الأسبوع الماضى أتيحت لى الفرصة لزيارة ممشى أهل مصر فى صحبة أوائل الثانوية العامة.. فى إطار البرنامج الشامل الذى تنظمه جريدة الجمهورية لأوائل الثانوية العامة والذى يشمل التعرف على اهم الانجازات التى تتم على ارض الوطن..ويختتم البرنامج بسفر الأوائل الى أوروبا فى إطار الرحلة السنوية التى تنظمها الجمهورية منذ عام 1968.. وصاحبتنا فى الجولة أميرة عطا الله مديرة العلاقات العامة للشركة المشرفة على المرحلتين الأولى والثانية من الممشي..
وقد كانت زيارتى للممشى للمرة الأولى عند بداية افتتاحه..ولم تكن الصورة قد اكتملت مثلما هى الآن.. فقد ظهرت المطاعم العديدة التى توفر فرصة مميزة لزائر الممشى لتناول إحدى الوجبات أو حتى المشروبات.. والاستمتاع بالجو الجميل على صفحة النهر الخالد..وقد كانت زيارة الممشى تجربة جميلة أتاحت لى الفرصة لمشاهدة وسط القاهرة من داخل النيل..من خلال رحلة على سطح أحد اللنشات الذى اصطحبنا من امام برج البنك الأهلى حتى مدخل المعادي..وكانت فرصة جيدة للاستمتاع بالنيل ومشاهدة كل النوادى والفنادق الممتدة على ضفاف النهر..
وكم كان حزنى كبيرا عند رؤيتى لفندق شبرد الذى تم إغلاقه منذ أكثر من 15 عاماً.. وان أصبح واضحاً انه بدأ العمل فيه من خلال ظهور سقالات على الواجهة.. واتمنى ان تكون خطوات الاحلال والتجديد سريعة ولا تستغرق سنوات كثيرة أخري.. لانه واضح أن خطة العمل تسير ببطء شديد..
وعقب ان تبتعد بعينيك عن فندق شبرد لابد ان تقع عيناك على فندق الميريديان سابقا وهليتون حاليا.. وهو أحد الفنادق التى كانت تزين نيل القاهرة.. ولكن مع عمليات الخصخصة وقع الفندق فى قبضة احد المستثمرين الذى كان حريصاً على ان يشيد البرج الجديد الذى أصبح يحمل علامة هيلتون حاليا.. بعد أن حمل عدة علامات فندقية منذ افتتاحه.. وأغلق الفندق القديم تحت بند الإحلال والتجديد وهو ما لم يحدث حتى الآن.. ولم نسمع عن أى خطة لتجديد الفندق لنهدر طاقة فندقية فى موقع مميز لا يمكن تعويضه.. ولا نعرف متى سيتحرك المستثمر لتجديد الفندق الذى استقبل مئات الآلاف من السائحين فى الماضي.. وكان واحدا من أجمل الفنادق المطلة على النيل.. وللأسف فعل هذا المستثمر نفس الشيء فى فندق شيراتون الغردقة والذى كان درة الغردقة..ومقصدا لكل زوار الغردقة فى الماضى وشهدت أروقته تصوير العديد من الأفلام المصرية.. حيث قام بإغلاقه بحجة التجديد والتطوير.. ولكنه مازال مغلقا حتى الآن.. وهو أمر يقتضى بحثا .. وحلا أيضا لإعادة تشغيل هذه الطاقة الفندقية التى أهدرت على مدى سنوات طويلة فى واحد من افضل المواقع المتميزة بالغردقة..
وبالمرور على هذا الفندق الذى كان يحمل علامة الميريديان لابد ان يدور بذهنك ما تعرض له أيضا فندق ميريديان مصر الجديدة أو هليوبوليس الذى أغلق فجأة منذ عدة سنوات بعد أن كان مقراً لضيوف مصر فى المؤتمرات الدولية.. لتخسر القاهرة طاقة فندقية هى فى أشد الحاجة إليها.. وان كان يبدو أن هناك تحرك لعمل التطوير والتجديد المطلوب فيه.. وهو ما نأمل ألا يستغرق وقتا طويلا..
وخلال رحلة العودة الى الممشى لفت الأنظار مجمع التحرير الذى يجرى العمل فيه لتحويله الى فندق حيث ظهرت الطوابق العلوية للمجمع وهى منزوعة النوافذ..ونأمل ان يكون العمل قد قارب على الأنتهاء.. ليضيف للقاهرة طاقة فندقية جديدة..تساهم فى استقبال أعداد اضافية من السائحين.. كما تفتح المجال أمام فرص عمل جديدة للشباب..
وأنا هنا أرجو أن تتواصل المراحل المختلفة لمشروع ممشى أهل مصر الذى أتاح فرصا افضل للاستمتاع بالنيل..و نتمنى أن يأخذ فى الاعتبار المواطن الذى يريد أن يستمتع بالممشى دون أن يتكبد نفقات دخول المنشآت السياحية.. حيث المتاح الآن هو المشى على شارع كورنيش النيل ومشاهدة النيل دون أن تدخل الممشي..من خلال سور منخفض الارتفاع يتيح رؤية النيل.. ويمكنك ان تنزل الى الممشى بعد أن تسدد رسوم التذكرة «20 جنيها «.. وعلى الرغم من أن الممشى حديث فقد أصبح مقصدا ومزارا سياحيا للمصريين والاجانب خاصة الاشقاء العرب الذين يتوافدون على الممشى بأعداد كبيرة.. تبشر بموسم سياحى منتعش..
لاشك ان مشروع ممشى أهل مصر جدير بالتوسع فيه وامتداده الى مختلف شواطئ النيل.. وتحيا مصر .