ونحن فى رحاب ربيع الأول من الشهر الذى بارك الله فيه بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. نعيش فى رحاب السيرة المحمدية والأخلاق المحمدية.. والعطاء المحمدي.. فنجد أنفسنا نصرخ بألم.. وا إسلاماه.. الإسلام لا يضيع ولن يضيع.. ولكن المسلمين ضاعوا..!!
وا إسلاماه.. صرخة خرجت من قلب زوجة السلطان سيف الدين قطز فى عين جالوت عندما أصيبت وهى فى خيمتها من العدو.. فصرخت وا إسلاماه.. وكانت تلك الصرخة نقطة تحول خطيرة فى مسار المعركة وانتصر المسلمون.. وانهزم التتار بل انتهى التتار تماماً.. حيث قام جيش الإسلام بقيادة بيبرس وقطز بملاحقة التتار حتى خرجوا من أرض الإسلام وانتهوا.. تماماً!! فهل يتكرر المشهد الآن فى القدس بدلاً من عين جالوت.. وهل ينتهى الكيان الصهيونى بصرخة وا إسلاماه التى تتحسر على حال المسلمين؟
نعم هناك مسلمون مازالوا على العهد.. وهناك ملايين مازالت تعيش على نور الإسلام وتهتدى بهدى الإسلام وتسير على هدى الإسلام لكن ما حدث فى عالمنا الإسلامى يدعو إلى الحسرة.. والألم.. والقلق على مستقبل الأبناء والأحفاد.
نجحوا فى تغيير أفكار المسلمين أو على الأقل معظم المسلمين.. أصبحت العلاقات بين الدول الإسلامية هشة وضعيفة جداً.. ما حدث ويحدث فى غزة دليل على ضعف المسلمين وابتعادهم عن دينهم الحق.. الأطفال والنساء يموتون جوعاً.. بعد أن ماتوا برصاص الكيان الصهيونى .. المسلمون فى واد.. وأهل غزة يحتضرون فى واد آخر.. إنهم مسلمون ويعيشون فى الأرض المقدسة بجوار أولى القبلتين ومسرى الحبيب المصطفى فماذا بعد؟
مأساة غزة تعد دليلاً قوياً على ضعف المسلمين وغزة مازالت تصرخ.. وا إسلاماه.. وما من مجيب!!
ما يحدث أيضاً فى الأراضى المسلمة من تغيير غير منطقى فى الأخلاق والطباع والتصرفات وتقليد الغرب يجعلنا نصرخ: وا محمداه.. وا إسلاماه..!!
> مهازل التوك توك.. ومهازل السويشيال ميديا.. ومهازل الشوارع والمقاهى كلها تصرخ.. وا إسلاماه.
> فى الغرب درسوا الإسلام وتعلموا دروس الإسلام وفقهوا كل ما ورد فى القرآن من أخلاق ومعاملات وفقه.. ونحن ابتعدنا كلية عن هذا كله فضاع شبابنا وهرمنا قبل الأوان.. كانت لنا قيم وأخلاق وعادات.. تبخرت وطارت إلى بلاد الغرب.. اللباس المحتشم طاردته الموضة بلباس دون لباس أو بالأدنى العرى المميت.. الكذب أصبح له ألف لون ولون وكلها مسميات جديدة وتقليد كاذب للغرب.. ماتت الأخلاق فى بلادنا وزرعوها فى بلاد بعيدة وحاربونا بعد أن أضعفوا الداخل والمسلم.. وكانت حملات التشكيك فى ثوابت الدين هى الأساس الذى بنى عليه أعداء الإسلام حربهم وليس السلاح.. الضرب فى الثوابت وهدم أركان الدين وإضعاف الروح المعنوية وقتل الأخلاق والقيم.. كل تلك أسلحة حديثة أقوى من القنبلة النووية يحاربون بها أهل الإسلام ونحن نعيش الوهم.. ولا نملك سوى الكلمات الدينية والتنظيمات التى تدعى التدين وهى من الدين براء.
يا حبيبى يا رسول الله لقد تركت لنا الطريق السليم ونحن ابتعدنا عنه برغم أننا نحبك ونؤمن بالله ونشهد أنك لا تنطق عن الهوي.. وأنك بكيت من أجلنا وقلت لربك: «أمتى أمتي» وقال سبحانه وتعالى «لن نسيئك فى أمتك» لكننا نحن الذين نسىء إلى أنفسنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.