فى مطلع نوفمبر القادم ينعقد معرض لندن الدولى للسياحة.. «WTM».. ويعتبر أهم المعارض فى ختام العام، وأولها فى بداية عام المعارض السياحية الدولية الهامة الذى يبدأ فى نوفمبر ويستمر حتى مايو من كل عام.. وبهذا يكون معرض لندن أول المعارض الذى يمكن أن نبدأ فيه الترويج للإسكندرية كما وعد الوزير شريف فتحي.. والاستفادة بما صاحب عملية الكشف عن بعض القطع الأثرية الغارقة فى الإسكندرية من اهتمام عالمى بها.. ولهذا فان الوقت مناسب لبدء حملة ترويجية عن الإسكندرية من خلال هذا المعرض والمعارض التالية وأهمها مدريد وميلانو وبرلين وموسكو ودبي.. وقد سبق للإسكندرية فى سنوات بعيدة أن أقامت جناحا خاصا بها فى عدد من المعارض الدولية.. والآن هو وقت عودة هذه الأجنحة لتروج للإسكندرية بالتعاون مع محافظة الإسكندرية وباقى الفنادق وشركات السياحة فى الإسكندرية..
> ومع أن ما جرى انتشاله من البحر فى الإسكندرية منذ أيام ليس فى ضخامة ما سبق انتشاله فى سنوات سابقة.. الا أنه مع ذلك أحدث اهتماما عالميا يعيد التذكير بما سبق الكشف عنه.. والذى طاف عدة دول فى أوروبا وأمريكا وآسيا فى المعرض الذى بدأ جولاته فى عام 2005.. بداية من معرض العالم العربى فى باريس ثم المتحف البريطانى فى لندن انتهاء بزيوريخ فى سوسيرا قبل ان ينتقل الى الولايات المتحدة لينتقل الى سانت لويس ومينابوليس ثم أخيرا ولاية كاليفورنيا قبل أن يتجه إلى طوكيو..
> ويمكن تحديد بداية الغوص بحثا عن الآثار الغارقة واستكشافها الى 84 عاما مضت.. ففى عام 1933.. شاهد الطيار البريطانى «كال كول» أثناء طيرانه فوق خليج أبى قير بقايا آثار تحت الماء.. وأخبر بذلك الأمير عمر طوسون.. وكان رئيسا شرفيا للجمعية الأثرية بالإسكندرية.. وقد مكن هذا الأمير عمر طوسون من انتشال تمثال رأس الاسكندر الأكبر الذى يوجد الآن بالمتحف اليونانى الروماني.. وتحت اشراف الأمير عمر طوسون اكتشف الغواصون مجموعات أخرى من الآثار الغارقة..
> ويعتبر كامل أبو السعادات ثانى رائد مصرى فى اكتشاف الآثار الغارقة.. وكان له أثر كبير فى لفت الأنظار إلى الكنوز الغارقة فى مياه البحر المتوسط فى الفترة بين الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي.. ومن أشهر ما انتشله تمثال ضخم لاحدى ملكات البطالمة فى هيئة الألهة إيزيس كما ساهم فى اكتشافات حول قلعة قايتباى وجزيرة نلسون وحدد مواقع لبعض قطع أسطول نابليون الغارقة فى أبى قير.. وقد أنشئت فى التسعينات من القرن الماضى إدارة الآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار لتبدأ فى تحقيق مجموعة اكتشافات مبهرة..
> وفى مطلع العشرينيات من القرن الحالى تمكنت بعثة المعهد الأوروبى للآثار البحرية برئاسة فرانك جوديو بالتعاون مع الادارة المركزية للاثار الغارقة من انتشال الكثير من الآثار فى موقع مدينة هيراكليون الغرقة فى أبى قير.. وهى التى طاف معظمها ومنذ عام 2005 فى معرض آثار مصر الغارقة فى أوروبا وأمريكا واليابان.. وتشهد الإسكندرية الآن معرضا للآثار الغارقة يضم 86 قطعة ويستمر ستة أشهر ويضم مكتشفات مدينتى كانوب وهيراكيلون بخليج أبى قير..
> فى العلمين تم فى أغسطس عام 2023 الكشف عن سفينة غارقة من القرن الثالث قبل الميلاد تحتوى على عدد من الجرار والانفورات مما يشير الى أن المنطقة كانت تشهد نشاطا تجاريا كبيرا فى تلك العصور وكانت واحدة من محطات عديدة فى طريق السفن المارة بالمنطقة.. وقد قام فريق أثرى من الإدارة المركزية للآثار الغارقة باستكشاف وتوثيق الآثر.. وتذكر هذه الادارة ان الساحل الشمالى كان يضم نحو 30 قرية ومدينة وميناء خلال العصرين اليونانى والرومانى .
> ويمتلئ البحر الأحمر أيضا بالكثير من السفن والآثار الغارقة وقد كشف فى السبعينيات من القرن الماضى عن ميناء قديم باسم ساو وتم اكتشاف عدد من المواقع التى كانت ترتبط بخط التجارة مع شرق أفريقيا.. وقد تم كذلك فى عام 2010 الكشف عن حطام الكثير من السفن الآثرية الغارقة فى مرسى علم..
> واذا كانت شواطئ مصر على البحرين المتوسط والأحمر قد باحت.. وتبوح بين الحين والحين بما تحتويها من آثار غارقة.. فان نيل مصر أيضا يحتوى الكثير من الآثار الغارقة على مدى تاريخ مصر الطويل سواء غرقت فى حوادث غرق أو سقوط من السفن ناقلة الاثار والأحجار من الجنوب الى الشمال.. أو غارقة بفعل بحيرة السد العالى من آثار ومناطق أثرية لم نتمكن من انقاذها فى اطار حملة انقاذ آثار النوبة..
> وتشمل الآثار الغارقة فى نيل مصر بقايا سفن غارقة وقطع أثرية تترواح بين الأوانى والآحجار الضخمة التى كانت من المحاجر عبر النيل وبدأ الكشف عن آثار النيل الغارقة فى عام 2008.. وتبع ذلك أكتشاف جزيرة كونوسو فى أسوان فى عام 2023.. والتى أغرقتها مياه النيل بعد بناء السد العالى ..
> ولا تتوقف كل مواقع مصر.. أرضا وبحرا ونيلا.. عن البوح بجانب من أسرار لا تنتهى عجائبها عن حضارة حيرت ومازالت تحير وتبهر العالم.