قال الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أنه لا يمكن إحياء التعددية فى النظام الدولى دون إصلاح مجلس الأمن، موضحا أن الرأى العالمى لم يعد يؤمن بالتعددية والقانون الدولى والأمم المتحدة وميثاقها، وهو أمر شديد الخطورة بسبب ازدواجية المعايير، مشيراً إلى أنه «لا يمكن تجاهل الحضارات العظيمة الإفريقية والعربية والإسلامية، ويجب أن تحظى بتمثيل حقيقى فى مجلس الأمن، مضيفا أن إعطاء حق الفيتو لصالح خمس دول فقط لم يعد صالحا، ولابد من إعطاء هؤلاء الجدد نفس الحقوق أو أن يمنع هذا الحق عن كل الدول لتحقيق المزيد من الديمقراطية».
قال الوزير، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى «بليد الاستراتيجى 2025» فى سلوفينيا، أمس أن مصر صوتت لصالح قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم أوكرانيا، إلا أن الغرب لم يعط نفس الاهتمام بشأن ما يحدث بقطاع غزة، وهذا أمر عار على الغرب والإنسانية، وعلى المجتمع الدولى ألا يقبل بالابادة الجماعية.
جدد عبدالعاطي، رفض مصر القاطع لما يتعرض له الشعب الفلسطينى من إبادة جماعية، محذرا من ازدواجية المعايير التى يمارسها المجتمع الدولي.
وقال إن مصر من أكبر مستوردى القمح، وبعد التغييرات الكبيرة بسبب الحرب ارتفعت الأسعار بشكل كبير، الأمر الذى أثر على القارة الإفريقية بأكملها، موضحا أنه للمرة الأولى فى العصر الحديث تواجه مصر هذا الكم من التحديات سواء من الشرق والغرب والجنوب والشمال، مضيفا أن التحديات مختلفة ولا توجد دولة واحدة تستطيع التعامل مع كل هذه التحديات.
كما شدد على ضرورة إصلاح مؤسسات «بريتون وودز»، ولابد من أن تكون هناك ديمقراطية فى اتخاذ القرار فيما يتعلق بالبنك الدولى وصندوق النقد الدولي.
على جانب أخر رحبت مصر بإعلان مملكة بلجيكا اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى خطوة تاريخية مهمة تدعم الحقوق الفلسطينية وممارسة الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة متصلة الأراضى على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
اكدت مصر – فى بيان لوزارة الخارجية – أن هذا القرار، بالإضافة إلى القرارات المماثلة من دول أخرى خلال الفترة الأخيرة، هو تجسيد عملى للدعم الدولى الواسع للشعب الفلسطينى وتطلعاته المشروعة، والرغبة الدولية فى تحقيق السلام العادل والتعايش السلمى بالشرق الأوسط، وانعكاس للرفض الكامل للسياسات الإسرائيلية العدوانية وتوجهات الحكومة الإسرائيلية الرافضة للسلام ومساعيها لتقويض إقامة الدولة الفلسطينية التى تنتهك القانون الدولى والأعراف الدولية كما يعكس القرار البلجيكى الدعم الدولى المتصاعد حول الشعب الفلسطينى ودعمه لقضيته العادلة ولحقوقه غير القابلة للتصرف.
وثمنت مصر الحراك الدولى نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة التى شهدت موجة من الإعلان عن اعتزام الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأعادت مصر دعوتها لكافة الدول التى لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية للإسراع باتخاذ تلك الخطوة للوقوف بجانب الإنسانية وبما يسهم فى تنفيذ حل الدولتين وبدء مسار جاد لاستعادة السلم والأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط لكافة شعوب المنطقة.