أيها المواطن المصرى العزيز.. فى اللحظات الحاسمة التى يمر بها الوطن، تظهر الحقائق واضحة كالشمس لا يمكن إخفاؤها..الحقيقة الأولى أن لمصر أعداء لا يتوقفون عن التآمر، يعملون فى الداخل والخارج، فى العلن والخفاء..أما الحقيقة الثانية، والأخطر، فهى أن الخطر الحقيقى لا يكمن فقط فى وجود هؤلاء الأعداء، فكل دولة عظيمة لها خصوم، لكن الخطر الأكبر هو صمت الشعب وتخاذله، وتعامله مع ما يحدث وكأنه أمر لا يعنيه. إن الصمت أمام ما يحاك ضد الوطن ليس حيادًا، بل هو خيانة غير مباشرة.. فهو ترك الساحة للأصوات المأجورة والعقول المأزومة كى تبث سمومها، وتشوه الحقائق، وتشكك فى ثوابت الأمة، وتهدم أسس الدولة، ومن يقف موقف المتفرج المنعزل، فإنه يساعد من حيث لا يدرى على إضعاف الحق وتبرير الباطل. لقد حان الوقت لندرك جميعًا أن الوطن لا ينهض، الا بالشعب.. فمصر تبنى بتكاتف كل الطاقات وتكامل جميع الجهود،والمعركة التى نخوضها اليوم ليست بالسلاح وحده، بل هى معركة وعى وفكر وكلمة صادقة وإرادة راسخة. لست مطالبًا أيها المواطن أن تحمل السلاح، فأنت جندى فى موقعك.. كلمتك الصادقة رصاصة فى قلب المتآمرين، وصوتك الوطنى يفضح الأكاذيب ويعيد للحق مكانه..وعيك ويقظتك درع تحمى الوطن من مكائد المتربصين، وإيجابيتك فى العمل والإنتاج والبناء سلاح لا يقل قوة عن أى سلاح آخر. إن مصر التى ضحى من أجلها الأجداد، والتى ارتوت أرضها بدماء الشهداء الأبرار، تستحق أن ندافع عنها بالفعل لا بالكلام.. تستحق أن يكون شعبها حاضرًا، إيجابيًا، واعيًا، رافضًا لأى محاولة للنيل من أمنها أو استقرارها أو مستقبل أبنائها. لا تترك الساحة للمأجورين، ولا تصمت أمام الباطل خوفًا أو تقاعسًا.. تكلم، اكتب، انشر الوعي، اعمل، ابن، وساهم بكل طاقتك فى رفعة هذا الوطن..فالدفاع عن مصر ليس خيارًا، بل واجب مقدس على كل مصرى يعتز بانتمائه لهذه الأرض الطيبة. لنحمِ مصر بقلوبنا، وندافع عنها بعقولنا، ونبنيها بأيدينا.. فبالصمت نخون، وبالكلمة والعمل ننصر. الوطن ينادي.. فأجيبوا النداء.