تشهد الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى مناقشات علمية مهنية مكثفة حول خطة التطوير الِإعلامى التى وجه بها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعه مع قيادات الهيئات الإعلامية حيث يولى الرئيس اهتماماً كبيراً بالصحافة والإعلام إنطلاقاً من إدراك عميق بحيوية وأهمية الدور الذى يقوم به الإعلام وفى القلب منه قطاع المؤسسات الصحفية القومية.
الجهود التى تشهدها أروقة الهيئة تنطلق من رصد الواقع الحالى للصحافة القومية، وتستهدف زيادة تأثيرها ودورها ومكانتها خلال الفترة المقبلة إيمانًا بحيوية رسالتها التى تقوم بها باعتبارها تمثل إعلام الدولة والشعب الذى يتسم بأعلى درجات المصداقية والمسئولية عن حماية مقومات المجتمع وتعزيز وعيه فى هذه المرحلة المهمة.
الجانب الأكبر من هذه النقاشات يجرى داخل لجنة «تطوير المحتوى» التى عقدت رابع لقاء لها فى هذا الموضوع يوم الخميس 28 أغسطس 2025 فى اجتماع موسع برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة وحضور الكاتب الصحفى علاء ثابت وكيل الهيئة، وكاتب هذه السطور، كما يشارك فى عضويتها الكاتب الصحفى عمرو الخياط عضو الهيئة، وأدار اللقاء الزميل الكبير حمدى رزق عضو الهيئة ورئيس اللجنة. وهناك جانب آخر من النقاش يتسم برؤية أكاديمية تقوم به لجنة أبحاث الصحافة والدراسات المستقبلية التى أتشرف برئاستها ويشارك فى عضويتها نخبة من أساتذة الصحافة بالجامعات المختلفة.
>>>
المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة حدد مجموعة من الركائز الأساسية للحوار الذى تشهده الهيئة حاليًا ويتمثل فى:
– أن المستهدف وضع «خريطة طريق» للإعلام المصرى، مع التأكيد على ثوابت الدولة المصرية.
– أن تقوم الصحافة بدورها فى إطار المسئولية والمصداقية، ولا تسعى وراء «التريندات» الضارة.
– أن جميع العاملين بالصحف مدعوون لطرح أفكارهم، وأنه لا أحد مستبعد من هذا الحوار، وأن الهيئة ترحب بكل الآراء ولا تهمش أحدًا.
– أن العمل الصحفى فى الأساس عمل إبداعى، وتؤكد الهيئة احترامها لذلك، وأنها لا تفرض أى عناوين على الصحف، والمطلوب من كل إصدار صحفى أن يضع خطته للتطوير لمناقشتها تفصيلاً ضمن خطة الهيئة الوطنية للصحافة.
– وأكــد رئيـس الهيئة الوطنية للصحافة أنه لا مانع من النقد، بشرط أن يكون النقد بناء، وأن يناقش المشاكل بموضوعية ويسهم فى وضع الحلول ولا يكتفى بمجرد طرح المشكلة.
– إن المرحلة القادمة ستشهد تعاونًا مع الهيئة العامة للاستعلامات لرصد ما ينشر عن مصر من إيجابيات وسلبيات والتعامل معها بشكل علمى فى الصحف القومية.
وعندما طرح بعض الزملاء مشكلة عدم تواجد الصحف فى بعض المدن الجديدة، وجه المهندس عبدالصادق الشوربجى بضرورة عقد اجتماع مع مديرى التوزيع يشارك فيه جانب من رؤساء التحرير لمناقشة وضع خريطة التوزيع الخاصة بكل إصدار.
>>>
هذا جانب بسيط مما يجرى داخل أروقة الهيئة الوطنية للصحافة، وأضيف إليه أن اهتمام الهيئة بالمؤسسات الصحفية القومية لا يقتصر فقط على تطوير المحتوي، بل يمتد لجهود كبيرة للإصلاح المالى والإدارى، حيث قطعت الهيئة شوطًا كبيرًا فى هذا المجال بالحفاظ على أصول المؤسسات واستعادتها بعد أن كانت على وشك الضياع لعدم التزام المؤسسـات خلال السنوات الماضية بسداد ما عليها من أقساط ومستحقات، بالإضافة إلى تنفيذ خطة لدعم الأنشطة الاستثمارية ستجنى المؤسسات ثمارها خلال الفترة المقبلة، وكان أحدث ما تحقق فى هذا المجال الموافقة على تأسيس جامعة «مصر الجديدة» بمؤسسة أخبار اليوم، والعمل على إنشاء مدرسة دولية على الأرض المملوكة لمؤسسة دار التحرير فى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.
>>>
لا يخفى على أحد أن العمل الصحفى مُكلف، ويواجه أعباء غير مسبوقة وخاصة فى عملية إنتاج الصحيفة الورقية التى تتكلف نحو 25جنيهًا ومازالت تباع بـ3 جنيهات حتى الآن، والمؤكد أن نموذج الأعمال Business Model الذى سارت عليه المؤسسات الصحفية على مدار الأعوام السبعين الماضية لم يعد يصلح وحده لاستمرار عملها فى المستقبل، بما يستوجب تنويع مصادر الدخل.
ـ الشاهد فيما يحدث حاليًا أن الهيئة الوطنية للصحافة بقيادة المهندس عبدالصادق الشوربجى لا تدخر جهدًا فى سبيل تحقيق كل ما يلبى مصالح المؤسسات الصحفية، سواء بتطوير محتوى ما تقدمه، أو عبر دعم أنشطتها الاستثمارية بما يسهم فى تحقيق التوازن المالي، وتوفير ما يطلق عليه الخبراء «السلامة المالية» لعمل هذه المؤسسات.
ولعل هذا يكون محور حديث قادم بعرض نماذج التمويل فى مجموعة من أبرز التجارب الصحفية الدولية.
