القيم الأصيلة
من جانبه، دعا شريف خليل، المدير التنفيذي للنادي، إلى العودة إلى الأخلاقيات التي تربى عليها المجتمع المصري، موضحًا أن الحضارة المصرية لم تكن حضارة أهرامات ومعابد فقط، بل كانت حضارة أخلاقية قامت على قيم راسخة ضمنت تماسك المجتمع عبر آلاف السنين. وأشار إلى أن الأخلاق في مصر القديمة لم تكن مجرد نصائح، بل كانت قوانين حياة، مستشهدًا بما ورد في كتاب الموتى، حيث يعترف المتوفى أمام محكمة أوزوريس: “لم أسرق، لم أكذب، لم أقتل، لم أظلم أحدًا”.
وقد شهدت الندوة حضورًا كبيرًا من الإعلاميين، وأساتذة الإعلام، والشخصيات العامة.
الفن ودوره في المجتمع
كما شهد المعرض ندوة فنية بعنوان “دور الفن في إثراء ثقافة المجتمع”، استضافت المخرج الكبير محمد فاضل والفنانة فردوس عبد الحميد، وأدارتها الإعلامية أمل نعمان. أشاد الضيفان بعراقة نادي طلعت حرب وتصميماته المعمارية، وأكدا أن الفن رسالة يجب أن ترتقي بالذوق العام وتبتعد عن العنف والابتذال. وطالبا بإنتاج مسلسل يروي سيرة طلعت حرب، رائد النهضة الاقتصادية المصرية، لتعريف الأجيال الجديدة بإنجازاته ومسيرته الوطنية.
معرض الكتاب.. منصة ثقافية راسخة
أكد شريف خليل أن معرض الكتاب بنادي طلعت حرب أصبح من أبرز الفعاليات الثقافية في مصر، وذلك بعد نجاحه المستمر على مدى عشر دورات، مشيرًا إلى أن المعرض يجسد التزام النادي بدوره المجتمعي في نشر الثقافة وتعزيز الوعي، بالإضافة إلى نشاطه الرياضي.
تميزت الدورة العاشرة بتنوع أنشطتها، حيث تضمنت معرضًا للمنتجات اليدوية والحرف المصرية، وندوات فكرية، وورش عمل للقراءة والرسم والكتابة، وحفلات توقيع كتب بمشاركة كبار الأدباء والمفكرين، مما أضفى على الحدث طابعًا تفاعليًا يجمع بين القراء والكتّاب.
دعم مجتمعي للأسر المنتجة
وأشار خليل إلى أن مشاركة نحو أربعين عارضًا من الأسر المنتجة، برعاية وزارة التضامن الاجتماعي، أضافت بُعدًا مجتمعيًا مهمًا للمعرض. وتنوعت معروضاتهم بين المشغولات اليدوية، والمفروشات، والإكسسوارات، والفخار، والشموع، والملابس التراثية، ما يعكس ثراء الحرف المصرية الأصيلة ويدعم تمكين المرأة اقتصاديًا.
رؤى مستقبلية
كشف المدير التنفيذي للنادي أن الإدارة تخطط لإدماج التقنيات الرقمية في الدورات القادمة، بالإضافة إلى الانفتاح على المؤسسات الثقافية الدولية، بما يضمن التجديد والاستدامة للحدث السنوي.
واختتم خليل كلمته بالتأكيد على أن المكانة التي وصل إليها المعرض لم تكن لتتحقق لولا دعم ورعاية هشام عكاشة رئيس مجلس الإدارة والتعاون الوثيق مع كبرى دور النشر، ليصبح المعرض بالفعل “نبضًا حيًا في قلب الحركة الثقافية المصرية”.