لا تهاون مع أى محاولات للمساس بها.. والمعاملة بالمثل للدول التى تتهاون فى تأمينها
تعليمات وزير الخارجية للسفراء واضحة بالحسم.. ومظاهرات المصريين تؤكد الردع لكل من يتجاوز
من هولندا إلى نيويورك ولندن، جاءت محاولات الجماعة الارهابية لحصار السفارات المصرية والتعدى عليها لتؤكد أن الإخوان لا يتظاهرون من أجل فلسطين ولا يبحثون عن حقوق أبناء غزة فى الحياة كما يدعون، وإنما يستهدفون مصر ويستغلون قضية غزة كمطية للهجوم على الدولة المصرية.
الهدف الإخوانى المشبوه هو تشويه الدولة المصرية لصالح الأجندة الإسرائيلية، لكن وقفة المصريين كانت أقوى ودفاعهم عن السفارات المصرية كان حاسما، من يقترب من سفارات مصر لا يلومن إلا نفسه، كما أن موقف الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية وتعليماته الصريحة للبعثات الدبلوماسية بالتعامل القوى مع أى مساس بالسفارات تأكيد لموقف حاسم وواضح من الدولة المصرية التى لن تسمح بأى تجاوز ضد سفاراتنا فى الخارج لأنها خط أحمر، وأى مساس بها سيواجه بقوة وفقاً للقوانين والأعراف الدبلوماسية.
كما أن التهاون من أى دولة فى تأمين سفاراتنا بالخارج سيقابل بمبدأ المعاملة بالمثل.
هذا الموقف الواضح من الدولة المصرية، دعمته مظاهرات المصريين بالخارج أمام سفارات بلدهم للتعبير عن مساندة الدولة ضد أكاذيب الإرهابية، وتصدى الشباب المصرى لبلطجية الإخوان مثلما فعل عضو السفارة فى نيويورك أو الشاب المصرى الوطنى أحمد عبد القادر فى لندن أو رد الفعل أيضا من أبناء مصر فى هولندا، مواقف أكدت بوضوح أن للسفارات المصرية فى الخارج دولة تحميها وتحمى كل من يدافع عنها وشعباً لن يسمح بالاقتراب منها.
كتب ــ شريف عبدالحميد و أحمد توفيق:
أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية ان ما يفعله الإخوان من استهداف سفاراتنا فى الخارج هو تصرف احمق وليس له أى أساس الا تعد على الدولة المصرية فعقب ان علموا انهم ليس لهم مكان داخل مصر بدأوا الان يفعلون ما يفعلونه فى الخارج وهذا فى حد ذاته تكتيك غبى وهو أمر معتاد من جانبهم لأنه فى النهاية لن يستطيعوا ان يسببوا أى اذى للدولة المصرية بهذه الطريقة.
قال السفير العرابى إن ما يفعله الإخوان سوف يعرضهم للمساءلة القانونية من الدول التى تتواجد فيها هذه السفارات بالخارج معربا عن اعتقاده ان الأمر أصبح معروفاً لدى مصر وبالتالى فان الإجراءات الاحترازية ستكون موجودة وهذا الموضوع سيكون إلى زوال ولن يكون أمراً مستمراً خلال الفترة القادمة.
الهدف كما يقول العرابى هو إحراج الدولة المصرية، وتبرئة إسرائيل من أكبر جريمة إبادة شهدها العالم.
أضاف أن ذلك الموقف عبثى، مشيراً إلى أن الذين كانوا يريدون عمل المسيرة التى أوقفتها مصر هم من يحاولون الرد بأسلوب آخر وفى النهاية لن يستطيعوا الاستمرار فى هذا الأمر.
وكشف العرابى أن الدولة المصرية لن تتهاون مع أى محاولة للمساس بمقارتنا الخارجية، كما لن تتخلى عن أى مصرى يواجه أى محاولات إخوانية للتظاهر أمام السفارات.
وأضاف السفير محمد الشاذلى مساعد وزير الخارجية الاسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ان هناك عناصر كثيرة فى الخارج للأسف مضللة وتعمل ضد مصلحة بلدها مشيراً إلى ان من حق أى مواطن ان يعبر عن رأيه السياسى فى كل الموضوعات ولكن ان يتحول هذا إلى بلطجة وتعريض السفارات للخطر فهو أمر مرفوض موضحاً ان الجالية المصرية فى الخارج هى السند للسفارات المصرية فكون أن بعض الخطاة ينحدروا ليهاجمون سفاراتهم فهذا خطيئة.. ورد المصريين كان قوياً وأكد أن جالياتنا المصرية لن تسمح لأحد بالاقتراب من سفاراتنا.
شدد السفير الشاذلى على أن ما حدث أمام السفارات المصرية معروف سببه، جماعة خائنة للوطن وتعمل ضد المصلحة الوطنية مشيراً إلى أن الإعلام الغربى يكيل بمكيالين عندما لا يتم التحدث عن ان إسرائيل وهى تقتل اكثر من 100 ألف وتهدم غزة وتقول إنها تدافع عن نفسها وتأتى على عضو فى السفارة يدافع عن سفارته وتتحدث عن ان هذا تجاوز وبالتالى فهى قمة المهزلة والمعايير الفاجرة فذلك الذى يحدث فى الخارج.
لكن ما فعله عضو السفارة فى نيويورك وكذلك الشاب المصرى فى لندن كان رسالة واضحة بأن السفارات المصرية لديها من يحميها، وسيكون هناك تعامل حاسم مع كل من يحاول المساس بها.
شدد على ان هناك مصريين مغرر بهم وهناك أجهزة معادية لمصر أيضاً تعمل لإحراج مصر وتشويه صورتها فليس هناك فعل يأتى من تلقاء نفسه فالفعل يأتى من تلقاء فاعل.
قال السفير أيمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الأسبق للمراسم والمزايا والحصانات الدبلوماسية إن السفارات المصرية فى الخارج شهدت حملة تحرش سياسى من قبل بعض المجموعات الإخوانية والمتطرفة فى الخارج التى تجهل دور مصر التاريخى فى نصرة القضية الفلسطينية ودورها فى إغاثة أهل غزة المحاصرين منذ قرابة العامين مؤكداً ان الهدف السياسى لهذه الجماعات هو إحراج الدولة المصرية وتعطيل آلة الدبلوماسية النشطة ومحاولة الاضرار ببعثاتنا والتعدى على املاكها ظنا منهم ان الخارجية المصرية سوف تتأثر من هذه الأفعال التى توصف بالصبيانية ولا تستند إلى شرعية أو فكر ولا تدخل ضمن نطاق حق التظاهر السلمى المتعارف عليه.
يلفت مشرفة أن ما حدث فى السفارة المصرية بنيوريوك كان ردًا حاسمًا. كما أن وقفات ومظاهرات المصريين دعماً لبلدهم أمام السفارات كان تأكيدًا على أن المصريين لن يتركوا وطنهم بل قادرون على الدفاع عنه، وهى رسالة من الجاليات المصرية بدعم بلدهم ضد أى استهداف.
أضاف السفير مشرفة أنه من المفترض ان تقوم دولة الاعتماد بتوفير الحماية للبعثة الدبلوماسية وفقاً للقانون الدولى والعرف الدبلوماسى الدولى مشيراً إلى انه يجب على دولة الاعتماد متابعة تلك الجماعات التى هى فى الأغلب محظورة قانوناً لأن بعض قادتها مدرجون على قوائم الإرهاب الدولي.
شدد على أن هذه الجماعات هدفها المستتر هى إحراج الدولة المصرية وتشويه الرصيد التاريخى فى نصرة القضايا العربية والفلسطينية بصفة خاصة جر مصر إلى مواجهات سياسية لا طائل من ورائها.
فيما أكد خبراء السياسة أن استهداف جماعة الإخوان الإرهابية لسفارات مصر بالخارج محاولة يائسة لتشويه الدور المصرى وتشكيك المصريين بالخارج فى جهود وطنهم لدعم القضية الفلسطينية ويقف وراءها مخطط خبيث لكن حالة الاصطفاف التى يعيشها الوطن تفشل هذه المخططات.
ترى الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن استهداف جماعة الإخوان الإرهابية لبعض السفارات المصرية دليل على إفلاسهم سياسياً واستمراراً لنهجهم الإرهابى المرفوض من قبل الدولة المصرية حكوما وشعباً، ومرفوض أيضاً من قبل القانون الدولى حبث تمثل هذه الاعتداءات صورة واضحة من صور الإرهاب العابر للحدود، وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولى واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
تتابع أن الهجوم على بعثه ومقر دبلوماسى له حصانة دولية يعد انتهاكها للقانون الدولى مشيرة إلى أن هدف جماعة الإخوان الإرهابية من وراء تلك المحاولات الفاشلة إثارة البلبلة، حول دولة يحترمها العالم وتقوم بدوريها الدولى والإقليمى ليسود العالم الاستقرار والسلام.
تستكمل أن مصر دولة ذات سيادة وتحظى باحترام المجتمع الدولى، واستهداف سفاراتها بالخارج هو استهداف ضد مصر لأنه طبقاً للقانون الدولى سفارات الدول هى امتداد للدولة و«القاهرة» تتعاون مع دول العالم لضمان سلامة بعثاتها الدبلوماسية.
والأهم أن المصريين كانوا كالعادة عند حسن الظن، ورفضوا أن يتركوا سفاراتنا بل تصدوا وأعلنوا أنهم لن يتسامحوا مع أى تجاوز.
يؤكد الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية أن استهداف جماعة الإخوان الإرهابية لسفارات مصر فى الخارج وراءه مخطط خبيث هدفه التشكيك فى الدولة المصرية ورموزها ومنها السفارات حيث تسعى الجماعة الإرهابية إلى تزييف الحقائق أمام المصريين بالخارج فى محاولة يائسة لتشويه دور بلدهم والادعاء كذبا بأن القاهرة لا تدعم الأشقاء فى غزة، لكن حالة الاصطفاف الوطنى الحالية تفشل كل هذه المخططات والمصريون بالخارج يعلمون جيداً أن مصر تبذل جهوداً كبيرة لدعم فلسطين.
يتابع د.سلامة أن «الإرهابية» كثيراً ما تتاجر بالقضية الفلسطينية وما يتم حالياً من استهدافهم للسفارات المصرية يفضح أكاذيبهم، فلو كانوا يسعون لنصرة فلسطين كما يزعمون لتظاهروا أمام سفارات إسرائيل التى تقصف غزة وتحاصرها، لكن ما يفعلونه يصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال مؤكداً على أهمية فضح الجماعة الإرهابية وتوضيح الحقائق للشباب حتى يعرفوا حقيقة هذا الجماعة التى تتاجر بالدين ولم تقدم للقضية الفلسطينية شيئاً على مدار التاريخ سوى الشعارات على عكس مصر التى قدمت دعماً كبيراً لفلسطين وما زالت حتى الآن تواصل جهودها لوقف الحرب فى غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
يضيف أستاذ العلوم السياسية أن التعامل مع مخططات جماعة الإخوان الإرهابية يحتاج إستراتيجية استباقية لمحاصرة الجماعة بالحقائق وتسليط الضوء على تاريخها المشين وأنها ليس لديها ولاء للوطن وتسعى لتحقيق أجندات خاصة مؤكداً على أهمية إنتاج المزيد من الأفلام الوثائقية لمواجهة الجماعة الإرهابية وفضحها ومواجهتها بقوة خاصة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
يتابع أن مصر نجحت فى مواجهة مخططات الجماعة وفضحتها وردت على كافة الأكاذيب التى تروجها الجماعة الإرهابية وأوضحت للرأى العام العالمى الجهود الكبيرة التى تبذلها لمساعدة الأشقاء فى فلسطين ووقف الحرب على غزة.
يشيد سلامة بموقف المصريين بالخارج الذين تظاهروا أمام سفاراتنا رداً على جريمة الجماعة الإرهابية، فأكدوا للعالم كله أن الرد سريع وأنهم لن يترددوا فى الدفاع عن السفارات المصرية.
يعتبر د.إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعه القاهرة أن استهداف جماعة الإخوان الإرهابية لسفارات مصر فى الخارج يهدف إلى إعطاء صورة سلبية عن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية فى محاولة فاشلة تصدى لها أبناء مصر بالخارج وفضحوا مخططات الجماعة الإرهابية مشيراً إلى أن إصرار «الإرهابية»على التظاهر أمام سفارات مصر بالخارج وليس أمام سفارات إسرائيل التى ترتكب على مدار عامين جرائم مروعة فى غزة يكشف الوجه القبيح للإخوان حيث إن مظاهراتهم تصرف النظر عن جرائم الاحتلال مما يؤكد على التناقض بين ما تدعيه الجماعة من أنها تناصر فلسطين ولكن ما يحدث على أرض الواقع يصرف النظر عن جرائم إسرائيل.
ويستكمل أن تظاهرات الإخوان أمام سفارات مصر بالخارج فضح الجماعة أمام الرأى العام الداخلى والعالمى فبدلاً من التظاهر أمام سفارات الدولة المعتدية على الفلسطينيين يستهدفون سفارات الدولة الداعمة والمساندة للأشقاء فى غزة.
يشير د.بدر الدين إلى أن استهداف الجماعة الإرهابية السفارات المصرية فى هذا التوقيت بالذات يخدم الأهداف الخبيثة التى تسعى لزيادة الضغوط على مصر بسبب موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين ولكن بفضل ثبات الموقف المصرى القوى والرافض لتصفية القضية الفلسطينية لم تحقق مثل هذه الضغوط شيئاً وستظل مصر الداعم الأكبر للأشقاء فى فلسطين ولن تسمح بتهجيرهم من أراضيهم.
ويشدد بدر الدين على أن موقف المصريين كان مشرفاً لأنهم وجهوا رسالة بأن سفاراتنا خط أحمر ولا تسامح مع الاقتراب منها.
يقول عصام شيحة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن استهداف جماعة الإخوان الإرهابية للسفارات المصرية فى الخارج جزء من إستراتيجية قديمة تسعى من خلالها الجماعة إلى إرباك الدولة المصرية وتشويه صورتها أمام الرأى العام الدولي.. فالسفارة بطبيعتها تمثل السيادة والرمزية الوطنية، ولذلك فإن الاعتداء عليها يُعتبر محاولة مباشرة لضرب هيبة الدولة فى عيون المجتمع الدولى، وإرسال رسالة مغلوطة بأن مصر غير قادرة على حماية مؤسساتها.
يتابع أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولى واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التى تُجرّم أى اعتداء على البعثات الدبلوماسية وتلزم الدول المضيفة بتأمينها. وبالتالى، ما تقوم به الجماعة الإرهابية وأتباعها ممارسات غير مشروعة تتعارض مع القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التى تزعم كذبا الدفاع عنها.
يستكمل أن هذه التحركات لا يمكن فصلها عن الدعم الإعلامى والسياسى الذى تحظى به الجماعة من بعض القوى الإقليمية، التى توظفها كورقة ضغط ضد الدولة المصرية، غير أن هذه المحاولات لم تعد تجد صدى لدى المجتمع الدولى، الذى بات أكثر وعيًا بخطورة توظيف الدين فى العمل السياسى، وبطبيعة الجماعة كتنظيم يفتقر للشرعية الشعبية.
يؤكد شيحة أن لدينا مشاهد مهمة مثل موقف الشاب المصرى فى لندن وكذلك فى هولندا ومن قبل ذلك التوجيهات الواضحة من وزير الخارجية بالحسم، ومظاهرات المصريين أمام سفاراتنا دعماً للوفود الدبلوماسية المصرية، كل هذا كان رداً قوياً ورسالة بأن المعاملة بالمثل هى الحل ولا تهاون مع أحد، لأن السفارات تجسد السيادة المصرية.. ومشاهد المصريين أمام سفاراتنا حيث يؤكدان قوة الدولة المصرية لن تتهاون مع أى محاولات للتجاوز فى حق سفاراتنا.
