تجديد الثقة فى محافظ البنك المركزى حسن عبدالله للمرة الرابعة على التوالى لم يتم من فراغ، وإنما يستحقها عن جدارة وكفاءة، فهو مصرفى مميز يعمل فى صمت وإنكار للذات، أدار السياسات النقدية والمصرفية بحكمة وحنكة واقتدار.
استطاع عبدالله تحقيق نجاحات عديدة على أرض الواقع خلال السنوات الثلاث الماضية، وكان من أهمها ما يتعلق بسعر الصرف واتباع سياسات مرنة لسعر الجنيه وتعزيز الاحتياطى النقدى الاجنبى ليتخطى مستويات قياسية لأكثر من 49 مليار دولار لأول مرة فى تاربخ مصر، بالإضافة إلى نجاحه فى خفض معدلات التضخم لتصل إلى 13.9 ٪ وفقاً لآخر بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء، إلى جانب دوره الكبير فى العمل على تعزيز قوة القطاع المصرفى ومراكزه المالية ومواصلة مبادراته الخاصة بتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، باعتبارها الذراع الأساسية للتنمية، بالاضافة إلى تمثيل مصر كمحافظ لها فى صندوق النقد الدولى والصندوق العربى والصندوق الافريقي، وهو ما يؤكد تميزه ليستحوذ على هذه الثقة.
نجح «عبدالله» فى التغلب على كل الصعاب رغم التحديات العالمية والمحلية.. حيث نجح فى استعادة الثقة فى القطاع المصرفى من خلال تحسين مستوى أداء البنوك، حيث انه تصدى بكل حزم وجدية لأزمة الدولار والسوق الموازية، وقام بتطبيق إجراءات قوية وصارمة، منها تحرير الصرف للجنيه المصرى وربطه بسلة العملات الاجنبية، مما ساهم بشكل كبير فى استقرار أسعار العملات الاجنبية بالاسواق، كما أنه قام ايضاً بإلغاء نظام الاعتمادات المستندية لتسهيل عمليات الاستيراد ودعم خطوط الانتاج، بالإضافة إلى رفعه نسبة الاحتيـــاط الإلـــزامى للبــنوك من 14 ٪ إلى 18 ٪، حيث أدى ذلك إلى استقرار السيولة المصرفية بالبنوك.
يحسب له أنه استطاع أن يقفز بأصول البنوك إلى 21.18 تريليون وودائع العملاء حققت نمواً بنســبة 67 ٪ وارتفع رأس المال البنوك الوطنية بشكل كبير، مما يدلل على نجاح السياسات النقدية والمصرفية.
حققت فى عهده تحويلات المصريين بالخارج زيادة كبيرة وغير مسبوقة لتصل إلى أكثر من 36 مليار جنيه بنسبة نمو تتخطى الـ 69.6 ٪ لتعود إلى أعلى مستوياتها فى الارتفاع.
لم يتوقف دوره عند هذا الحد، بل انه نجح أيضا فى العمل على زيادة حجم التمويل للقطاع الخاص من البنوك للشركات الصناعية والاستثمارية وشركات التصدير والتوسع فى برامج التمويل للمشروعات متناهية الصغر، كما عمل عبدالله ايضا فى تسهيل عمليات تحرير الاستيراد للحصول على المواد الخام وأدى ذلك إلى زيادة قدرة الشركات فى الحصول على التمويل اللازم للتوسع فى مشروعاتها، وقد عزز ذلك من ثقة المستثمرين الاجانب فى مناخ الاستثمار.
كما شهد أيضا القطاع المصرفى فى عهده طفرة ونقلة كبيرة فى التحول الرقمى بفضل المبادرات التى أطلقها مثل إطلاق منظومة «انستاباي» للتحويل اللحظى للأموال وزيادة عدد المحافظ الإلكترونية إلى أكثر من 30 مليون محفظة، وتشجيع الدفع باستخدام وفتح حسابات دون رسوم، كما نجح فى بناء شبكة علاقات قوية مع المؤسسات المالية الدولية والعربية، وحصل عبدالله على جوائز عديدة دولية منها جائزة «محافظ العام» لعام 2025 من اتحاد المصارف العربية، تقديراً لدوره المحورى فى تحقيقه الاستقرار المالى والمصرفى وتعزيز الإصلاح الاقتصادى فى مصر.. فكل التوفيق والسداد والنجاح لمحافظ البنك المركزى حسن عبدالله فى مسيرته المصرفية.