يتواصل الخلاف داخل جيش الاحتلال حول ملف الرهائن واحتلال غزة؛ إذ يدعو رئيس الأركان إيال زامير لإبرام صفقة جزئية مع حماس الآن، ما قد يؤجل أو يلغى الحاجة لاحتلال كامل للمدينة عندما تتضح نتائج المفاوضات الشاملة لإطلاق سراح الاسرى ووقف الحرب بعد إبرام الصفقة الجزئية.
أما الجنرالات واللواءات فى مناصب قيادية ميدانية رفيعة، فتزعم أنه ينبغى السعى إلى التوصل إلى صفقة شاملة بشكل مباشر، حيث يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويتم الاتفاق على شروط لإنهاء الحرب تكون مقبولة لدى الحكومة الإسرائيلية، ويتم وضع حد لحكم حماس فى قطاع غزة، وتحصل المستوطنات المحيطة على الأمن على المدى الطويل.
وحسب صحيفة يديعوت احرنوت، تؤيد المجموعة الأولى من الضباط بقيادة رئيس أركان الجيش، إيال زامير، التوصل إلى اتفاق جزئي، وإرجاء تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة إلى وقت لاحق. وتعتبر المجموعة الثانية، المؤلفة من ضباط برتبتى لواء وعميد، أنه ينبغى احتلال مدينة غزة ثم السعى مباشرة إلى اتفاق شامل حول تبادل أسرى وشروط إنهاء الحرب بحيث تكون مقبولة على إسرائيل، وإنهاء حكم حماس فى قطاع غزة.
ويتفق الطرفان فى هيئة الأركان على أن احتلال غزة قد يبقى خيارًا مطروحًا لاحقًا، لكن الأولوية حاليًا هى تحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب عبر المفاوضات، بالتوازى مع تصعيد الضغط العسكرى على حماس وإجلاء نحو ربع مليون مدني.
فى الوقت نفسه، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر ما وصفه بمحاولات متزايدة لفرض حل سياسى على إسرائيل من خلال إقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن هذا التوجه يمثل خطرا على سكان المراكز الإسرائيلية.
وقال ساعر فى نيويورك خلال «مؤتمر الرؤساء»، وهو المنظمة الجامعة للمنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة: «أعتقد أننا الآن فى وضع استراتيجى أفضل مما كنا عليه قبل عامين. لقد ضعف المحور الإيرانى الذى كان يحاصر إسرائيل عسكريا بشكل كبير. لكن ما كان حصارا عسكريا يتحول الآن إلى محاولة حصار سياسى على دولة إسرائيل بهدف واضح: فرض دولة فلسطينية علينا».
ووصف الوزير هذا السيناريو بأنه «حل انتحاري» بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا أن تل أبيب لا يمكنها القبول بمثل هذا الطرح. وأضاف: «إذا أقيمت دولة فلسطينية فى القدس والضفة الغربية، فإن جميع المراكز السكانية الإسرائيلية تعيش فى خطر».
يأتى هذا بينما، خرج عدد من المتظاهرين فى عدة مناطق بإسرائيل؛ للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس وعودتهم من قطاع غزة.
وأغلق المتظاهرون عدة طرق رئيسية، من بينها الطريق السريع رقم 40 شمالاً قرب تقاطع بيلو، والطريق الساحلى قرب تقاطع ياناى جزئيًا جنوبًا، بالإضافة إلى الطريق السريع رقم 1 فى منطقة تقاطع نيشاريم، وفقًا لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
ودعت عائلات المحتجزين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى «التوقف عن المماطلة ووضع العراقيل فى المفاوضات»