تمر الدول العربية حالياً ومستقبلياً بأصعب الأزمات التى تهدد كياناتها واحتماليات إعادة تقسيم الدول العربية إلى دويلات وانتهاء فترات الاستقلال من المستعمر الغربى التى بدأت منتصف القرن الماضى والرجوع مرة أخرى تحت سيطرة الاستعمار بصوره الجديدة شاملاً استعمار اقتصادى وأرضى ومالى وصناعى واجتماعى وبشرى ودخول إسرائيل فى مزمار الدول الاستعمارية من خلال إنشاء إسرائيل ما قبل الكبرى ثم إسرائيل الكبرى ثم الامبراطورية الإسرائيلية.
هذه هى أهداف ومخططات الصهيونية العالمية والترامبية والتى تنفذ بكل دقة وعلى مراحل.
مصر شعباً وحكومة هى القلب النابض للأمة العربية والإسلامية وهى الدولة التى مازالت متماسكة بسبب قيادتها الحكيمة وجيشها وشرطتها وشعبها.
أوضحت نتائج حروب إسرائيل طوال الـ 22 شهراً الماضية ضد جبهات المقاومة العربية فى فلسطين وسوريا ولبنان والعراق واليمن وإيران ونتائج حرب أوكرانيا وروسيا أهمية تواجد تحالف وتكامل بين الدول المستهدفة والدول الصديقة لها.. أوكرانيا بدون التقارب والتكامل والتحالف مع باقى دول أوروبا بالكامل لم تكن تستطيع مقاومة الهجمات الروسية وبدون هذا التحالف كان من الممكن احتلال أوكرانيا فى فترة زمنية وجيزة.. وعلى النقيض نرى الموقف السيئ للمقاومة الفلسطينية فى غزة والضفة الغربية بسبب عدم وجود تحالف قوى ومتكامل ومستمر مع الدول الصديقة لفلسطين وعدم وجود وسيلة لمد المقاومة بالسلاح والعتاد والمعلومات كما يحدث لأوكرانيا بواسطة حلفائها الأوروبيين وأمريكا حتى تم الوصول لمراحل المجاعة والإبادة الجماعية للفلسطينيين ومازالت المخططات الاستعمارية مستمرة فى إطار الضغط على لبنان لنزع سلاح حزب الله وعدم إيقاف إسرائيل للحرب ضد قطاع غزة إلا بعد تسليم كامل سلاح حماس وإلغاء كل صور المقاومة البشرية بالضفة الغربية والقطاع وما تم داخل سوريا أكبر دليل على تركيز الصهيونية العالمية على نزع السلاح داخل كل الدول المحيطة بإسرائيل سوريا ولبنان والأردن لمنع مواجهاتهم للمخططات التوسعية الإسرائيلية.. نرى أهمية إيجاد وسيلة لإنشاء تحالف وتكامل بين بعض الدول العربية والإسلامية لإيجاد جبهة قوية قادرة على مواجهة التمدد الإسرائيلى تجاه الأراضى العربية.. نرى أهمية إيجاد تحالف وتكامل بين مصر والسعودية والكويت وإيران وتركيا وباكستان والجزائر واندونسيا وهى الدول القادرة على مواجهة التمدد الصهيونى فى حالة إحداث تكامل صناعى وزراعى وبشرى واجتماعى وإظهار قوة هذا التحالف فى مواجهة العدو الإسرائيلى والصهيونية العالمية.
يتضمن مبادئ هذا التحالف إحداث نهضة تنموية داخل هذه الدول بأسلوب ثقافى واجتماعى وإحداث ثورة فى التعليم واكتساب وامتلاك التكنولوجيات الصناعية المدنية والعسكرية المتطورة وتطوير المصانع الحربية لدى دول التحالف بأسلوب تعاونى وليس تنافسى مثل ما يتم بين دول غرب أوروبا.
المخطط الصهيونى مستمر فى سبيل إنشاء دولة إسرائيل ما قبل الكبرى بحلول عام 2041.. معنى ذلك وجود فاصل زمنى 15 عاماً فقط حتى تنفيذ خطتهم ولذلك نرى أهمية إيجاد وسائل لتنفيذ هذا التحالف الدفاعى التنموى وليس الهجومي.. ونرى أهمية نجاح هذا التحالف فى إيقاف النزاعات العسكرية والمدنية داخل الدول العربية الأخرى شاملاً سوريا واليمن والسودان والصومال والعراق وليبيا نظراً لوجود مصالح لبعض دول التحالف المقترح داخل هذه الدول العربية.
يؤدى إنشاء هذا التحالف إلى تقويض النزاعات الحالية داخل الدول العربية وعدم تفككها وإعادتها مرة أخرى كدول متحدة مستقلة وهى الخطوة الأولى لإعداد الدول العربية وتقويتها فى مواجهة التمدد الإسرائيلى ومنع إنشاء إسرائيل الكبرى المزعومة والتى يخططون لإنشائها اعتماداً على ضعف الدول العربية وعدم وجود جبهة تحالف وتعاون بين الدول العربية والدول الصديقة الأخرى المقترح اشتراكها فى هذا التحالف الذى لا يعارض التعاون العربى فى إطار جامعة الدول العربية.
حان الوقت لإظهار العين الحمراء لإسرائيل وقادتها وإظهار قوة الدول العربية وتعاونها مع الدول الإسلامية الأخري.
إن هذا التحالف ليس كيانا هجومياً ولكنه كيان دفاعى تنموى اقتصادى وبشرى وتهيئة المنطقة والعالم نحو السلام والأمن والأمان والحفاظ على الدول العربية وشعوبها ومقدساتها وإظهار قوة العنصر البشرى العربى والإسلامي.. بالرغم من مصاعب الحالة الاقتصادية التى تواجهها مصر حالياً.. نرى أن الشعب المصرى قادر على مواجهة هذه التحديات وقادر على قيادة هذا التعاون والتحالف المنشود بالمشاركة مع الدول الأخرى المقترحة والذى بدونه ستنجح إسرائيل فى إنشاء إسرائيل الكبرى ثم الامبراطورية الإسرائيلية.
نرى أهمية توعية الشباب العربى بالكامل دون سن الـ 30 عاماً بالمخططات الإسرائيلية والتحديات التى تواجه الدول العربية نظراً لأنهم سيكونون القيادات والمسئولين عن إدارة الدول العربية خلال الثلاثين عاماً القادمة والتى سيتم خلالها تنفيذ مخططات الصهيونية العالمية والتى لا تتراجع عن تنفيذ كل مخططاتهم مثل ما تم منذ وعد بلفور 1917 وإنشاء إسرائيل عام 1948 واستمرارها فى حالة الحروب مع الدول العربية لمدة 77 عاماً حتى الآن ومازال الصراع والتمدد الإسرائيلى مستمر ولن يتوقف.. إلا بعد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح بجوار إسرائيل الحالية المعترف بها خلال عام 1948.
