رغم كل التحديات والاغراءات.. ورغم انصراف دول العالم كل منها تتجه نحو مصالحها الأنانية الذاتية البحتة.. فإن مصر العظيمة لاتزال تتمسك بالشرف «قيمة وعملاً».. وتدفع «راضية» الثمن غاليا وغاليا جداً.. ولاتبالي.
لاتزال مصر العظيمة رغم كل شيء تتمسك بالاصرار على مواقفها المساندة بغير حدود لحقوق الشعب الفلسطينى فى ارضه ودولته وحقه فى تقرير مصيره.. وترفض فى اصرار غير مسبوق كل ما يهدد القضية الفلسطينية.. وكل الجهود الاسرائيلية البربرية لابادة الشعب الفلسطينى وحصاره وتجويعه وتهجيره بتذكرة «ذهاب وخروج» لا «عودة منها ولا دخول».. وتواجه الدولة المصرية فى ذلك ما لا تواجه دولة اخري.. وايضا ما لم يسبق ان واجهته دولة اخرى فى المنطقة او خارجها.. وترفض فى إباء وشمم كل الضغوطات وتواجه بصدرها القوى ووعى شعبها وقوة جيشها كل التحديات.
ولم يخمد الاعداء والخصوم فقد اتجهوا إلى اقوى الاغراءات والاغواءات وبشكل لم يسبق له مثيل.. وترفض مصر ولا تبالي.
وكل ما كان مطلوبا من «مصر السيسي» أن تغض الطرف فقط «غض الطرف» والصمت إزاء ما يحدث.. فإن المعادلة التى آمنوا بها ان يخرج الكل «كسبان».. وترفض مصر العظيمة الشريفة هذا المكسب الزائف المكسب الحرام الآثم فإن مقابلة دولة شقيقة تتبخر فى الهواء وشعب دفع فى سبيل ارضه منذ السابع من اكتوبر 2023 وحتى الآن ما يزيد على 52 الف شهيد بخلاف الاف المفقودين وما يزيد على 152 الف مصاب.
كان مطلوبا- ولايزال- غض الطرف والصمت عما يفعله ابناء صهيون بدعم امريكى اعمى ومؤازرة من بلاد ودعت الضمير الانسانى لدفع الفلسطينيين دفعا إلى الهجرة خارج اراضيهم لاتاحة المناخ لتحقيق الحلم الشيطانى العبثى بما يسمى «اسرائيل الكبري».. وتظل مصر على موقفها تدافع عن شرف الأمة العربية والعالم الاسلامى والمقدسات الاسلامية والمسيحية والهوية الفلسطينية.. والدولة الفلسطينية التى حشدت لها مصر ما استطاعت من دول شرقية وغربية.. ولاتزال تعمل ووسط عالم مجنون يمتليء بالتناقضات.. لم يعد للشرفاء معني.. وتلاشى انصاره واختفوا عن الانظار والعيون.. واصبحت بلاد «الصمود والتصدي» ارضا مستباحة يعبث الاسرائيليون فيها فساداً وتخريباً وتدميراً كلما اشتد بهم هواهم.. فلا جيش يحمي.. ولا قادة يحكمون .. جيوشهم تم تفكيكها بأوامر من خارج القارة.. اما القادة فقد باع بعضهم الجبال والتلال والهضاب والمرتفعات وحتى الأودية بسكانها مقابل الحفاظ على بلاطهم السلطانى ومقاعدهم الوثيرة وجلسات مكاتبهم المكيفة وقصور لا تعكس مبانيها «هشاشة الحكم».
ورغم هذا كله.. ما ضعفت مصر يوما وما استكانت.. ولم تساوم او تناور او تظاهر او تتآمر.. هذا ليس سلوكها..لم تغض الطرف لحظة عما يدور فى الارض المحتلة.. وكانت ولاتزال تهز اعماق الضمير العالمى والانسانى لعله يفيق من سباته الطويل.. لم تتخل مصر العظيمة عن مبادئها وقيمها وقناعاتها فى وقت تتكلف فيه الخزانة المصرية يوميا مئات الملايين من الدولارات اعباء اضافية على موازاناتها ومواطنيها بسبب الحرب على غزة وتداعياتها.
ولم تلتفت مصر للصغار والصغائر.. قدمت بكل تواضع وبلا مَنِّ ولا أذى اكثر من 70 فى المائة مما وصل ولا يزال إلى قطاع غزة من مساعدات ومؤن غذائية وعلاجية ووقود ناهيك عما تفرضه الاوضاع فى غزة والتصعيد النتنياهو لاحتلالها من «يقظة» واجبة وتحريك لقوى الدفاع عن الارض المصرية وقوة الردع فإن ارض مصر ورمالها ابدا لن تكون طعاما مستباحا لذئاب البشر وثعاليبهم وضباعهم.
ووسط هذا كله.. وأمامه ومن خلفه وحوله يرى المواطن المصرى دولا عربية واسلامية ترفل فى رغدٍ من العيش.. تعيش حياتها طولا وعرضا وكأن كل ما يدورعلى الارض الفلسطينية لا يعنيها.. يجلس بعضهم القرفصاء أو يتكيء نائماً على جنبه الأيمن او الايسر.. يشد الشيشة والنرجيلة.. وهو ينفث الدخان الازرق او الاسود لا يفقأ يتحدث عن مصر الشريفة يقلل من دورها.. يهاجم بالكذب والبهتان والباطل رئيسها وزعيمها وقادتها يتحدث بخيلاء عن مكارمه وعطاياه تسانده اموال مليارية طائلة ينفقها حيث يشاء.. لا حساب ولا عتاب.. يشترون اعلاماً عربياً ودولياً افتقد المهنية والكرامة يكيلون الاتهامات بغير ضابط ويملأون الفضاء الالكترونى هاشتاجات ما أنزل الله بها من سلطان.
هؤلاء لا يكتفون بمواقع المتفرجين.. او اعشاش الشامتين بل ان بعضهم انضم متطوعاً «كتفا بكتف» مع القتلة والاعداء يتناصرون فيما بينهم لتخفيف الضغط عن القتلة وتحسين صورتهم.. والكيد كل الكيد لمصر العظيمة والمصريين الشرفاء انهم يتحالفون مع الشيطان الذى احرق الارض والحرث والنسل.. ولايزال.. وتنطلق ابواقهم وعملاؤهم ومناصروهم يكيدون لمصر وزعيمها.. لمصر العظيمة التى تدفع «قدرها» مهما تكلفت خزينتها.. ولا تتكلم!!!
لم تساوم مصر ولم تقايض.. وترفض الدولة المصرية عروضا سخية سخية فى مظهرها.. سداد كل الديون الخارجية.. انطلاقة استثمارية قوامها مئات المليارات من الدولارات تنعش الاقتصاد.. وتشيد المصانع والمنشآت والفنادق.. وكل المطلوب مجرد الصمت على «التهجير».
ان المصريين وهم يقفون الان فى خندق الدولة المصرية يحيطون تراب مصر ورمالها بكل القداسة فهى الارض التى تجلى فيها الله عز وجل على سيدنا موسي.. والمصريون بكل فئاتهم وشرائحهم وانتماءاتهم يقفون سداً منيعاً يحيط ويحتضن ويدافع عن الشرف المصرى والعربى يؤازرون بكل قلوبهم وما يملكون من قوة جيشهم الوطنى العظيم البار يقفون صفاً واحداً خلف الزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسي.. يقفون جميعاً للحفاظ على شرف الامة العربية.. والعالم الاسلامي.. ليبقى امامنا عدد من الحقائق نرصدها «سريعاً» بقدر ما تسمح المساحة المتاحة اولاً.
