فرنسا وانجلترا بدأتا خططًا لمواجهة تنظيمات الإرهاب والتطرف وعلى رأسها الاخوان خوفًا من خيانتها
«عبدالناصر» أول من كشف «اللعبة القذرة» للجماعة وقياداتها
أطماع «البنا» فى حلم «الخليفة الأوحد» جعلته لعبة فى يد بريطانيا والماسونية
شبكات الإرهابية قادرة على القيام بأى أعمال عدائية فى كل مكان بالعالم
فى بداية عملى الأمنى تلقيت العديد من المحاضرات على أيدى قادتنا المسئولين عن ملف جماعة الإخوان الإرهابية حيث علمت أن مؤسسها حسن البنا حصل على دعم مالى كبير من الحكومة الإنجليزية لمعاونته على نشر الفكر الذى كان ينادى به ويسعى إلى نشره فى بداية قيام الحركة عام 1928 وهو ما اعتبرناه أول احتكاك بدولة أجنبية بل أقوى دولة أجنبية فى هذا الوقت حتى ولو كانت تحتل دولته التى من المفترض إنه يحمل جنسيتها ولكن أطماعه فى أن يكون خليفة للمسلمين جعلته لا يفكر إلا فى تحقيق هذا الهدف وفى سبيل تحقيق هذا المأرب إرتمى البنا فى أحضان القاعدة العسكرية البريطانية فى الإسماعيلية ونال ذلك الدعم السخى من الماسونية العالمية حيث كانت تسمية الخليفة الإسلامى الأوحد، تمثل حلمه الكبير وأيضاً تعتبر هدية مجانية للقوى الأجنبية، المحتلة لإنه سوف يصبح صيداً سهلاً لهم يمكن إستغلاله والسيطرة عليه للتلاعب والتأثير على الدول العربية والإسلامية خاصة وأن تلك الدول كانت فى هذا الوقت فى أضعف حالاتها مما ساهم فى سقوطها فى قبضة الاستعمارالأجنبى والانتداب والوصاية.
كان حسن البنا يتبنى سياسة النفس الطويل لبناء دولة موازية فى الخفاء ويعمل على التواصل مع العديد من الدول الخارجية لتحقيق هذا الحلم والذى تبناه من بعده العديد من ورثته من قيادات الحركة ولكن كانت خطواتهم أسرع منه فى الإنتشار داخلياً وخارجياً ومازالوا يتواصلون مع العديد من الدول وأجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية لنيل الدعم المخصص دوماً لخدمة مصالحهم.
وخلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذى تعرض لعدة محاولات إغتيال من الجماعة مما دفعه إلى حلها والزج بالعديد من قادتها فى السجون بينما تمكنت أعداداً كبيرة منهم من الهروب خارج البلاد حيث استقر بعضهم فى دول بالمنطقة بينما تمكن البعض الآخر من اللجوء إلى بعض الدول الأوروبية ومن أبرزها إنجلترا وألمانيا وفرنسا…والغريب هنا أنهم لم يتخلوا عن تفكيرهم الخيانى ولا عن أساليبهم الملتوية فى الانتشار وتجنيد عناصر من أبناء هذه الدول والسيطرة الفكرية الكاملة عليهم لدرجة جعلتهم ينضمون لتنظيمات إرهابية دولية ولدت من رحم الجماعة حتى إن بعض العمليات الإرهابية كانت تحدث فى الدول التى تأويهم وتحقق لهم الحياة الآمنة المستقرة….بيد أن الإهتمام الأكبر للجماعة فى الخارج كان ينصب على تدعيم وضعهم الإقتصادى والمالى فى تلك الدول بالشكل الذى جعلهم أحياناً يؤثرون فى صناعة بعض القرارات بها وهو نفس النهج الذى كان يتبعه اليهود فى الدول التى يعيشون فيها وأصبحوا قوة إقتصادية حقيقية مؤثرة على صنع القرار خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وذلك طمعاً فى دعمهم سياسياً وعسكرياً إذا ما عاودا محاولة الإستيلاء على السلطة مرة أخرى مثلما حدث فى أعقاب أحداث يناير 2011.
وفى إطار رصد خيانة جماعة الإخوان الإرهابية للعديد من الدول التى تأويهم فقد أطلعت مؤخراً على ملف خاص بالتواجد الإخوانى فى أوروبا وهيكلهم التنظيمى ومصادر تمويلهم وسوف أكتفى بإلقاء الضوء على الدول الرئيسية التى تمارس فيها الجماعة أنشطتها الإقتصادية والسياسية والتى إستغلت هذا الوجود بشكل يحقق مصلحتها دون النظر إلى مصالح هذه الدول حتى ولو وصل الأمر إلى القيام بعمليات إرهابية بها….وقبل ذلك أستعيد معكم ما قامت به الجماعة فى الأردن منذ شهرين عندما أعلنت السلطات هناك عن ضبط شبكة إرهابية كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية تهدد أمن وإستقرار البلاد حيث كانت تلك الخلايا تعمل على تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة هناك وكذلك تجنيد وتدريب بعض عملائها عليها مما دفع السلطات الأردنية الى حظر كافة أنشطتها وإعتبارها جماعة غير مشروعة وإعتبارالإنتساب لها أمراً محظوراً علماً بأن المملكة الأردنية كانت من بين الدول القلائل التى كانت تعترف بهذه الجماعة بل إنها سمحت للحزب الذى قاموا بتشكيله بالإنضمام إلى مجلس النواب الأردنى وهذه صفحة من صفحات الخيانة التى تتمتع بها تلك الجماعة الإرهابية.
وعلى الصعيد الدولى نجد أن العديد من الدول الأوروبية بدأت تحاذر من مخاطر النفوذ الإخوانى بها ومن أبرزها ألمانيا وإنجلترا وفرنسا.
ففى ألمانيا تمثل الجماعة الإرهابية خطراً متجذراً فيها وهى دائماً ما تعمل على إعادة التمحور والتخفى تحت غطاءات ثقافية ودينية هرباً من الملاحقات الأمنية وإجراءات تتبع الأنشطة ومحاصرة تمويل التنظيم وقد كشفت الإستخبارات الألمانية مؤخراً تزايد عدد قيادات جماعة الإخوان حيث بلغ عددهم 350 عنصراً فى ولاية شمال الراين التى تعد أكبر الولايات الألمانية حيث نجحوا فى إمتلاك مواقع إلكترونية وظهوراً متزايداً على وسائل التواصل الإجتماعى باللغة الألمانية وهو ما ترتب عليه التأثير على أعداداً كبيرة من الشباب والمراهقين الذين إنضموا إلى الجماعة ومنها إلى تنظيم القاعدة ….ويعتبر المصرى خضر عبد المعطى أحد أهم كوادر الجماعة ولعب دوراً كبيراً فى تدعيمها أثناء وصولهم الى الحكم فى مصر….ونظراً للخطر المتزايد من تمدد نفوذ الإخوان فقد تعالت الأصوات مؤخراً داخل البرلمان الألمانى لإصدار قرار لحظر نشاط الجماعة وتعقب أنشطتها المتطرفة.
أما فرنسا فقد إتخذت مؤخراً خطى ثابتة لمواجهة تنظيمات الإرهاب والتطرف وعلى رأسها جماعة الإخوان وذلك للحد من التأثيرات السلبية الناجمة عن تنامى تنظيمات التطرف داخل المجتمع الفرنسى ….وقد تمكنت تلك الجماعة من تكوين إمبراطورية مالية وفكرية هناك منذ عام 1978 بهدف تعميق تواجدها وتعزيز نفوذها فى المجتمع الفرنسى ويعتبر الأخوان هانى وطارق رمضان حفيدى حسن البنا مؤسس الجماعة من ابرز القيادات الإخوانية المتواجدة فى فرنسا ويشرفان على نحو 51 جمعية تعمل لحساب الإخوان وهو ما جعل السلطات الفرنسية تجرى حالياً تحقيقات موسعة حول مصادر تمويل جماعة الإخوان هناك حيث إكتشفت مبدئياً وجود حوالى 20 صندوق هِبات خاصاً بها إعتبرته السلطات أنها من نشاطات التمويل المشبوهة تهدف إلى الترويج للأفكار المتطرفة فى البلاد ومازالت التحريات والتحقيقات مستمرة حتى يومنا هذا….وأخيراً وليس أخراً نتوجه إلى جماعة الإخوان فى إنجلترا وهى تلك الدولة الراعية الأولى للجماعة منذ نشأتها علم 1928 والتى ترتبط بها حالياً بأمور سياسية وأمنية وإجتماعية جعلت لها أهمية كبرى لدى الحكومات المتعاقبة وذلك من خلال نظام محكم يشمل مجموعة من الجمعيات بلغ عددها حوالى 60 جمعية فيما تنامت حجم الإستثمارات المباشرة وغير المباشرة والتى تشير آخر التقديرات إلى إنها تجاوزت حوالى 10 مليارات دولار وقد حرصت السلطات البريطانية على تقنين أوضاع تلك الشركات خوفاً من أن تتحول إلى أنشطة سرية لضرب المصالح البريطانية وتهديد أمنها على الرغم من ان بريطانيا تمثل قاعدة الجماعة ومركزاً لعملياتها فى أوروبا ….ويعتبر المصرى محمود الإبيارى القائم بأعمال مرشد الجماعة هناك بعد وفاة القيادى إبراهيم منير هو الشخص الأخطر فى الجماعة بل فى الدول الأوروبية بصفة عامة …وعلى الرغم من كل ذلك فإن أجهزة المخابرات البريطانية لم تخف تحفظها على نشاط الجماعة هناك وقدمت مشروع قانون لتشديد التدابير الأمنية فى الأماكن العامة وكذلك توسيع دائرة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب هناك.
هكذا تعاملت جماعة الإخوان الإرهابية مع الدول التى تحتمى بها وتنعم فى خيراتها بالخيانة وتمويل التنظيمات الإرهابية واستثمار عوائدها الاقتصادية لتمويل العمليات التخريبية بل ولعبت على خطاب الإسلاموفوبيا من أجل تعزيز تواجدها فى تلك الدول معتمدة فى ذلك على التضليل والسرية فى ممارسة أنشطتها …وحتى الآن لا يمكن الجزم أن الأجهزة الأمنية فى تلك الدول قد نجحت بشكل نهائى فى تقويض أنشطة الجماعة أو الحد من خطورتها وهو الأمر الذى يتطلب ضرورة أن يكون هناك تعاون دولى وقدر أكبر من التركيز وتداول المعلومات للحد من الخيانات الدولية لجماعة الإخوان الإرهابية.
