> ظلت القضية الفلسطينية منذ أن تفجرت فى بدايات القرن الماضى تمثل لكل العرب أهمية كبيرة ولكن بالنسبة لـ»أم الدنيا» كان الوضع مختلفًا إذ لعبت مصر كل الأدوار الرئيسية المساندة والداعمة لفلسطين وأهلها وكم أخبرتنا حوادث التاريخ عن الحروب التى خاضتها مصر نصرة لأهالينا فى الأرض المقدسة.. وهذا ليس من باب «المن» بل هو الواجب الذى تمليه علينا الأخوة الإنسانية فى الدين والجوار والتاريخ والمصير المشترك.
>>>
ما دعانى لهذه المقدمة الموجزة هو ما تمر به الحرب الدائرة الآن فى قطاع غزة من منعطف خطير كشف كل الأقنعة التى كانت تدعى مساندة على غير الحقيقة دعم فلسطين وقضيتها ولكن ومن أسف ظاهر الواقع عكس ذلك تمامًا.. ولم تبرز فى الصورة سوى الجهود المصرية التى يقودها شرفاء الأمة سواء على المستوى السياسى أو مستوى الدعم اللوجستي.. فصوت مصر دومًا يصدح بعودة الحق الفلسطينى لأهله فى جميع المحافل ومصر أيضا هى العقبة الكؤود التى تقف فى وجه عملية التهجير من غزة سواء كان قسريًا أو اختياريًا.. وكم بذلت من جهود مع حكومات دول كان متوقعًا تهجير الفلسطينيين إليها وجاءت هذه الجهود بنتائج إيجابية حيث تم رفض الفكرة من الأساس وبالتالى يظل أهالى غزة فى أراضيهم دون مغادرة لها.
أيضا الموقف المصرى الرائع.. من تصريحات اليمين الإسرائيلى المتطرف حول احتلال غزة بقوة السلاح.. حيث كانت تصريحات كبار المسئولين فى مصر قاطعة واضحة حاسمة فى الرفض التام لما صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلى من الإعداد لاقتحام غزة بالكامل واحتلالها.
اضف إلى كل ما سبق.. الجهود الرا ئدة التى يقوم بها الهلال الأحمر المصرى ومبادرته.. «زاد العزة من القاهرة إلى غزة» والتى اسهمهت بصورة إيجابية فى التخفيف عن كاهل أهالى القطاع الذين عانوا كثيرًا فى كل الجوانب جراء الحصار والعدوان الجائر لجيش الحرب الإسرائيلى فكان أن تم إرسال مئات الشاحنات المحملة بآلاف الأطنان من المواد الإغاثية لأهل غزة.
والناظر المدقق سوف يجد أن الجهود المصرية ــ القطرية وبرعاية أمريكية تكاد تقترب من التوصل إلى هدنة الـ60 يومًا ثم يبدأ التباحث حول وقف تام لإطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.. لنصل فى نهاية المطاف إلى حل نهائى للقضية يصل بنا إلى دولة فلسطينية على خطوط 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
عاشت مصر داعمة لأمتها حافظة لأمنها.