نتنياهو .. التوقف أو الانتحار
فى ظنى كل الحقائق على أرض الواقع وفى ضوء المعطيات والقدرات لا تستطيع إسرائيل اتخاذ قرار مواجهة الجيش المصرى وهناك اجماع من العسكريين الصهاينة على ذلك لأن ذلك فى ظل أوضاع جيش الاحتلال يعنى انتحاراً عسكرياً والأقرب هو تجدد الحرب مع إيران كما أن حالة الاقتراب المباشر.. وتموضع القوات لا تصب على الإطلاق فى صالح جيش الكيان المنهك والمستنزف والمحبط والفاقد لأى دوافع للقتال بعد ما يقرب من عامين على حروب على جبهات مختلفة بلا معنى وألحقت خسائر باهظة بدولة الاحتلال وجيشها.. لذلك فإن احتمالية اندلاع حرب مع إسرائيل على الأقل فى القريب تبدو ضعيفة.. لأن تل أبيب ليست لديها القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار أو حتى استفزاز مصر وايصالها إلى نقطة الصدام والحرب لأن إسرائيل فى هذه اللحظة ستدفع ثمناً قد يكلفها وجودها.. خاصة أن رسائل الجاهزية والردع المصرى جادة وليست لمجرد الاستعراض ولكن تنتظر الأمر بتنفيذ ما تكلف به من مهام.. فى المقابل أرى أن ما تقوم به إسرائيل من استفزازات أو حتى تصريحات أو ما يتردد عن خطط لاحتلال غزة فى إطار مخطط إجبار الفلسطينيين على إخلاء وترك القطاع والاتجاه جنوباً ناحية الحدود المصرية وهو ما حذرت منه مصر وقيادتها بشكل حاسم وقاطع واعتبرته «خطاً أحمر» ووضعت لاءات لا تراجع عنها.. لا تصفية للقضية الفلسطينية.. ولا تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة والضفة.. ولا مساس بالأمن القومى المصري.. ومصر لم ولن تستقبل الفلسطينيين فى إطار مشروع تهجير.. لأن ذلك ظلم لن تشارك فيه مصر ولن يحدث.. اذن مصر تتصدى للمخطط الصهيو- أمريكى ونجحت باقتدار على مدار عامين فى كونه لم يتحرك خطوة للأمام رغم الدعم الأمريكى الشامل واللامحدود والضغوط والوعود والتهديد والإغراءات والتحذيرات والابتزاز والاستجداء إلا أن مصر تقف مثل الجبل الشامخ لا تراجع ولا استسلام والتهجير لن يحدث أبداً.
الجميع فهم تماماً ما تخطط له إسرائيل من عمليات الإبادة والتجويع والحصار والتدمير الكامل لقطاع غزة للقضاء على أى مقومات للحياة فيه.. ودفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية والضغط على الحدود.. لكن الحقيقة الساطعة أن مصر لن تسمح بذلك وهنا ومازال التحذير المصري.. ان ذلك يعنى حرباً شاملة فى المنطقة.. وهو ما يجعل إسرائيل تفكر ألف مرة فى مواجهة مصر وجيشها العظيم أقوى جيش فى المنطقة.. ولعل الاختلاف بين المستويين السياسى والعسكرى فى إسرائيل يكشف أسباب رفض أو تحفظ أو عدم ترحيب جيش الاحتلال بتوسيع العمليات فى غزة لإعادة احتلالها قد يبدو الأمر للبعض ان تحذيرات اياك زامير رئيس الأركان الإسرائيلى تتعلق بأن الجيش منهك ومستنزف ومحبط وفقد دوافع القتال وهناك عجز ونقص فى الآليات والمدرعات والدبابات أو حتى من الاستنزاف على أيدى المقاومة ليس كل هذه الأسباب.. والحقيقة ان تحذيرات وتحفظ قيادات جيش الاحتلال على ما يريده نتنياهو ورفاقه المتطرفون هو الخوف من الصدام مع الجيش المصرى العظيم يدركون ان النتائج ستكون كارثية وكل ما يجرى من استعدادات وجاهزية وردع فى مصر تعنى ان القاهرة جادة فى الرد الحاسم على أى محاولات للمساس بأمنها القومى وقدسية أراضيها أو كسر خطوطها الحمراء.. والحقيقة هى جاهزية مرعبة وشاملة لأى عدو.. لذلك أقول ان أوهام وخزعبلات نتنياهو تتحطم على يد الجيش المصرى العظيم والأهداف لا تتحقق بالكلام أو الأمنيات والأوهام تحتاج قدرة لتنفيذها وتحويلها إلى واقع.. لذلك فإن قرار المواجهة مع الجيش المصرى العظيم بالنسبة لإسرائيل يبدو بعيد المنال.. وفى اعتقادى ان نتنياهو يتظاهر بالشجاعة بسبب الدعم الغريب من دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الذى يبدو انه متحمس لاحتلال غزة وهو لا يتوقف عن تأييد كل شيء يتعلق بإسرائيل ولا أدرى لماذا يطالب بجائزة نوبل.. وهناك شعب يباد ويحاصر ويموت قصفاً وجوعاً حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 62 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال و160 ألف مصاب وآلاف المفقودين والقطاع تحول إلى مجرد أطلال.
اياك زامير رئيس الأركان الإسرائيلى حذر من خطر كبير من احتلال غزة وطالب نتنياهو بقبول صفقة ويتكوف بل ويتحفظ على استمرار العملية العسكرية فى القطاع.. هذا هو القرار أو الرؤية العسكرية فى إسرائيل.. لذلك ظنى ان إسرائيل على غير عادتها تحاول ممارسة سياسة النفس الطويل لكن حالة الجنون والاضطراب والتوتر الإسرائيلي.. وهذا يظهر فى الإعلام العبرى بوضوح من قوة وجاهزية وردع الجيش المصرى وكيف وصل ليكون أقوى جيوش المنطقة وأحد أقوى جيوش العالم وسط تحذيرات من مصير أسود على الصهاينة إذا أقدموا على استفزاز الجيش المصري.. كل ذلك يكشف حالة من الفزع والهلع داخل الكيان من مصر.. لذلك أتوقع ان الضغط السياسى والدبلوماسى سيؤديان إلى ايقاف أوهام نتنياهو مع ضغوط الداخل فى إسرائيل.. وسوء حالة جيش الاحتلال ومخططات وتحذيرات قادمة.. كل ذلك يؤكد قوة وقدرة مصر.. ولن تستطيع أى قوة ان تمس سيناء أو أمن مصر القومي.. فالأمر محسوم منذ زمن وجرى الاستعداد له على مدار 12 عاماً بأعلى درجات بناء القوة والقدرة والردع.. وما نراه فى جيشنا العظيم هو جيش قوة عظمي.. وأمة عظيمة ورؤية واستشراف الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بناء القوة والقدرة والردع بلا حدود للحفاظ على السلام ومنع الحرب واجهاض المخططات ودحر كل من تسول له نفسه المساس بمصر أرضها وأمنها القومي.. فمصر ليست لقمة سائغة لمن لم يقرأ التاريخ.. وقوة الحاضر لذلك تحية إجلال وتقدير لهذا القائد العظيم.. فالإقدام أو التفكير على مواجهة الجيش المصرى يعنى انتحار إسرائيل.. وواشنطن لن تنساق وراء أوهام الكيان.. فمازالت مصر تحظى بالاحترام والتقدير والوقار والندية من الولايات المتحدة.. ولم يصدر من واشنطن أى قرار يلحق الضرر بمصر.. بل هناك تعاون عسكرى فى مجال التسليح والتدريب والمشترك.. «النجم الساطع» سينفذ هذا العام بأكبر عدد من الدول المشاركة إلى جانب مصر والولايات المتحدة وبأكبر عدد من القوات.. صدقت سيادة الرئيس السيسى «والعفى محدش يقدر ياكل لقمته» حسمتها من بدري.. وصدقت «سيناء أرضنا احنا نموت كلنا ولا حد يقرب من أرضنا» مفيش أى تهديد خارجى تخافوا منه يا مصريين.