سيظل الموقف الأمريكى حجر الزاوية فى صمود الصهيونى بنيامين نتنياهو حتى الآن فى حربه فى غزة، فالرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو الذى أعطى الضوء الأخضر لحملة عسكرية موسعة فى غزة بغرض الضغط على حماس من ناحية لتسليم الأسرى الصهاينة من ناحية ثم القضاء على حماس من ناحية أخرى ليتسنى لإسرائيل تفريغ غزة من أهلها من خلال الضغط على سكانها حتى يهاجروا طواعية أو رهبة أو القضاء عليهم موتاً وبذلك يتمكنون من احتلال غزة وأخواتها.. ثم تليها الضفة الغربية وبذلك تنتهى دولة فلسطين للأبد وبذلك تتوسع دولة إسرائيل الكبرى ويتحقق حلمها المزعوم فى توراتهم المحرفة.
ما تقوم به القوات الإسرائيلية من دمار شامل وقتل للنساء والأطفال والشيوخ والعجزة حتى المصابين فى المستشفيات لم يسلموا من بطشهم وآلتهم العسكرية الجبارة الأمريكية.. وأكبر دليل على هدفهم التوسعى ما تقوم به قوات الاحتلال من انتهاك للأراضى السورية واللبنانية من بطش وتنكيل واحتلال لأراضيهم وفرض شروطهم المجحفة من تفريغ أراضيهم من السكان ونزع سلاحهم وكل ذلك بحجة حماية وأمن إسرائيل.. إن حكام إسرائيل لهم أطماع توسعية لمعظم أراضى دول الجوار.
يظن البعض أن قوة إسرائيل لا حدود لها لكن للأسف فدولة الاحتلال عجزت عن الصمود ضد إيران عشرة أيام ولولا تدخل أمريكا لأصبحت دولة الكيان فى خبر كان ولكن قوى الشر أنقذتها من الضياع للأبد.
رغم تصاعد الضغوط داخلياً وخارجياً لوقف الحرب على غزة إلا أن مجرم الحرب نتنياهو مازال يواصل تمديدها متجاهلاً النداءات الدولية المتكررة لوقف العدوان، متحصناً بتحالف سياسى هش يربط بين مصلحته الشخصية والدعم الأمريكى المطلق الذى تمثل فى دعمها مادياً وعسكرياً وسياسياً إذا كان مجلس الأمن قد أعلن إدانة إسرائيل بالإجماع عدا أمريكا التى استخدمت حق الفيتو إذا ما قيمت هذا الإجماع أمام جبروت السياسة الأمريكية العرجاء التى لا تريد السلام فى منطقة الشرق الأوسط وكل ما يشغلها أن يظل الحال على ما هو عليه ليس لحماية إسرائيل فى الحقيقة وانما مصالح اقتصادية وعسكرية فى المنطقة مستغلة الكيان الصهيونى كشوكة فى ظهر العرب والمسلمين إلى الأبد حتى تتمكن من الاستيلاء على مقدرات المنطقة بأسرها دون استثناء، فإلى متى سيظل الحال على هذا الوضع الذى لا نهاية له.
> ماذا يعنى أن أمريكا ترفض حل الدولتين وقد ظهر هذا جلياً بعدما أعلنت فرنسا اعترافها بفلسطين كدولة واعتبرت ذلك قراراً خطيراً.. ماذا يعنى تحدى أمريكا للشرفاء من قضاة المحكمة الذين حكموا على نتنياهو واعتباره مجرم حرب ثم تطالب بمحاكمة القضاة وغير ذلك من القرارات التى استخدمتها أمريكا ضد كل من يقف فى وجه إسرائيل بالحق والعدل.
إذا كانت أمريكا ترعى مصالح الكيان بهذا الشكل فالحل الأمثل هو على كل الشرفاء من زعماء العالم الذين يريدون السلام والعدل ومنع العدوان هو قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان ليكون ذلك رادعاً قوياً ومؤثراً.
أما آن الأوان لقيام الدول الكبرى بدور إيجابى ضد الكيان حتى يرتدع مادامت المنظمة الدولية – الأمم المتحدة – عاجزة عن قيامها بدورها الطبيعى فى ظل وجود قوى عظمى اسمها أمريكا.. وليعلم الجميع ومعهم أمريكا «وأن القوة لله جميعاً.. و»سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون».