رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بإعلان بلجيكا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، خلال جلسة الأمم المتحدة.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية قرار بلجيكا خطوة تتماشى مع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة، وحمايةً لحل الدولتين ودعماً لتحقيق السلام. وطالبت الوزارة الدول التى لم تعترف بعد بدولة فلسطين، بالتحرك سريعاً لإعلان اعترافها، وتكثيف الجهود العملية لوقف جرائم الإبادة والتهجير والتجويع والضم، وفتح مسار سياسى حقيقى لحل الصراع وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين.
كان وزير الخارجية البلجيكى ماكسيم بريفو قد أشار إلى إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ مما يزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل بعد خطوات مماثلة من جانب أستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا. وأكد إن بلجيكا ستنضم إلى الموقعين على إعلان نيويورك؛ مما يمهد الطريق لحل الدولتين أو دولة فلسطينية تتعايش فى سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وعزت بلجيكا قرارها إلى «المأساة الإنسانية التى تتكشف فى فلسطين، وخاصة فى غزة»، كما أكدت أنه يأتى رداً على العنف الذى ترتكبه إسرائيل فى انتهاك للقانون الدولي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى إن إسرائيل ارتكبت كل أنواع جرائم الحرب وانتهكت كل مبادئ القانون الدولى فى قطاع غزة. وأضاف الصفدي، فى جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى بليد الاستراتيجى العشرين فى سلوفينيا، أن العالم لا تنقصه الأفكار بشأن الحرب على غزة، لكن تنقصه الإرادة، مشيراً إلى أن 2.3 مليون فلسطينى محاصرون فى غزة أمام أعين دول العالم.
وأكد أن إسرائيل هى من فرضت المجاعة فى قطاع غزة، مطالباً بضرورة تبنى موقف دولى موحد تجاه ما يحدث فى القطاع، ورفض ازدواجية المعايير.
فى سياق آخر وعلى الرغم من «معارضة الجيش الإسرائيلي» لاحتلال كامل مدينة غزة، لما يحمله من مخاطر على القوات المقاتلة على الأرض، مازال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يمضى فى خطته، حيث أكد مسئولون كبار فى جيش الاحتلال أن أزمة انعدام الثقة بين القيادتين الأمنية والسياسية بدأت تتسرب إلى صفوف الجيش، خاصة أن رئيس الأركان إيال زأمرى ورئيس الموساد ديفيد برنيع والقائم بأعمال رئيس الشاباك أيدوا ابرام صفقة جزئية فى غزة، بهدف الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة، أن نتنياهو ماض فى خطة احتلال غزة.
فى المقابل قدم عدد من الإسرائيليين التماسا إلى المحكمة العليا لمنع احتلال غزة بدعوى أن القرار اتخذ خلافا لموقف الجيش، حسب ما نقل موقع واللا الإسرائيلي.
يأتى هذا فى الوقت الذى تلقى فيه 60 ألف جندى إسرائيل من الاحتياط أمس أوامر استدعاء استعدادا لعملية غزة، وفق «اذاعة الجيش الإسرائيلي». فيما سيلتحق 40 ألف جندى احتياط بوحداتهم وقواعدهم ضمن جولة الاحتياط غير المخططة لصالح العملية لاحتلال مدينة غزة، نصفهم مقاتلون سيلتحقون بالكتائب التى ستحل محل القوات النظامية فى مختلف الجبهات، والنصف الآخر من عناصر المقرات والاستخبارات وسلاح الجو.
ويكافح القادة العسكريون الإسرائيليون لإيجاد عدد كافٍ من جنود الاحتياط، بينما يستعد الجيش الإسرائيلى لشن هجوم جديد على مدينة غزة، وذلك فى وقت يشعر العديد من الجنود بالإرهاق والإحباط، بعد قرابة عامين من القتال على جبهات متعددة، فيما يتساءل العديد منهم عن هدف الحرب.
على صعيد الأوضاع الميدانية، تتواصل الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة حيث وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 76 شهيداً، و281 إصابة، بينما بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 12 شهيداً و90 إصابة، ليرتفع إجمالى شهداء لقمة العيش إلى 2,306 شهيداً وأكثر من 16,929 إصابة.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 13 حالات وفاة جديدة من بينهم 3 اطفال نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالى إلى 361 حالة وفاة، من ضمنهم 130 طفلاً.
من جانبه، أعلن الدفاع المدنى بقطاع غزة أن الاحتلال يعمل على إخلاء محافظتى غزة والشمال وإجبار آلاف السكان على النزوح القسرى لمناطق يدعى أنها إنسانية وسط وجنوب القطاع.
وذكر الدفاع المدنى ان المخطط التهجيرى لنحو مليون ونصف مليون مواطن يترتب عليه تداعيات خطيرة ستقودنا إلى الكارثة الكبري، فى ظل دمار واسع ينفذه حالياً جيش الاحتلال لأحياء سكنية بأكملها فى المناطق الشرقية لمدينة غزة والشمال لتحقيق مخططه غير القانوني».
وأكد الدفاع المدنى أن التقارير تشير إلى أن معظم سكان قطاع غزة أجبروا على النزوح من 9 إلى 12 مرة، بفعل الإبادة الجماعية التى ينفذها الاحتلال بحقهم، منهم 75٪ لا يمتلكون حالياً خيمة أو ثمن خيمة أو حتى أماكن تؤوى أسرهم فى ظل الاكتظاظ السكانى الهائل فى منطقة جغرافية محدودة.