تتميز العلاقات المصرية السعودية بالاستراتيجية والأبدية، والتنسيق المصرى السعودى على أعلى مستوي، خصوصًا فى ظل الأوضاع التى تعصف بالمنطقة.
فالعلاقات المصرية السعودية أبدية واستراتيجية، فمصر والسعودية هما كما نقول دائمًا جناحا الأمتين العربية والإسلامية، وبالتالى من الطبيعى فى ظل الأخطار والتهديدات التى تحيط بكل الدول العربية وبالمنطقة العربية والإسلامية، أن هذه الظروف والتحديات تجعل التنسيق على أعلى مستوي.
وتؤكد صفحات التاريخ أن مصر والسعودية، هما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربي، وعليهما يقع العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربي، والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التى تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربي.
وعلى الصعيد الإسلامى والدولي، حيث يؤدى التشابه فى التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية، ومن ثم كان طبيعيًا أن تتسم العلاقات السعودية – المصرية بالقوة والاستمرارية.
ازدادت العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية، رسوخًا فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وترجمت فى زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولى البلدين، بغرض تعزيز علاقاتهما ودعمها فى مختلف المجالات، فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين؛ بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها، وما يتعلق بها من تهديدات وتحديات، انطلاقًا من فرضية أساسية، تقوم على الرفض التام لكل التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية، أيًا كان مصدرها، كونها تشكل تهديدًا لاستقلال الأراضى العربية وسيادتها، وتفكيكًا لوحدتها الوطنية.
من هذا المنطلق، تدعم مصر والسعودية المبادرات السياسية والحلول السلمية لكل أزمات المنطقة، فى سوريا واليمن ولبنان وليبيا والسودان والأراضى المحتلة، وفقًا لقرارات مجلس الأمن والمبادرات الإقليمية والمرجعيات ذات الصلة؛ بما يحافظ على استقرار هذه الدول ووحدة ترابها الوطني، ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار لشعوب هذه الدول، بمعزل عن التدخلات الخارجية.
استثمار اللغة الدبلوماسية الرصينة فى التعامل والتى اعتمدها السيد الرئيس السيسى والملك سلمان وولى عهده، فى الكثير من القضايا والمواقف التى جمعت بينهم، باعتبارها أسلوباً مهمًا وناجحًا فى معالجة الكثير من قضايا المنطقة سواء فى اللقاءات الثنائية أو أمام المحافل والأروقة الدولية أو خلال الاجتماعات المشتركة، حيث تتكامل رؤى البلدان باعتبارهما أكبر قوتين عربيتين وإقليميتين فاعلتين، يربط بينهما تاريخ مشترك وطويل لخدمة القضايا العربية والإقليمية، اتسمت الرؤية المشتركة لقيادتى البلدين فى كثير من المواقف والأحداث بالحرص المشترك على مصالح المنطقة والحفاظ على الأمن القومى العربى بمواصلة التشاور والتنسيق إزاء أزمات المنطقة دفاعًا عن قضايا ومصالح الأمة.
وكان منذ ايام اللقاء الاخوى بين السيد الرئيـــــس السيسى والأميـــــر محمــد بن سلمان حيث تمت محادثات ومباحثات بين الرئيس السيسى وولى العهد، بمدينة نيوم، وتناولت سبل دعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، ومستجدات الأوضاع فى المنطقة، وفى مقدمتها تطورات الحرب فى قطاع غزة، إلى جانب الملفات المتعلقة بلبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، فضلاً عن أمن البحر الأحمر.