
زعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منحه الضوء الأخضر «لإنهاء الموضوع» فى قطاع غزة.
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس أركان الجيش إيال زامير عرض، خلال جلسة المجلس الوزارى الأمنى المصغر «الكابينت»، الخطوط العريضة للتوصل إلى اتفاق مع حماس، لكن معظم الوزراء عارضوها، وعلّق نتنياهو بالقول: «لا حاجة للتصويت، فهى ليست على جدول الأعمال».
تتضمن الخطوط العريضة إعادة 10 رهائن أحياء و18 جثة لمدة 60 يوماً – يُطبّق خلالها وقف إطلاق النار وتستمر المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين – إلى جانب إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
أوضحت الصحيفة أن نتنياهو فسّر معارضته لخطة زامير، بالقول إن إسرائيل تملك الآن مهلة دبلوماسية «غير محدودة» من الأمريكيين، وأن الانسحاب من بعض الأراضى التى احتلها الجيش الإسرائيلى فى عملية «عربات جدعون» سيكلّف»ثمنا باهظا».كما زعم أن « ترامب قال له: دعوا الصفقات الجزئية، وادخلوا بكل قوتكم وأنهوا الموضوع».
فى غضون ذلك، قال مسئولون فلسطينيون وشهود أمس إن إسرائيل دفعت بدبابات إلى داخل مدينة غزة وفجرت مركبات ملغومة فى أحد أحياء المدينة، فيما استشهد ما لا يقل عن 30 شخصاً فى غارات.
جاءت التقارير عن الهجوم فى الوقت الذى قالت فيه رئاسة الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية إنها أقرت قراراً ينص على استيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية فى غزة.
لم تصدر إسرائيل بعد أى تعليق بخصوص الهجوم المذكور أو على بيان الجمعية، وسبق أن نفت بشدة أن تكون أفعالها فى غزة تصل إلى حد الإبادة الجماعية.
زعم جيش الاحتلال إن القوات مستمرة فى محاربة حركة حماس فى جميع أنحاء قطاع غزة وإن قواته قصفت خلال اليوم الماضى عدة مبان عسكرية ومواقع أمامية كانت تستخدم لشن هجمات على الجنود.
قال سكان إن القوات الإسرائيلية أرسلت مركبات مدرعة قديمة إلى الأجزاء الشرقية من حى الشيخ رضوان المكتظ بالسكان ثم قامت بتفجيرها عن بعد، مما أدى إلى تدمير عدة منازل وإجبار المزيد من العائلات على الفرار.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة فى غزة باستشهاد نحو 100 فلسطينى وإصابة 404 آخرين بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية. وأعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 63 ألفاً و557 شهيداً، و160 ألفاً و660 مصاباً.
كما أعلنت تسجيل 9 وفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينها 3 أطفال، خلال 24 ساعة، وأدى ذلك لارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 348 شهيداً، بينهم 127 طفلاً.
قال مدير وزارة الصحة بغزة الموت ينتشر ببطء بين سكان القطاع والقطاع الصحى يعاني، وإن النزوح وتلوث المياه بيئة خصبة لانتشار الفيروسات فى القطاع.
أكد أيضاً أنه «لا يوجد لدينا المختبرات التى يمكنها فحص الفيروسات، وأن الاحتلال أصاب 40 ألفاً من أطفال القطاع وهى كارثة ستبقى تلازمنا».
فيما قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إن المجاعة تفشت بشكل واسع فى قطاع غزة بسبب منع إدخال المساعدات، وأضاف أن مستشفيات القطاع على حافة الانهيار بسبب إغلاق المعابر.
فى الأثناء، دعت حركة حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة إلى التحرك لوقف «جرائم الإبادة الوحشية التى ترتكبها حكومة مجرم الحرب نتنياهو» فى قطاع غزة.
أما داخل إسرائيل، تظاهر مئات الطلاب فى مختلف الأنحاء بالتزامن مع افتتاح العام الدراسى الجديد، مطالبين باستعادة الاسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة بغزة.
أغلق مئات الطلاب الإسرائيليين تقاطع «هأوجين»، كما رفع الطلاب لافتات كُتب عليها: «بدون المختطفين، لا تعليم».
أفادت القناة 12 بإغلاق 17 مدرسة بتل أبيب وتعليق لافتات كتب عليها «47 مختطفا ما زالوا بغزة ولن نتعلم التعايش مع هذا».
أكد المشاركون أن هذه التظاهرات تأتى للتأكيد على حق المجتمع فى معرفة مصير الاسرى وضمان إطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن، مشددين على أهمية استمرار الضغط الشعبى على الجهات المعنية لتحقيق ذلك.
فى سياق متصل، قرر وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير أمس السماح لنحو 100 ألف إسرائيلى إضافى بالحصول على رخص سلاح خاص، ضمن سياسة مثيرة للجدل.
قال مكتب بن جفير فى بيان له: «وافق بن غفير على إضافة مدن جديدة إلى قائمة البلدات المؤهلة للحصول على رخصة سلاح نارى خاص»، ليصل إجمالى عدد التراخيص إلى نحو 230 ألف ترخيص جديد لحمل أسلحة نارية، منذ بداية سياسة التسليح فى اكتوبر 2023.
فى خطوة ذات أهمية، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها اتخذت قراراً واضحاً بوقف إرسال الأسلحة المرتبطة بالحرب فى غزة إلى إسرائيل.