الحمد لله… رجعت الى مزاولة حياتى بشكل طبيعى بعد استراحة اجبارية وصلت الى شهرين بتعليمات الاطباء وبدأت برحلة اجلتها مرات متعددة لظروف خاصة : بازار مَريان. وصلت الى مكان الرحلة بسيارتى القديمة بعد استلامها تسير من مركز الصيانة الذى شطب على غالبية ما معى من سيولة.. دخلت البازار ببعض الفكة وفيزا محملة بباقى مصروفات الشهر و مبلغ بسيط زائد عن الاحتياجات اليومية… فى بداية البازار تجد مجموعة متنوعة من الاجهزة : غسالة بخصم، تلاجة عليها هدية خلاط، شاشات متنوعة ..ثم مجموعة متنوعة من الملابس والاكسسوارات..بنطلون جينز سعره أرخص من كيلو خيار، وتيشيرت قطن متنوعة لماركات عالمية محترمة وملابس حريمى ثم ادوات وعدد مختلفة الصنع..»من الآخر منتجات متنوعة» الزحمة بالداخل تذكرك بزحام مولد السيدة زينب.. الناس بتجرى بعربيات التسوق كأنها عربيات سباق، وكل واحد خارج فرحان كأنه كسب جائزة نوبل فى «فن التوفير». فى مَريان واخواتها … تشترى قميصا تاخد معاه ابتسامة، وتشترى ثلاجة فوقها عرضا «بالمرة خد خصم على طقم سرير».. تشعر انك مرحب بك .. ناقص يشيلك شيل . اشتريت بعض الاحتياجات الضرورية وفق ظروفى الاقتصادية وميزانية الشهر المتاحة وعدت مبتسما الى منزلي؛ وأنا أفكر فى مبادرات أخرى ترفع شعار: «انت واخد من خير الحكومة». بعد المعاملة الراقية فى البازارات التى ينتظرها البعض ومنافذ الحكومة التى تقام بمناسبة دخول المدارس أو الاعياد او المعارض … والتى تدخُلها لتجد الموظف يبصلك بنص عين ويقولك: «ها… محتاج إيه؟» كأنك جاى تستلف منه مش تشتري. الجو كئيب لدرجة إنك تحس نفسك داخل لجنة تفتيش مخدرات مش معرض بيع. الحكومة عاملة حملات دعائية ضخمة عن مبادرات التموين..وتصرف عليها بشكل كبير وتقيمها فى أفضل وأنسب الأماكن وتقدم أكبر الامكانات لكن المواطن المصرى خلاص فهم: اللى عايز يعيش تجربة شراء محترمة يروح بزار مَريان واخواتها ، واللى عايز يفتكر زمن الطوابير يروح منفذ الحكومة. ووجدت نفسى أسأل: إزاى مَريان تقدر تجيب ماركات عالمية بأسعار تنافسية، وتقدم تجربة تخليك مبسوط، بينما الحكومة – بكل إمكانياتها – مش قادرة تبيع قميصا من غير ما يخسّرك بسبب تصرف بائع لايقدر ظروف الناس من الآخر، مَريان ما عملتش معجزة… هى ببساطة فهمت إن المواطن زبون مش متسول. الناس عايزة أجهزة ولبس محترم وسعر يناسب جيبهم، مش كيس سكر وكيس أرز على مزاج موظف. ولحد ما الحكومة تستوعب الدرس، هيفضل مَريان بالنسبة لنا «بزار مقدس»، والتموين بالنسبة للناس مجرد «متحف يبيع كراكيب».