عندما نرى التصريحات تتصاعد يوم بعد الآخر فهو مؤشر يؤكد أنه لا أمل فى تهدئة أو هدنة، بل هناك تعنت وعرقلة من قبل إسرائيل لأى مقترح يتم طرحه وقد وصلنا لمرحلة انطفئت فيها حتى بارقة الأمل من أجل إنهاء الحرب غير العادلة التى تشنها إسرائيل على غزة، فهم يدمرون كل شيء فى القطاع من بشر وبنية تحتية وبالتالى فإن كل مكونات الحياة أصبحت غير موجودة بل وتلاشت فالجثث فى كل مكان والمصابون لا يوجد علاج لهم والمجاعة التى أودت بحياة الأطفال والمدنيين نظرا لعدم وجود الطعام، والأدوية غير متوفرة، وبالتالى فأين هى الحياة فقد مات الضمير العالمى الذى يرى كل هذه المشاهد ولا يتحرك، ويكفى الصرخات من الإبادة الجماعية والآلام والجوع والعطش والعراء دون مأوى أو سكن يحميهم.. فترى كل الأسلحة الحديثة من الدبابات والطائرات والصواريخ والقنابل الفتاكة تنال من الشعب الفلسطيني.. للاسف الشديد هذا هو واقعنا المؤلم والذى فيه سكوت وصمت من المجتمع الدولى وكأنه شريك لكل هذه الأمور.. فيجب التحرك بأقصى سرعة لأن الوضع يزداد سواء فى كل لحظة فيجب إنقاذ ما تبقى من هذا الضمير العالمى لأنه الآن فى غيبوبة ولا نعلم متى سيفوق منها.. فهل بعد فوات الآوان.. ام سيحيا هذا الضمير خلال هذه الفترة ليثبت أنه مازال موجوداً.
ان ما تقوم به إسرائيل من تدمير سوف يأتى بعواقب عليها وهو ما شاهدناه امس فى حى «الزيتون» من قتل وإصابات لجنودها وأيضا ٤ مفقودين وهناك تقارير تؤكد وقوعهم أسري.. وبالتالى فإن ما تفعله «تل أبيب» سيكون له رد فعل قوى سيؤدى إلى اهتزاز إسرائيل داخليا لما حدث لجنودها وهو ما أعادهم لذكرى 7أكتوبر.. والأحداث تتوالى سريعاً.. فمهما كان الدعم الأمريكى لإسرائيل وإعطاء الضوء الأخضر لها إلا أنها لن تحقق شيئا وستنال هزيمة قاسية.. فليست الأمور بالتعنت أو بمحاولة إفساد اى مقترح أو اتفاق للتوصل لهدنة أو تهدئة.. وبالتالى فإن عائلات الأسرى الاسرائيليين سوف يمثلون ضغطا كبيرا على نتنياهو عقب ما حدث.. فهناك معضلة كبيرة ستواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى وربما ستؤدى إلى نهايته السياسية التى باتت أقرب من أى فترة.. فالخسائر الإسرائيلية تتوالى وهو ما يؤكد ان العبرة بالنهاية.
مصر تبذل جهودا كبيرة للغاية ولن تتوقف عنها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة وانفاذ المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح كل الرهائن وعدد من الأسري، فموقف «القاهرة» الثابت من خلال الدعم الكامل للحقوق الفلسطينية المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فبدون تجسيد الدولة الفلسطينية لن يكون هناك أمن واستقرار لإسرائيل.
من الثوابت المصرية ما أعلنته وأكدته بالرفض القاطع لأى خطط لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير، وأيضا ما أعدته مصر من خطة قد أصبحت عربية إسلامية وبدعم وتوافق دولى ل للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة دون خروج الفلسطينيين من أرضهم، حيث تستضيف مصر مؤتمر دولى بهذا الشأن بالتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولى والحكومة الفلسطينية والشركاء فور وقف إطلاق النار فى غزة، وهو ما يؤكد على الجهد المصرى المبذول من أجل أن يكون الفلسطينيون على أرضهم وعدم خروجهم، ومن أجل إنهاء المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى وحقن دماء الشعب الفلسطينى البرئ.
نأمل أن تشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك خلال دورتها القادمة فى سبتمبر مزيداً من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية وهو يمثل ضغطا على إسرائيل.. ويؤكد أن دول العالم ترى ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهو أمر شديد الأهمية لأن العالم أصبح يعرف الوجه الحقيقى القبيح لإسرائيل.. ومهما كان «الفيتو» الأمريكى معداً مسبقاً لعدم اتخاذ أى قرار يدعم القضية الفلسطينية إلا أن الدول ستعترف بفلسطين رغما عن الولايات المتحدة وستقول كلمتها والتى أعلنتها من قبل وهو ما سيكون انتصار جديد لفلسطين فى وجه إسرائيل والولايات المتحدة.