قد تكون الحسنة الوحيدة لاتحاد الكرة ورابطة الأندية هى الحرص على بدء مسابقة الدورى مبكرا وقبل شهر تقريبا من الارتباطات الدولية المهمة.
كان المنتخب يدفع الثمن غاليا بسبب الخلل فى مواعيد انطلاق وختام بطولة الدوري.. خصوصا لو كانت هناك ارتباطات دولية فى شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر.. حيث كان اللاعبون الدوليون يعانون الإرهاق إذا لعبوا مع المنتخب فى يوليو حيث يكون الدورى فى نهايته أو يعانون نقص اللياقة والفورمة الفنية إذا لعبوا فى سبتمبر أو أكتوبر حيث يكون الدورى لم يبدأ بعد أو يكون فى بدايته!!
وكم من مرة خرجنا من تصفيات المونديال بسبب هذا الخلل فى مواعيد انطلاق وانتهاء مسابقة الدوري!!
وإذا كنا قد أشدنا بقرار الرابطة واتحاد الكرة فإن الجهاز الفنى للمنتخب هو من أجبر الرابطة والاتحاد على ذلك.. لأن هذا من صميم عمله وخططه.. وبالفعل أصر على انطلاق الدورى مبكرا بحيث تلعب فيه خمسة أسابيع حتى يصل اللاعبون إلى فورمة بدنية وفنية معقولة قبل مباراتى الحسم مع إثيوبيا بالقاهرة وبوركينا فاسو بواجادوجو يومى 5 و9 سبتمبر المقبلين فى التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
وما يطمئن النفس أن مباريات الدورى بدأت ساخنة وحفلت بالمنافسة القوية بين كل الفرق لدرجة أنك لا تستطيع أن تتنبأ بنتيجة أى مباراة حتى لو كان هناك فارق كبير فى الإمكانات الفنية وقيمة وحجم النجوم بدليل سقوط الكبار الأهلى والزمالك وبيراميدز فى فخ التعادل مع فرق أقل فى المستوى وأسماء النجوم.
هذا التنافس المحلى الشديد بلا شك سيسهم فى اكتساب اللاعبين الدوليين الفورمة البدنية والفنية والذهنية التى تجهزهم لخوض غمار التحديات الدولية.
ولأول مرة ينطلق دورينا فى أغسطس تزامنا مع انطلاق الدوريات الأوروبية مما يحفظ التوازن بين نجومنا المحليين والمحترفين فى الخارج وهو لم يكن يحدث من قبل.
ومن حسن الحظ فإن المنتخب سيلعب مباراته الأولى مع منتخب أثيوبيا يوم 5 سبتمبر قبل أن يلعب مباراته الصعبة والحاسمة مع بوركينا فاسو يوم 9 سبتمبر.. ومع احترامى وتقديرى للمنتخب الأثيوبى فإنه سيكون خير إعداد واستعداد للخيول البوركينية التى تعود لملعبها من جديد.
هذا ليس معناه أن ندخل مباراة أثيوبيا بثقة زائدة.. بل على العكس يجب أن نحذر تماما لأن هذا الفريق يلعب بعشوائية تسبب إرباكا للمنافس.
ويجب على الجهاز الفنى أن يخطط جيدا لهذه المباراة وعلى اللاعبين أن يقدموا مباراة تليق باسم المنتخب وما يضمه من أسماء كبيرة فى مقدمتهم الأسطورة محمد صلاح نجم الكرة العالمية وأحسن لاعب وهداف الدورى الإنجليزى ومعه عمر مرموش نجم مانشستر سيتي.
ننتظر أن يملأ الجمهور استاد القاهرة فى الخامس من سبتمبر وأن يقدم المنتخب عرضا قويا ويحقق فوزا عريضا يرعب الخيول البوركينية فى موقعة الحسم والتى أتوقع أن تكون بوابة العبور للمونديال سواء بالفوز أو التعادل على أقل تقدير.. ولكن يهمنا جدا الحصول على النقاط الست فى المباراتين حتى نصل للنقطة الـ22وبالتالى نقطع تذكرة التأهل دون النظر لنتيجة مباراتى الفريق الأخيرتين أمام جيبوتى وغينيا بيساو.