مشروع الأنفاق ركيزة لتنمية وتعمير سيناء.. ومتحف القناة شاهد على عظمة الأجداد

قناة السويس هرم مصر الرابع والعمود الفقرى والشريان الاكبر للاقتصاد المصرى، وهى وديعة الاجداد لمستقبل الاحفاد، ومن اهم الممرات المائية على مستوى العالم ولها أهميتها الكبرى فى مجال التجارة العالمية لأنها توفر المسافة بين الشرق والغرب، كما تظل قناة السويس شاهدة على عبقرية الإنسان المصرى وشاهدة على عظمته في تحقيق المستحيل.
ومن منطلق دور هيئة قناة السويس الرائد فى دعم وتنمية عجلة الاقتصاد المصرى وكذلك مشاركتها المجتمعية وخدمة ابناء الشعب المصرى ودعم ورعاية العقول والنوابغ من الطلاب المصريين، استقبلت الهيئة أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية فى رحلة نظمتها جريدة «الجمهورية» للطلاب لتحفيزهم على استمرار تفوقهم العلمي وضرورة معرفة الطلاب النوابغ لأهم المشروعات الناجحة فى مصر وهى قناة السويس.
استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس الطلاب الاوائل فى مبنى المحاكاة والمهندس طارق لطفى رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر والوفد المرافق له من القيادات الصحفية بجريدة «الجمهورية»، بحضور الفريق اشرف عطوة نائب رئيس الهيئة، وقاما بالترحيب بالطلاب وتقديم التهنئة إلى الطلاب وكذلك الشكر لجريدة «الجمهورية» على حرصها الدائم منذ عشرات السنين على استمرار تلك الرحلة، ويأتى ذلك فى إطار التعاون المثمر بين هيئة قناة السويس وجريدة «الجمهورية».
شارك فى اللقاء رضا العراقى مدير التحرير، وخالد صلاح مدير التحرير، ومحمد الصايم مدير التحرير رئيس قسم التعليم، ونسرين صادق مدير تحرير جريدة «الجمهورية»، ومحمد جبر مدير مكتب الجريدة بالإسماعيلية، إلى جانب عدد من قيادات ومحررى الجريدة.
قدم الفريق أسامة ربيع خالص التهنئة لأوائل الثانوية العامة لحصولهم على المراكز الأولى تكليلاً لجهودهم ومثابرتهم فى الدراسة، مؤكداً أنهم يقدمون مثالاً يحتذى به فى الاجتهاد والطموح، ومتمنياً لهم دوام النجاح والتوفيق فى رحلتهم الجامعية وبناء مسيرة تعليمية وعلمية مشرقة.
وجه رئيس الهيئة رسالة إلى الطلاب بأهمية مواصلة بذل الجهد فى مسيرتهم العلمية، وتطوير قدراتهم، واكتساب المهارات المعرفية، ومواكبة التطور السريع للتكنولوجيا فى مختلف المجالات ليكونوا واجهة مشرفة لمصر.. وأكد حرص الدولة ومؤسساتها على دعم المتفوقين وتوفير كل أوجه الرعاية اللازمة لاستثمار طاقات وعقول الشباب لضمان مستقبل أفضل للبلاد.
تطرق «ربيع» إلى أهمية قناة السويس باعتبارها أحد أهم الصروح الوطنية الراسخة فى وجدان المصريين، مشيراً إلى التضحيات الجليلة التى قدمها الأجداد للحفاظ عليها وتطويرها، حتى أصبحت الممر الملاحى الأهم للربط بين الشرق والغرب.
شاهد الطلاب خلال الزيارة عروضاً تقديمية وأفلاماً تسجيلية تسرد تاريخ قناة السويس وتبرز أهميتها الإستراتيجية، كما شملت الجولة زيارة أنفاق الإسماعيلية «تحيا مصر» ومتحف قناة السويس، قبل القيام بجولة بحرية للتعرف على حجم الإنجاز على أرض الواقع.

زار الطلاب أنفاق «تحيا مصر» العملاقة، التى تمت إقامتها أسفل قناة السويس القديمة والجديدة واستمعوا لشرح حول أهميتها، حيث تعتبر بمثابة النواة الحقيقية لتعمير أرض الفيروز، فهى من أضخم المشروعات القومية التى أقامتها الدولة المصرية بتوجيهات خاصة من القيادة السياسية العاشقة لتراب سيناء، حيث تمثل جسور الربط الحقيقية ما بين الوادى والدلتا وأرض سيناء.
تأتى أهمية المشروع العملاق من خلال دوره فى حركة نقل السكان من الوادى والدلتا إلى تعمير أرض الفيروز وإعادة التوطين بها، مما يسهم فى دعم الأمن القومى للدولة المصرية عن طريق توفير بنية تحتية متطورة تربط بين الطرق الحيوية وتؤمن ممر قناة السويس العالمى، ويعتبر من أهم عوامل جذب الاستثمار والمستثمرين إلى المناطق المختلفة فى سيناء.
كما تعتبر أنفاق الإسماعيلية جزءاً مهماً من منظومة الأنفاق الرئيسية التى شرعت الدولة المصرية فى إنشائها أسفل قناة السويس من أجل زيادة التنمية والاستثمار داخل سيناء، حيث يوجد نفقان فى محافظة بورسعيد ومثلهما فى السويس، وتم شق نفق جديد مواز لنفق الشهيد أحمد حمدى.
كما زار الطلاب متحف قناة السويس حيث تأسس مبنى متحف قناة السويس فى عام 1862 كمقر إدارى لشركة قناة السويس، بأمر من المهندس الفرنسى فرديناند ديليسبس، الذى أشرف على حفر القناة، واكتمل افتتاح المبنى فى عام 1869 بحضور الخديو إسماعيل، ما جعله نقطة ارتكاز لإدارة المشروع الضخم، ومساهماً فى بناء مدينة الإسماعيلية التى أنشئت حوله.
شهد المبنى خلال تاريخه سلسلة توسعات لتلبية الاحتياجات المتزايدة، فى أعوام 1906، 1911، 1920، 1924، و1946، ليظل مركزاً حيوياً خلال فترات مهمة من تاريخ القناة، بما فى ذلك فترة تأميمها فى عام 1956 التى شكلت نقطة تحول وطنية وسياسية كبيرة.
الهيئة اتخذت قراراً لتحويله إلى متحف يوثق تاريخ القناة من بدايات الحفر وحتى افتتاح قناة السويس الجديدة فى 2015، ليصبح مرجعاً ثقافياً مهماً يعرض كل مراحل هذا المشروع الضخم.
تبلغ مساحة المتحف الإجمالية 10 آلاف متر مربع، منها 5،500 متر مربع مساحات مبنية، و1،200 متر مربع بدروم، ويحتوى على شبكة أنفاق داخلية كانت جزءاً من التصميم الأصلى للمبنى، وتضمنت أعمال الترميم كشف الألوان الأصلية، وترميم الأخشاب، وإعادة تأهيل الأبواب والنوافذ، مما أعاد للمبنى رونقه التاريخى.
يضم المتحف نحو 2000 قطعة أثرية، موزعة على 12 قاعة عرض، تستعرض تاريخ القناة منذ عهد الفراعنة، مروراً بالافتتاح الأيقونى عام 1869، ثم التأميم، ووصولاً إلى مشروع قناة السويس الجديدة، مما يجعل المتحف مرجعاً هاماً لتاريخ الممر المائى الأهم فى العالم.
يستقبل المتحف يومياً زواراً من مختلف الجنسيات، ويعد مركزاً ثقافياً وسياحياً يعكس أهمية قناة السويس كممر بحرى عالمى، ويسهم فى رفع الوعى بقيمة القناة الاقتصادية والسياسية والتاريخية.
اختتم الطلاب زيارتهم للهيئة العريقة بجولة بحرية فى قناة السويس الجديدة، تم خلالها شرح وتعريف الطلاب بمدى اهمية قناة السويس الجديدة، وكيف تم حفرها فى أقل من عام بعزيمة مصرية ودعم من القيادة السياسية الحكيمة، حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الخامس من أغسطس 2014 إشارة البدء لحفر قناة السويس الجديدة، معلناً عن مشروع قومى يستهدف مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمجرى الملاحى ورفع مكانة مصر على خريطة التجارة العالمية. جاء ذلك خلال احتفالية كبرى بمدينة الإسماعيلية، شهدت توقيع وثيقة بدء التنفيذ وسط متابعة إعلامية واسعة.
أنجزت الدولة المشروع فى 12 شهراً فقط بدلاً من ثلاث سنوات كانت متوقعة، محققة بذلك أحد أسرع معدلات التنفيذ فى تاريخ المشروعات القومية المصرية.
أنهت فرق العمل الحفر والتكريك فى 29 يوليو 2015، قبل أيام من موعد الافتتاح الرسمى، وهو ما عكس حجم التخطيط والانضباط الذى رافق التنفيذ.
امتد المجرى الجديد بطول 72 كيلو متراً، منها 35 كيلو متراً حفراً جافاً لإنشاء التفريعة الجديدة، و37 كيلو متراً توسعة وتعميقاً لتفريعات البحيرات المرة والبلاح.. سجلت المعدات أرقاماً قياسية برفع ما يزيد على 250مليون متر مكعب من الرمال فى أعمال الحفر، وأكثر من 242 مليون متر مكعب فى أعمال التكريك.
تم تمويل المشروع بتكلفة بلغت 8.2مليار دولار، جرى جمع معظمها من المواطنين المصريين عبر شهادات استثمار.
فى نهاية الرحلة، توجه المهندس طارق لطفى رئيس مجلس الادارة بخالص الشكر والتقدير إلى الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة على حسن الاستقبال والدعم الواضح من الهيئة وقيادتها الى الطلاب المتفوقين مؤكدا ان قناة السويس ستظل وتبقى هى اهم الروافد الاقتصادية فى حياة الشعب المصرى وصرحاً وطنياً عملاقاً، كما وجه التهنئة إلى الفريق اسامة ربيع على ثقة القيادة السياسية فى شخصه الوطنى النبيل ومد خدمته لمدة عام آخر، متمنياً له دوام التوفيق والنجاح، وأن يحفظ الله قناتنا العريقة من كل مكروه وسوء.