أعلن جيش الاحتلال أمس إنه بدأ العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة، مضيفا أنه يعمل حاليا بقوة كبيرة على مشارف المدينة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: «قوات الجيش تواصل القتال فى قطاع غزة وتسديد الضربات القوية لحماس والمنظمات الإرهابية تمهيدا لمراحل الحرب المقبلة».
كما أعلن الاحتلال أن مدينة غزة منطقة قتال خطيرة، مشيرا إلى أنها غير مشمولة بحالة الهدنة المحلية المؤقتة للأنشطة العسكرية.
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال فى بيان «بناء على تقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسى تقرر أنه ابتداء من الأمس لا تشمل حالة الهدنة التكتيكية والمؤقتة للأنشطة العسكرية منطقة مدينة غزة والتى ستعتبر منطقة قتال خطيرة».
وشدد على أن القوات الإسرائيلية، «ستعمق ضرباتها فى غزة ولن تتردد»، وفق تعبيره.
وأضاف البيان «سيواصل الجيش الإسرائيلى دعم الجهود الإنسانية فى قطاع غزة إلى جانب مواصلة المناورة البرية والأنشطة الهجومية فى القطاع بهدف حماية مواطنى دولة إسرائيل».
فى نفس الوقت سقط أكثر من 30 شهيدا بينهم 4 من منتظرى المساعدات فى قصف الاحتلال لعدة مناطق فى قطاع غزةأمس .
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 6 مواطنين جراء قصف ونيران الاحتلال الذى استهدف خيام النازحين فى مواصى خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضافت المصادر، أن أربعة مواطنين من منتظرى المساعدات استشهدوا بنيران الاحتلال شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفى مدينة غزة، استشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون بجروح إثر قصف الاحتلال منزلاً فى حى تل الهوا جنوب غرب المدينة، وخيمة تؤوى نازحين فى منطقة السودانية.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون بجروح جراء قصف طائرات الاحتلال بقايا منزل استهدف سابقا بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
أما فى مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد مواطن وزوجته وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال منزلا فى شارع السلام بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما استشهد 3 مواطنين آخرين جراء استهداف مسيرة للاحتلال عددا من المواطنين فى شارع أبو حسنى فى المدينة.
فى سياق آخر أكد مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية الدكتور محمد أبو عفش، أن هناك أعداداً كبيرة من المرضى فى مدينة غزة يعانون من أعراض الرشح وفقدان التذوق والإسهال وارتفاع الحرارة، فى ظل غياب الفحوص والتحاليل المخبرية وضعف الاستجابة الطبية..كما أوضح ابو عفش أن هذه المؤشرات قد تتشابه مع أعراض فيروس كورونا.
كذلك حذّر من انتشار واسع وسريع للحالات، فى وقت تعجز فيه المراكز الطبية عن التشخيص والمعالجة بسبب تلوث المياه، وتراكم النفايات، وانفجار خطوط الصرف الصحي.
من جهة أخرى طالب مئات الموظفين فى الأمم المتحدة من المفوض السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك، وصف حرب غزة صراحة بأنها إبادة جماعية تحدث حالياً.
وأظهرت رسالة وجهها مئات العاملين فى مكتب مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، الأربعاء الماضى ، أن الموظفين يعتبرون أن المعايير القانونية من أجل وصف ما يحدث بأنه إبادة جماعية قد تحققت فى حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين، مشيرين فى ذلك إلى حجم ونطاق وطبيعة الانتهاكات الموثقة هناك.
وجاء فى الرسالة التى وقعتها لجنة من الموظفين نيابة عن أكثر من 500 موظف «تتحمل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مسئولية قانونية وأخلاقية قوية للتنديد بأعمال الإبادة الجماعية»، داعية تورك إلى اتخاذ «موقف واضح وعلني».
وأضاف الموظفون «عدم التنديد بإبادة جماعية تحدث حالياً يقوض مصداقية الأمم المتحدة ومنظومة حقوق الإنسان نفسها».
فى السياق أكد برنامج الأغذية العالمى ان المساعدات الغذائية التى تصل إلى قطاع غزة غير كافية لمنع انتشار الجوع.
قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى سيندى مكين، إن المساعدات الغذائية التى تصل إلى قطاع غزة، لا تزال ضئيلة أمام احتياجات اهالى القطاع .
وأضافت مكين ان «كميات إضافية من الغذاء تدخل ، نسير فى الاتجاه الصحيح، لكنها لا تكفى للقيام بما يتعين علينا فعله لضمان ألا يعانى السكان من سوء التغذية والتضور جوعا».
وأشارت إلى أن البرنامج قادر الآن على توصيل حوالى 100شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة، لكن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من 600 شاحنة كانت تدخل إلى القطاع يوميا خلال وقف إطلاق النار قبل منتصف مارس الماضي.
وقالت مكين، التى زارت دير البلح وخان يونس خلال هذا الأسبوع «إن ما شهدناه هو خراب تام. بتعبير مبسط مناطق سويت بالأرض.. ورأينا سكانا يعانون من جوع وسوء تغذية لدرجة بالغة الخطورة.» مضيفة ان هناك حاجة للوصول إلى العمق فى القطاع .
وأكدت إن التحسن الطفيف الذى تحقق فى دخول الأغذية والإمدادات التى تتاح تجاريا إلى قطاع غزة ساهم فى تراجع الأسعار، لكنها قالت إن أغلب السكان لا يستطيعون تحمل تكلفته.
فى الاثناء قال التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمى لمراقبة الجوع، فى تقرير أصدره أمس إن نحو 514ألف شخص، أى ما يقرب من ربع سكان القطاع، يواجهون حاليا ظروف المجاعة فى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
من جانب آخر قررت بريطانيا منع المسئولين الإسرائيليين من المشاركة فى أكبر معرض تجارى دفاعى لها بسبب التصعيد الإسرائيلى للحرب فى قطاع غزة.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنه نتيجة لحظر المشاركة فى المعرض التجارى فإنها لن تدير جناحا لإسرائيل كما فعلت سابقا فى المعرض الدولى لمعدات الدفاع والأمن فى لندن.
وكانت حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر صرحت فى يوليو الماضى أنها ستعترف بدولة فلسطين ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لتخفيف المعاناة فى القطاع وتلبية شروط أخري، مما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية.