كان الموضوع جديدا علي المشاهد وهو خطة لتطوير منطقة عزبة الهجانة، العشوائية، من خلال هدم منازلها (بطريقة عشوائية) وإنشاء (مدينة الامل) في نفس المكان، اما سكان البيوت التي ستهدم فقد خيرتهم الحكومة بين التعويض وبين البحث عن سكن مؤقت والعودة مرة اخري للمدينة بعد اكتمالها وهو ما أثار غضب الكثير من المواطنين من سكان المنطقة، قضية مصرية مائة في المائة، ولكن من قدمها وناقشها كان برنامج (بتوقيت مصر) الذي تقدمه الإعلامية المصرية نسمة السعيد علي قناة بي بي سي وتقدم فيه الكثير من قضايا مصر الهامة.
البرنامج استضاف في هذه الحلقة أثنان من سكان المنطقة هما (الحاج أحمد ناصر) والسيدة (حنان سعيد)، واستضاف معهما النائب (محمد الفيومي) رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب عبر فعالية الزووم ليرد علي اسئلة المواطنين ومقدمة البرنامج في حوار مدهش يضيف للمشاهد علامات استفهام بقدر ما يضيف له من معلومات ومنه حكايات البيوت التي ستهدم وهل سيعوض أهلها الذين ينتمون غالبا إلي فئات شعبية ولا يملكون ما يدفعونه في سكن جديد او مؤقت لعامين حتي يعاد بناء المنطقة، واتفق الضيفان علي الاحتياج الشديد لخطة واضحة ومعلنة للإزالة، وللإعادة، لان رقم الثلاثين ألف، أي التعويض، لا يصلح الان لشقة جديدة بديلة، كما ان كلاً منهم لديه الكثير من الذكريات واللحظات الصعبة والسعيدة عاشها وسط أهله وجيرانه ولا يريد فراقها، برنامج لا يمكنك إلا ان تراه حتي اللحظة الاخيرة، وتنتظره الاسبوع القادم لانه يتيح لك معرفة متجددة وجديدة عن بعض ما يحدث في بلدك من خلال إعلامية ذكية ومجتهدة وإعداد قوي وقادر علي الإضافة إلي المشاهد، وأيضا شخصيات لها تاريخ قد تكون الإشارة إليها مهمة في الحاضر.
من البيت بيتك إلى مصر النهاردة
في عام 2009 انطلق علي شاشتي القناة الثانية والفضائية المصرية برنامج جديد هو (مصر النهاردة) وشهدنا عنه كليب قبلها عن الإمكانيات الكبيرة للبرنامج الذي جاء بديلا عن برنامج آخر توقف هو (البيت بيتك)، ونقل عن رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون وقتها المهندس أسامة الشيخ تصريح مهم هو (ان الاسبوع الاول للبرنامج الجديد سيشهد مناقشة وتفجير العديد من القضايا التي تهم المواطن في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية حيث يستضيف عدد كبير من الشخصيات المصرية المهمة، بالإضافة لعرض تقرير أخباري يومي يغطي كافة الاحداث اولا بأول،وايضا سيقوم البرنامج بمتابعة كافة الاحداث الساخنة المطروحة علي الساحة ذات الاهتمام الجماهيري وينزل بكاميرات لينقل إيقاع الحياة اليومية في الشارع المصري علي الهواء مباشرة)، وكان التليفزيون المصري قد أطلق قبل اسبوعاً من إطلاق البرنامج برنامجا آخر علي قناة نايل لايف بعنوان (من قلب مصر)علي نفس النسق الشامل للبرنامج الجديد وله ايضا فريق عمل كبير، وفريق من الرعاة ايضا! وتقدمه لميس الحديدي بينما يقدم (مصر النهاردة) أربعة هم محمود سعد وتامر أمين وخيري رمضان ومني الشرقاوي، وفي الحقيقة، فإن وجود برنامجين قريبين من بعضهما في المحتوي والأهداف وان حقق اهتمام مشاهدين كثر، إلا انه حقق ايضا منافسة لم يكن التليفزيون المصري محتاج اليها لانه لا يتنافس مع نفسه وانما مع قنوات اخري غير مصرية، وبالتإلي افتقد البرنامجان رؤية واضحة لافكار مختلفة تضيف للانسجام المجتمعي وتدعم الاتجاهات الاكثر تأثيرا تجاه تقدمه.
التطوير .. ورسائل الرئيس
في بداية العام 2020، أعلنت الرئيسة الجديدة للتليفزيون المصري نائلة فاروق في حوار مع جريدة الجمهورية عن خطة التطوير الجديدة للتليفزيون المصري أهمها تقديم محتوي هادف وخريطة تستهدف كل الفئات تشمل برامج التثقيف والتوعية والعمل علي بث روح الوطنية في المواطن المصري وابراز إنجازات القيادة السياسية في افتتاح العديد من المشروعات العملاقة وخلق فرص عمل للشباب، وان تكون شاشة التليفزيون المصري متميزة تخاطب المصريين وتعايش أحلامهم وتتفق مع أفكارهم وطموحاتهم مع تقديم محتوي جيد لابراز الشخصية المصرية في الفن والثقافة والفكر التي تمثل القوة الناعمة المصرية، مؤكدة ردا عن قلق بعض العاملين بالتليفزيون من هذا التطوير ان (التغيير والتجديد دائما ما يقلق الناس، ولذلك اشعر بان ماسبيرو قادم، وانه بدأ بالفعل في ان يخطو خطوات مبشرة) ولان الاعلام المصري الآن يضم إلي جانب ماسبيرو قنوات اخري تتبع الشركة المتحدة، وبأمكانيات كبيرة وتستحوذ علي جمهور اكبر ايضا،فإن القضية لم تعد قضية اتحاد الاذاعة والتليفزيون والتطوير فقط، وانما قضية الاعلام المصري المرئي كله.
واعلامنا بهذه القوة قادر على مناقشة كل القضايا واستيعاب كافة الأراء طالما أنها تبغى المصلحة الوطنية وهذا تجسيد لرؤية وتوجيهات الرئيس السيسى.