مع مرور سنين العمر تكتشف ان الحياة لا تستحق كل هذا العناء والشقاء.. فهى بسيطة وسهلة لمن يعقلها .. وصعبة على من يتوه بداخلها وتصبح مبتغاه الوحيد .
نعم خلقنا لنعبد ونعمل ونجتهد ونحقق احلامنا و ذاتنا.. لكن تقاس حياة الانسان بما يقدمه من نفع الناس والمجتمع وترك اثر وذكرى طيبة وتأدية الرسالة التى خلقنا من أجلها لإرضاء الخالق عز وجل .
مغريات الحياة من منصب ومال وأبناء.. هى السعادة الحقيقية لمن يدرك أن هذه النعم منحة من الله وعليه أن يستخدمها فى مكانها الصحيح وان تحقق النفع والفائدة للجميع وأنها مسئولية قبل أن تكون نعمة.. واذا اعتبرها الإنسان أنها حق له فسوف تصبح نقمة كبيرة وسيحاسب عليها وقت لا ينفع الندم.
السعادة قرار من داخلنا بالرضا والقناعة واليقين بالله ونتيجتها راحة البال.. وأن يقتصر خوفك من الله عز وجل فقط فالخوف من الله هو الطمأنينة والقوه و تمنحك الهيبة عند كل البشر.. والبعد عن الله هو الخزى و الجبن .
نحن لسنا ملائكة لكننا بشر خطاء.. والعودة عن الخطأ هو المبتغى للأسوياء.. والتمادى فيه هو الغفلة التى من الممكن ان لا نفيق منها إلا بعد فوات الأوان .
عندما تعلم ان صحتك هى الأولوية القصوى والهدوء أغلى من الجدال والصراعات وأن تبتعد عنها قدر الإمكان وأن تترك أمرك كله على الله فسوف تستحق السعادة .
كم منا كان يتمنى شيئا ولم يحدث ويحزن عليه فاعلم أن بعض الأبواب تغلق رحمة بك لا عقوبة لك .. وأن منعها هى حكمة من الله وخيراً كثيراً فلو أدركنا ذلك ثقة ورضا فتأكد أنها منحة الله لك .
فاذا فكرنا قليلا فلن تجد للهم والغم مكانا عند قربك من الله واجتهادك مع النفس حتى لا تكون العدو الأول لك .
رغم قناعتى التامة أن السعادة قرار نمتلكه الا انه جهاد كبير .. لكنه يستحق منا جميعا المحاولة والجهاد .. مع اليقين بأن الله لن يترك عبدا من عباده يجتهد للقرب منه
كان النبى صلى الله عليه وسلم يسأل الله الرضا، فكان يقول: « اللهم آت نفسى تقواها ..وزكها أنت خير من زكاها .. أنت وليها مولاها .. اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع».