استجابت أجهزة الدولة المختلفة بسرعة خلال الأيام الماضية لشكاوى قرَّاء «الجمهورية»، الذين واجهوا ظروفًا إنسانية قاسية، حملت كل واحدة منها وجعًا صادقًا وأملاً فى استجابة قد تغيّر واقعهم، وبعد النشر، لم يطل الانتظار، إذ جاءت الاستجابات أسرع مما توقّع كثيرون، لتؤكد أن هناك من يسمع، ويتحرك، ويهتم، وأن الدولة بجوار المواطن، لا تتركه وحيدًا فى مواجهة أعبائه.
تحركت لمدّ يد العون، وكانت الصورة أكثر إنسانية من أى وقت مضي، فالمواطن عندما يرى أن المسئول يتحرك، يُدرك أن جهده فى عرض مشكلته لم يذهب سدي، بينما يكسب المسئول رصيدًا من المصداقية، وهو أثمن ما يملكه فى عمله العام.
وفى مشهد يجسّد يقظة مؤسسات الدولة، استجابت منظومة الشكاوى الحكومية الموحّدة برئاسة مجلس الوزراء لعشرات الحالات الإنسانية من قرَّاء «الجمهورية»، سواء بإجراء عمليات جراحية عاجلة، أو توفير عناية مركزة متخصصة فى أمراض المخ والقلب، أو بتوفير حضّانات للأطفال حديثى الولادة، أو جلسات كيماوى لمرضى السرطان، وكل ذلك بالمجان، دون أن يتحمّل المريض أى أعباء مالية تُثقِل كاهله.
لقد استطاعت هذه المنظومة، بقيادة الدكتور طارق الرفاعي، أن ترسم البسمة على وجوه كثيرين، ولعبت دورًا محوريًا فى تحويل الألم إلى أمل.
ومن الاستجابات التى أعادت الحياة إلى أصحابها، استجابات بيت الزكاة والصدقات المصري، التى كان لها أثر كبير على القراء الذين طالبوا بتدخل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وبالفعل أصدر التعليمات بمساعدة الحالات الإنسانية وصرف مساعدات شهرية لهم، لتكفل لهم ولأسرهم حياة كريمة دون الحاجة إلى السؤال أو العَوَز.
الهيئة العامة للتأمين الصحى بدورها لم تتأخر، فتدخّلت فى توقيت حاسم لعلاج عدد من الحالات الحرجة، ووفرت الأدوية، والأطراف الصناعية، وساعدت فى إجراء العمليات التى طال انتظارها فى أسرع وقت، لقد كانوا فى محنة، وكانت يد الدولة بجوارهم عبر «الجمهورية»، ليشعر المواطن بأن هناك من يسانده وقت الشدة، دون تأخير.
وتجاوبت الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية مع مطالب مواطنين تأخرت مستحقاتهم، فقامت بمراجعة حالاتهم وصرف المعاشات المتأخرة، لتُعيد إليهم شيئًا من الطمأنينة والكرامة بعد شهور من الانتظار، كانت تلك الاستجابات حياة كاملة.
حتى فى الملفات الخدمية، لم تغب الاستجابة، حيث استجابت هيئة السكك الحديدية لشكاوى ركّاب خط قلين بمحافظة كفر الشيخ، وبدأت فى خطوات فورية لتوسيع خدمات الحجز الإلكترونى وتخفيف الزحام، ما أعاد الأمل فى تطوير الخدمة تدريجيًا، بشكل يليق بالمواطن.
شركات الصرف الصحى فى عدد من المحافظات بدورها تدخّلت لعلاج أزمات متراكمة منذ سنوات، بعدما وصلت الاستغاثات من قرى تعانى انسدادًا دائمًا يهدّد البيوت، تحرّكت الفرق الميدانية سريعًا، وعاد الأمان إلى منازل كانت مهدّدة بالغرق.
محافظات عديدة، منها الشرقية، المنوفية، البحيرة، القليوبية، الدقهلية، كفر الشيخ، والإسكندرية، أعلنت بعد النشر عن خطط عاجلة لرصف الشوارع، وإنارتها، وتوفير الخدمات الأساسية، لتوفير حياة كريمة تليق بالمواطنين، استجابةً لشكاوى قراء «الجمهورية»، خاصة فى القرى الأكثر احتياجًا، وكانت هذه التحركات بمثابة استجابة مباشرة تنبع من الإحساس بالمسؤولية.
فى كل قصة من هذه القصص، كان هناك وجع حقيقي، وألم كتبناه باحساس الناس، وأمل صدّقناه معهم، وفى كل استجابة، كانت هناك فرحة تُعيد المعنى الحقيقى لكلمة «دولة»، وتمنح المواطن شعورًا بأنه ليس وحده فى وجه الظروف.
هذه النماذج شواهد حيّة على أن منظومة العمل الحكومى تضع المواطن على رأس أولوياتها، وأن صوت الناس لا يضيع إذا وُجد من يسمعه بصدق ويتحرّك نحوه بإخلاص، حملت هذه النماذج رسالة واحدة، وهى أن صوت المواطن مسموع، وأن الاستجابة – مهما كانت بسيطة – تصنع الفارق بين مواطن يشعر بالتجاهل، وآخر يشعر بأن دولته قريبة منه، تتحرك من أجله، وتمنحه الأمل.
أثبتت هذه التجارب أن «حلقة الوصل» بين المواطن والمسئول جسر حقيقى يُبنى بالاستماع، ويستمر بالثقة المتبادلة.
وهكذا، تتجدد يومًا بعد يوم هذه الحلقة، وتبقى الاستجابة السريعة أقوى دليل على أن الدولة حاضرة، والمواطن ليس وحده فى مواجهة أعباء الحياة.
«قصص وجعتنا.. واستجابات فرحتنا» واقع نراه فى صفحات الجريدة، فى الرسائل التى تصلنا، وفى دموع الفرح التى نتابعها على وجوه أصحاب الشكاوى بعد أن تغيّر حالهم.
هذا المشهد الإنسانى يُلخّص ببساطة: أن الاستجابة تصنع الأثر.. وتمنح الأمل.