>فى أواخر العمر لا يقال إلا «اللهم أصلح لنا ديننا الذى هو عصمة أمرنا».. استعداداً للقاء الحق يوم الحق «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».
> هذا على مستوى الإنسان الفرد.. وعلاقته بالحياة والوجود وعلاقته بالله خالق الحياة والوجود.
> الأمر يختلف مع الدول والشعوب والقوى الكبري.. والإمبراطوريات العظمي.. كل شيء فى هذا العالم يتغير.. إلا الزمن.. فإنه دائم قائم ومستمر وطويل وممتد بعيداً بعيداً إلى ما شاء الله.
> لكن الأحداث تتغير.. وتتغير الصراعات وأسبابها ودواعيها.. وتتغير الحروب وأدوات الحرب والقتال وتتغير التكنولوجيا.. وتتغير الدول والشعوب وحدودها.
إدمان الاقتراض
> كل شيء فى هذا العالم قابل للتغير بما فى ذلك التاريخ والجغرافيا وهذا هو الواقع العالمى الدائم الذى يغيب عنا أحيانا كثيرة جدا.
> أمريكا الامبراطورية الأعظم فى التاريخ تواجه أيضا أزمة نهاية العمر الإمبراطورى فوق كوكب الأرض من يتصور أن أقوى وأغنى إمبراطورية فى التاريخ يمكن أن تتعرض لأزمة مالية صاعقة تعصف بالاقتصاد الأمريكى وبالاقتصاد العالمي.
> يقول الخبير الاقتصادى كيبث بروجوف إن أمريكا أدمنت الاقتراض وأدمنت تراكم الديون حتى بلغ الدين القومى الأمريكى أكثر من 37 تريليون دولار واجبة السداد وفوائد هذه الديون تريليون دولار سنويا.
> يقال فى واشنطن إن الأمريكيين أدمنوا المخدرات وأدمنت الحكومات الأمريكية الاقتراض والإسراف فى الاقتراض يهدف الخروج من الأزمات المالية الخانقة المتوالية سنويا عل مدى 25 عاما مضت حتى الآن.
> العالم الخارجى ينظر فى دهشة وهو يرى أمريكا تقترض للخروج من أزمات مالية عنيفة لا تنتهي.. لكن أمريكا أدمنت كل شيء.. أدمنت الاقتراض وأدمنت الصراعات والحروب وأدمنت صناعة السلاح وصناعة الحرب.
> الدين القومى الأمريكى حاليا يزيد على حجم الدخل القومى الأمريكي.. الديون الأمريكية تزيد على 37 تريليون دولار مقابل 32 تريليون حجم الدخل القومى الأمريكي.
سعر الفائدة
> الدائنون دولا وحكومات ومستثمرين ينظرون فى دهشة لما يحدث فى أمريكا من الأزمة المالية الكبرى فى 2008.
> الدائنون كانوا يرحبون بلجوء أمريكا للاقتراض.. اعتمادا على الدولار القوى وهو عملة الاحتياط النقدى الأولى فى العالم.. قوة الدولار كانت تساعد أمريكا على الاقتراض بسهولة.. خصوصا حين كان سعر الفائدة منخفضا.. الآن ارتفع سعر الفائدة لأكثر من 4 ٪ ولم تتوقف أمريكا عن الاقتراض.
> هذا الموقف يتغير الآن.. أسواق المال والأسهم والسندات لم تعد تستسلم للإدمان الأمريكى للاقتراض.
تراكم الديون
> الدين القومى الأمريكى حاليا يعادل كل الديون المستحقة على القوى العالمية وفرنسا أيضا كما تقول «لوموند الفرنسية» تواجه أزمة تراكم الدين القومى الفرنسى بما يفوق حجم الدخل القومى الفرنسى وبما يفوق قدرة فرنسا على السداد.
> يأتى ذلك فى وقت أنفقت فيه أمريكا مبلغ 850مليار دولار فى 2024 على التسلح وحوالى تريليون دولار لسداد فوائد الديون.
> الآن قطار الديون الأمريكية السريع مهدد بالخروج المأساوى عن القضبان ولا توجد وصفة سحرية لانقاذ الاقتصاد الأمريكى والاقتصاد العالمى من أزمة ديون عاصفة.
الدولار
> أمريكا فى الواقع تحت الحصار والأزمات أزمات التضخم وارتفاع الأسعار ومخاطر تراجع قوة الدولار فى المنافسة مع العملات النقدية العالمية الأخرى فهل يخسر الدولار المعركة أمام اليوان الصينى واليورو الأوروبى والعملات الإلكترونية المشفرة.
> الرئيس الأمريكى ترامب يفكر فى طرد محافظ البنك الفيدرالى الأمريكى ووضع البنك ذاته تحت سيطرة الحكومة الأمريكية وبذلك يفقد البنك استقلاله أمام المستثمرين والدائنين حول العالم.
> حجم الدين القومى الأمريكى الآن يضعف الاقتصاد الأمريكى والعالمى ويضعف أيضا الإمبراطورية الأمريكية.
انتحار
> فى النهاية لن تتمكن أمريكا من مواصلة الاقتراض لتمويل صناعة السلاح.. وصناعة الحرب ومن الصعب التنبؤ بموعد الأزمة لكنها تقترب بصورة صاعقة.. وفى النهاية سوف تتعرض أمريكا والإمبراطورية الأمريكية لأخطر مأزق تاريخى أو هى أزمة نهاية العمر الإمبراطورى للولايات المتحدة الأمريكية.
> قالوا قديما إن الإمبراطوريات تنتحر.. بأزماتها من الداخل.. وهذا ما يحدث مع أمريكا حاليا.. لكن العالم يشهد الآن صراعا عالميا عاصفا بين القوى القارية الكبرى فى العالم وهى روسيا والصين وأمريكا القوى البحرية الأعظم فى التاريخ وهذا الصراع سوف يشكل النظام العالمى الجديد فى هذا القرن.
> الإمبراطورية الأمريكية تواجه خطر ابتعاد الحلفاء عنها فى لحظة الحقيقة والهزيمة فى الصراعات العالمية مع القوى القارية فى روسيا والصين.
> على المدى القصير لن يكون هناك سلام فى هذا العالم مع رفض روسيا تقديم تنازلات فى الحرب الأوكرانية.
> فى الشرق الأوسط.. ارتكبت إسرائيل جريمة حرب كبرى فى مستشفى ناصر فى غزة.. لوموند الفرنسية تتهم أمريكا بتوفير الحماية السياسية لإسرائيل حتى تفلت من أى عقاب.
> إسرائيل لا تريد احتلال غزة فقط بل ترفض الاعتراف بدولة فلسطين بدون الاعتراف بإسرائيل كدولة لليهود.