أقام السفير د. محمد البدري، سفير مصر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، حفل تكريم خاصاً للطلبة أوائل الثانوية العامة، فى مقر السفارة المصرية فى العاصمة برلين، ضمن فعاليات الرحلة السنوية التى تنظمها جريدة الجمهورية لأوائل الثانوية العامة، تكريماً لهم ومكافأة على تميزهم الدراسى وتفوقهم.
واستقبل السفير البدرى وطاقم السفارة المصرية الطلبة الأوائل والتقطوا معهم الصورة التذكارية حاملين علم مصر أمام مبنى السفارة.
بدأ الحفل باستقبال السفير وطاقم السفارة المصرية بكل حفاوة وترحاب للطلاب المتفوقين حيث التقطوا الصور التذكارية أمام مبنى السفارة المصرية فى قلب برلين. وحرص الجميع على رفع علم مصر فى مشهد مؤثر يعكس الاعتزاز بالوطن..
رحب السفير البدرى بأوائل الثانوية العامة فى الرحلة التى تنظمها جريدة الجمهورية منذ عام 1968 تكريما للأوائل.. وفى مفاجأة للاوائل بدأ الاحتفال برسالة مصورة من الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وجهها إلى الأوائل، هنأهم فيها على نجاحهم، وداعياً إياهم إلى استكمال مسيرة تميزهم..وأضاف الوزير عبدالعاطى أنه هو نفسه كان من أوائل الثانوية، وأنه شارك فى الرحلة ذاتها التى تنظمها جريدة الجمهورية، وأوضح كيف أن تلك التجربة فتحت أمامه آفاقاً جديدة من التعرف على الشعوب والثقافات الأخري، وأنها تركت أثراً كبيراً فى شخصيته وفى تكوينه العلمى والمهني. وأكد عبدالعاطى للطلاب أن الاحتكاك المباشر بتجارب الشعوب المتقدمة يثرى العقول ويصقل المواهب ويمد الإنسان بزاد من الخبرة العملية التى لا تُكتسب داخل القاعات الدراسية فقط. وحفّز عبدالعاطى الطلبة على الاستفادة من رحلة جريدة الجمهورية فى هذا العام.
وتابع الوزير حديثه مخاطباً الطلبة بأن مستقبلهم يجب ألا يتوقف عند محطة التفوق فى الثانوية العامة، فهذه ليست إلا بداية لمسيرة أطول وأوسع، وحثهم على مواصلة الاجتهاد والعمل بجدية لتحقيق طموحاتهم وخدمة وطنهم. كما أعرب عن أمله فى أن يرى بعضاً منهم ينضمون يوماً إلى وزارة الخارجية المصرية ليكونوا سفراء لمصر فى الخارج، معتبراً أن وجود هذا الجيل الشاب المتوهج بالمعرفة والطموح فى السلك الدبلوماسى سيكون إضافة كبيرة.
وبعد عرض كلمة الوزير، تقدم السفير محمد البدرى لإلقاء كلمته أمام الحضور، فبدأ بتهنئة الطلاب على تفوقهم الباهر، مؤكداً أن هذا النجاح هو ثمرة جهدهم وتضحيات أسرهم ومعلميهم. ودعاهم إلى عدم التوقف عند هذه المرحلة، بل إلى الاستمرار فى السعى إلى المزيد من العلم والمعرفة، موضحاً أن العالم اليوم لا يعترف إلا بالعلم كطريق للتطور والارتقاء. وأشار إلى أن ألمانيا التى تحتضنهم فى هذه الرحلة تعد مثالاً حياً على أمة بنت نهضتها على أسس من العلم والفكر المستنير، وأن التاريخ شاهد على التحولات الكبرى التى أحدثها الشعب الألمانى فى مجالات الفكر والدين والفن حين جعل من الثقافة والعلم طريقاً رئيسياً لبناء مستقبله، ما أهّله أن يكون القاطرة التى تدفع قارة أوروبا نحو الأمام.
بدوره ألقى الدكتور أشرف منصور كلمته أمام الأوائل، فبدأ بشكر السفير البدرى على الاستضافة والتنظيم، معبراً عن سعادته الكبيرة بلقاء هؤلاء الطلاب المتفوقين الذين يمثلون مستقبل مصر المشرق. وأكد منصور أن العلم هو الدعامة الأساسية لبناء الإنسان والمجتمع والحضارة، مستشهداً بتاريخ المصريين القدماء الذين شيدوا حضارة عظيمة قائمة على العلم والمعرفة. وأوضح أن المصريين القدماء قدموا اختراعات غيرت مجرى التاريخ مثل أدوات القياس والمرايا وغيرها من الإنجازات التى ما زال العالم يستفيد منها حتى اليوم. وخاطب الطلبة قائلاً إن عليهم أن يقتدوا بأسلافهم العظماء وأن يقدموا بدورهم إنجازات جديدة قائمة على العلم والحرية والكرامة.
وبعد الكلمات الرسمية، كان الطلاب على موعد مع مفاجأة خاصة بحضور الفنان محمد منير فى الحفل. وقد حظى حضوره بترحيب واسع من الطلاب الذين يعتبرونه رمزاً فنياً وإنسانياً ملهماً. وجه منير كلمته للطلاب، فهنأهم أولاً على تفوقهم، ثم حثهم على مواصلة العمل والاجتهاد من أجل تحقيق أحلامهم وأحلام وطنهم. وأكد أن مصر بحاجة إلى عقولهم وجهودهم فى شتى المجالات. ولم يفت منير أن يشارك الطلاب لحظة بهيجة حين اختتم كلمته بأداء مقطع من أغنية «يا عروسة النيل يا حتة من السماء.. يا اللى صورتك جوة قلبى ملحمة» التى ارتبطت فى وجدان المصريين بحب الوطن وجمال النيل.
وفى لفتة إنسانية رائعة، فاجأ السفير البدرى الحضور بإقامة احتفال بعيد ميلاد الطالب عمر سعد، الحاصل على المركز الأول فى شعبة علمى علوم ـ مدارس STEM. حيث قدم له تورتة عيد الميلاد وسط تصفيق وتشجيع زملائه. وقد بدا التأثر واضحاً على وجه عمر لهذه المفاجأة التى اعتبرها أجمل احتفال بعيد ميلاد فى حياته، وأن التكريم فى حد ذاته شرف كبير وأن لن ينسى أبداً تلك اللفتة الإنسانية التى جعلت يومه مميزاً. وأعرب الطالب عن شكره للسفير البدرى والسفارة المصرية وجريدة الجمهورية على المفاجأة وعيد ميلاده المميز لهذا العام، وقال إن هذا التكريم شرف كبير له.
كما عبر الطالب حسن عبد الله، الحاصل على المركز السادس فى الشعبة العلمية رياضيات، عن امتنانه وسعادته بهذا التكريم، مشيداً بمصر التى لم تنس أبناءها المتفوقين، وبألمانيا التى أتاحت لهم فرصة التعرف على حضارة وثقافة مختلفة. وقال إن مثل هذه الرحلات تمنح الطالب دفعة قوية للاستمرار فى التفوق والإصرار على تحقيق المزيد من النجاحات.
واختتم الحفل باصطفاف الطلاب أمام مقر السفارة المصرية حاملين العلم ومرددين نشيد «بلادي». وقد علت أصواتهم بحماس كبير، فى مشهد جمع بين الفخر والبهجة والاعتزاز بالانتماء لمصر. ثم قدموا شكرهم العميق إلى السفير وطاقم السفارة وجريدة الجمهورية على هذا التكريم الذى سيظل ذكرى خالدة فى حياتهم.