معارك الحياة كثيرة وعلينا أن نديرها تحت شعار «ننتصر أو نموت» تلك العبارة التى قالها المجاهد الكبير عمر المختار قبل استشهاده بالإعدام على يد الاستعمار الإيطالي، هذا المناضل الوطنى الكبير الذى فضل الاستشهاد على الاستسلام، من هنا علينا أن نستلهم هذه الروح القتالية فى كل معاركنا الحياتية التى تواجهنا يوميًا وتتطلب منا الكثير والكثير، حيث لا تقل أهمية عن معارك تحرير الأرض والحفاظ على مقدسات الأوطان فجميعها معارك مكملة للحرية وخدمة الانسانية، المعارك التى أتحدث عنها هنا كثيرة ومتنوعة تمس الكرامة والحرية والاستقلالية وعلى رأسها معركة البناء والتعمير معركة التنمية والوعى والإدراك والإرتقاء بمستوى الحياة، كل هذه المعارك تحتاج منا جهوداً كبيرة حتى ننتصر ولا نموت، والجهود هنا أن يبذل كل فرد قصارى جهده لتوفير حياة كريمة له ولأسرته ولا يترك نفسه لضياع الوقت والاعتماد على الآخر فى تحديد مصيره ومستقبله، إن الدرع الواقية لتحقيق كل هذه الأمنيات هو الإصرار على النجاح والانتصار على أنفسنا والقيام بالدور المطلوب كما ينبغى على المستويين الشخصى والقومي، وأن تنتصر لذاتك وكرامتك وتعتمد على نفسك فى بناء مستقبلك الذى لا يصنعه إلا أنت، أنت حقًا الوحيد القادر على الانتصار فى معركة الوجود معركة بناء مستقبلك التى تتطلب منك جهوداً كبيرة لتأهيل نفسك لسوق العمل دون الاعتماد على أحد، هذا الكلام من واقع تجارب عديدة أثبتت أن السلاح الوحيد لمواجهة الحياة والتغلب عليها هو إدراك متطلبات الحياة ومعرفتها تمامًا والتوافق معها لتصبح منتجًا يلبى احتياجات الأسرة ويرعى مصالحها.
ما سبق ينقلنا إلى معركة العمل الذى يجب أن نتسلح لها بكل إمكانياتنا من خبرات ومهارات حتى نصبح قوة كبيرة منتجة لا مستهلكة كما يحدث الآن، حيث نستورد أكثر من 70 ٪ من استهلاكنا الأمر الذى ساهم فى حدوث فجوة كبيرة فى ميزاننا التجارى مع دول العالم حيث نستورد أكتر مما نُصدر، وهذه مشكلة كبيرة لابد أن نواجهها بكل حسم قبل فوات الأوان، حيث تمثل هذه القضية معركة أساسية وهى معركة التصدير التى يجب أن ننتصر فيها خلال الخمس سنوات القادمة.
فى الواقع.. كل هذه المعارك لاتقل أهمية عن معركة المجاهد الليبى عمر المختار، وبالتالى على كل مواطن مصرى يحب هذا البلد أن يقوم بدوره كما ينبغى وأن يحدد معركته الأساسية لكى ينتصر فى النهاية خاصة وأن ميادين كل هذه المعارك مفتوحة أمام الجميع وعلى كل فرد أن يختار الدور أو المهمة التى يلعبها داخل صفوف بناء الوطن حتى ننتصر ولا نموت.
حقًا نحن أمام مقومات كثيرة للنجاح وعلينا استغلالها بالشكل المناسب فى إدارة معاركنا وتعظيم الاستفادة منها فى تحقيق امنياتنا التى نرسمها لأنفسنا قبل فوات الأوان ولكل مجتهد نصيب وإن وعد الله حق.