ما زال الاحتلال الإسرائيلى يمارس التطرف.. ومازالت مصر على موقفها الثابت برفض تصفية القضية الفلسطينية.. وما زال الرئيس عبدالفتاح السيسى يرفض استمرارالحرب.. وتصعيدها.. وتوسيع دائرتها خاصة بعد اقتحام جيش الاحتلال مدينة رام الله واستهداف وإصابة المدنيين الفلسطينيين والذى تعتبره مصر تصعيدا خطيرا للانتهاكات الإسرائيلية وتوسيع دائرة عمل آلة الحرب العدوانية والمتطرفة والغاشمة والمتغطرسة والمتهورة والتى لاترى ولا تسمع ولا ترتدع ولا تقيم للإنسانية وزنا.. واعتبرت مصر أن هذه السياسات غير المسئولة والمتطرفة لقوات الاحتلال يؤكد سعيها لتوسيع رقعة الصراع سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو فى الداخل الفلسطينى وهى العامل الأساسى والرئيسى لزعزعة الاستقرار فى المنطقة وإهدار فرص إحلال السلام.
فى كل طلعة شمس منذ السابع من أكتوبر عام 2023 تطالب مصر بضرورة إحياء دور المجتمع الدولى وقيامه باتخاذ التدابير اللازمة لإلزام الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولى الإنسانى ووقف انتهاكاتها الغاشمة والسافرة وغير المسئولة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والكف عن قتل المواطنين العزل والفرق الطبية والصحفيين وعمال الإنقاذ والإغاثة سواء بالآلة الحربية الغاشمة أو من خلال أسلحة التجويع والتعطيش وتدمير المستشفيات وحرمان المصابين من تلقى العلاج والإسعافات لإنقاذهم بل يتم استهدافهم وتصفيتهم.. ومع ذلك مازال العالم والمجتمع الدولى بعيدا عن اتخاذ موقف حاسم وحازم ومؤثر.. فهو لم يتخط حدود التنديد والشجب أمام هذه الفظائع والعربدة الإسرائيلية التى تزداد جسامة يوما بعد يوم مما يؤكد حالة اللامبالاة التى يعيشها المجتمع الدولى وترسخ مبدأ ازدواجية المعايير فى أذهان وأفكار ورؤى كل من يقف فى ظهر دولة الاحتلال فى الوقت الذى يجب فيه أن يكون هناك موقف جماعى سواء دوليا أو عربيا قويا عن مجرد التنديد فى مواجهة هذا التصعيد على غزة ورام الله التى يواجه سكانها موقفا إنسانيا يندى له الجبين.. حصارا قويا قاسيا عنيفا بعيدا كل البعد عن التعامل الإنسانى على الرغم من الدعوات الدولية والوعود الأمريكية لتسهيل إدخال المساعدات ووقف آلة الحرب.. ولكن من الواضح أنها جزء من تمثيلية قذرة يعرف كل منهم دوره فيها.. يتم وضع العراقيل أمام دخول هذه المساعدات الإنسانية فى الوقت الذى تدخل إسرائيل المشاة والمدرعات والأسلحة الفتاكة الى القطاع.
ومع ذلك يزداد الموقف المصرى إصرارا وقوة وصلابة فى دعم القضية الفلسطينية والذى تعلنه مصر بلا مواربة ولا استحياء فى كل وقت.. وفى مختلف المناسبات والمحافل الدولية مؤكدة مواقفها الثابتة والراسخة بكل إصرار وبقوة رافضة سياسة العقاب والحصار الجماعى الذى تنتهجه دولة الاحتلال الإسرائيلى سواء فى جسامة العدوان وقتل المدنيين أو بمنع دخول المساعدات الإنسانية وتعليقها.. أو قطع التيار الكهربائى والمياه ومنع الوقود لتنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وتصعيب الأمور الحياتية والمعيشية لخلق واقع مضطرب من الشح الكبير للموارد الغذائية والأدوية والأزمة الخانقة من المياه لمحاولة دفعهم دفعا إلى التهجير القسرى أو الطوعى إلى دول الجوار نتيجة هذه الانتهاكات الإسرائيلية لكافة القوانين والأعراف الإنسانية.. ولابد من تكثيف جهود المجتمع الدولى وتكاملها وتناغمها وتنسيقها مع الجهود والرؤى المصرية لدعم ركائز الأمن والاستقرار وجهود التنمية فى منطقة الشرق الأوسط ولن يتأتى ذلك إلا ببذل وتكثيف الجهود لعلاج التحديات الأمنية حلا جذريا ولن يكون ذلك إلا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.. ويؤكد الوضع الراهن الذى نعيشه ونراه على شاشات التليفزيون ووكالات الأنباء والصحف العالمية والمحلية يؤكد أن منطقة الشرق الأوسط هى الأكثر اشتعالا بنار الأزمات والصراعات والقلاقل ممل يشكل تحديات للمجتمع الدولى الذى يقف صامتا رافعا الراية البيضاء لقوات الاحتلال وداعما له بالأسلحة والأموال والأفراد بضرورة التكاتف والعمل على كبح جماح هذه الأزمات وتهدئة الصراعات وتحجيم القلاقل لعدم انزلاق المنطقة فى مستنقع الحروب وحتى تستقر دولها وتتنفس الصعداء وتعمل على توفير حياة مناسبة لشعوبها ولا شك أن ذلك فى صالح كافة الدول أعضاء المجتمع الدولى ويصب فى مصلحة شعوبها وتنميتها ورفاهيتها وتقدمها قبل أن نصل وقتا قد يندم فيه الجميع.. ففى الحروب الكل خاسر حتى المنتصر.