وكأن الناس كانت ناقصة «سوشيال ميديا».. ده كل واحد «الغنى والفقير» عنده شوية التزامات تهد الحيل ومشغوليات محتاجة وقت فوق الوقت.. ومع كده تلاقى الواحد مبحلق فى الموبايل سواء وهو ماشى فى الشارع ومش مهم عربية تخبطه أو سايق عربية أو موتوسيكل أو توكتوك ويعمل حادثة أو قاعد على الكنبة أو ممدد فى سريره وناسى أسرته أو فى شغله.. وللأسف أصبحت أمر واقع وواكلة الدماغ ومهمة عن الشغل وأكل العيش.. وكمان بقت سبب مشاكل الزوجين وارتفاع حالات الطلاق وفشل الأبناء لأنها أصبحت أهم أولويات المعيشة.. واتحدى أى واحد أو واحدة يعيش لحظة من غير شحن باقة الموبايل قبل الأكل والشرب والمتطلبات الضرورية.. بالبلدى كده بقت مدمرة للحياة..
فى الغرب الوضع مختلف.. استخدام السوشيال فى الوقت المناسب ومش طول النهار وعشان معرفة ومتابعة الأخبار والتواصل بين الناس وبعضها أو مشاهدة فيديوهات مهمة أو لتسجيل معلومة.. لكن عندنا فى العالم العربى بقت مصدرأزمات وشائعات تخرب «دولاً ومجتمعات» والعلاقات الاجتماعية بكل أنواعها ووسيلة مهمة لإطلاق التهم الكفيلة بالسجن.. وكمان بقت أحد أهم أسباب ارتكاب لجرائم لم نكن نعلمها.. وكله كوم والمصيبة اللى اسمها «تيك توك» كوم تانى خالص.. سهل قوى تفتح الكاميرا وتقعد تهبد فى شوية كلام ومعلومات غلط وتعمل التريند وتولع الدنيا وتلطخ سمعة ناس وتهبش الدولارات من مسئولى التطبيق.. أو تنزل فيديوهات قليلة الأدب وتعمل نسبة مشاهدة عالية وبرضه تهبش الدولارات.. طيب محدش سأل نفسه «أصحاب التطبيقات دى من فيس ويوتيوب وتيك توك.. بيستفادوا إيه أما يدفعوا كل الدولارات دى..؟!!».. شوف إنت بقى.
ومع هذا.. هناك استفادة صغيرة من السوشيال ولكنها مهمة مثل معرفة حالات الوفاة وموعد أعياد الميلاد والأفراح وهى مناسبات تحتاج للمجاملات الإنسانية.. ونشر مقالات أو مشاركة الآخرين فى أمور مهمة.. أو العثور على شخص عزيز عليك انقطع التواصل بينكما منذ فترة.. لكن ما نشاهده الآن شيئاً لا يطاق وغير مقبول وكل واحد بيشيل قربة مخرومة بتخر على دماغه..
بقيت كلمة حق.. وهى الإشادة بما تفعله أجهزة وزارة الداخلية من سرعة ضبط المخالفات بجميع أنواعها فى وقت قياسى رائع.. ولكن «إيد واحدة ماتصقفش»..!!