العمل مع أحمد خالد صالح ومريم الجندى كشف عن «كيمياء» فنية نادرة
حوار : أشرف توفيق
يؤمن المخرج جمال خزيم أن الدراما المصرية بحاجة ماسة إلى ضخ دماء جديدة تكسر القوالب التقليدية وتمنح الجمهور تجارب بصرية وإنسانية مختلفة. وفى أحدث مشاريعه بمسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، خاض خزيم تحديًا استثنائيًا من خلال إخراج حكايتين مختلفتين تمامًا: «فلاش باك» التى حملت عمقًا نفسيًا وسوداوية وحكاية «Just You» لتارا عماد، عمرو جمال التى تنبض بروح الشباب وإيقاع عصرى سريع. وفى حواره مع «الجمهورية»، يكشف خزيم عن كواليس هذه التجربة، وكيف أدار العمل مع الكاتب محمد حجاب، وعن الكيمياء التى جمعته مع النجم أحمد خالد صالح والفنانة مريم الجندى، وردود الأفعال التى فاقت كل توقعاته كما يتحدث عن التحديات التى واجهها فى تقديم حكايتين مختلفين فى الروح والزمن، يؤكد خزيم أن العمل قدم وجوهًا جديدة ومواضيع جريئة.
> متى بدأت تحضيرات العمل وماذا يميز هذه التجربة؟
>> بدأنا التحضير من شهر رمضان الماضى أى قبل حوالى 7 أشهر. وما يميز هذه التجربة هو أننا كنا نمتلك السيناريو كاملًا منذ اللحظة الأولي، وهذا أمر نادر الحدوث، لأنه يسمح لك بالعمل على كل تفصيلة وأنت على علم بالنهاية. ساعدنى ذلك على توظيف كل عنصر فى مكانه الصحيح، بدءًا من اختيار فريق التمثيل وصولًا إلى التصوير والموسيقي.
> هل كان اختيارك لإخراج الحكايتين قرارًا شخصيًا؟
>> حكاية «فلاش باك» كانت جذابة من أول صفحة، مكتوبة ببراعة شديدة من محمد حجاب، وشدّنى فيها الجانب النفسى والإنساني، بالإضافة للبنية الدرامية المحكمة. أما حكاية «Just You»، فتم ترشيحى لإخراجها من شركة الإنتاج، وشعرت من أول جلسة أنها تجربة تستحق.
> كيف تعاملت مع نص الكاتب محمد حجاب فى حكاية «فلاش باك»؟
>> محمد حجاب كاتب شديد الحساسية، يأخذك إلى عوالم داخلية للشخصيات وليس مجرد قصص تحدث حولهم. عملنا معًا بشكل مكثف فى مرحلة التحضير، وكان بيننا حوار دائم حول كل مشهد. السيناريو كان غنيًا باللقطات التى يمكن ترجمتها بصريًا بشكل ثري، وهذا ساعدنى كمخرج على تقديم عمل عميق.
> العملان ينتميان إلى زمنين مختلفين.. هل شكل ذلك تحديًا على المستوى البصري؟
>> بالتأكيد. «فلاش باك» تحمل أجواء نفسية وأحيانًا سوداوية، وكان من المهم أن أخلق مناخًا بصريًا يناسب ذلك، خاصة وأن الحكاية تحتوى على استرجاعات زمنية ومشاعر غير مرئية تحتاج لأن تُترجم بصريًا. أما «Just You» فهى عمل حديث بإيقاع أسرع وطاقة شبابية واضحة. هذا التنوع جعلنى أعمل كما لو أننى أصنع فيلمين منفصلين وليس مسلسلًا واحدًا.
> كيف تصف تجربتك مع أحمد خالد صالح ومريم الجندى فى «فلاش باك»؟
>> أحمد ممثل له ثقل فنى وملتزم إلى أقصى درجة. يمتلك قدرة على التحول بين المشاعر ويفهم المخرج دون الحاجة إلى شرح مطول. أما مريم الجندي، فكانت مفاجأة سعيدة جدًا، فهى شخصية فنية بامتياز تجمع بين الرقص والرسم فى أدائها، واستطاعت أن توصل ذلك بصدق. كانت هناك كيمياء حقيقية بينهما، وهذا انعكس بشكل إيجابى على الشاشة.
> هل ترى أن الاعتماد على وجوه جديدة يمثل مجازفة؟
>> على العكس تمامًا. نحن بحاجة لتجديد دماء الدراما على سبيل المثال فى حكاية «Just You» مثلاً، عندنا تارا عماد، عمرو جمال، بسمة داوود، وغيرهم من الشباب. قدموا شخصياتهم بثقة وحماس. لو مشينا ورا فكرة المجازفة مش هنعرف نكسر القوالب اللى الجمهور زهق منها.
> وماذا عن حكاية «just you» التى بدأ عرضها على قناة Dmc ومنصة «Watch it»؟
>> الحمد لله الحلقات الأولى لاقت ردود فعل إيجابية وتجسد الفنانة تارا عماد شخصية صحفية طموحة تُدعى «سارة»، تبدو أمام الجميع أنها قوية ومتماسكة، لكنها فى الحقيقة تخفى هشاشة داخلية وتعقيدات نفسية مع تطور الأحداث واسم المسلسل يعبر عن واقع كثير من الأشخاص، ممن يُخفون مشاعرهم خلف قناع من الصلابة».. واراهن على نجاح باقى الحلقات كما نجحت حلقات «فلاش باك» من قبل.
> وكيف كانت ردود الافعال على «فلاش باك»؟
>> بصراحة، فاقت توقعاتي. كان تفاعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعى قويًا جدًا، واللوك المختلف لأحمد خالد صالح لفت الانتباه. هذا يؤكد أن الجمهور أصبح واعيًا ويحب أن يرى شيئًا مختلفًا حتى قبل عرض الحلقة الأولي. أنا متفائل جدًا بتجربة «ما تراه ليس كما يبدو»، لأنها حقًا لا تشبه أى عمل آخر.