الخارجية الفلسطينية تحذر من المخاطر المترتبة على إعادة احتلال القطاع
مظاهرات حاشدة فى أستراليا.. للتنديد بالمجازر ورفضًا للإبادة
قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن الوقت قد حان لكى تستيقظ الحكومات والسياسيون فى العالم للتصدى للكارثة فى قطاع غزة وذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة فى القطاع أمس إن عدد شهداء سوء التغذية ارتفع إلى 289 شهيدا .
وأضاف ليندماير أن الوضع فى القطاع الفلسطينى تجاوز حد المجاعة، مؤكدا أن إنهاء مأساة غزة رهن بوجود إرادة سياسية لفتح المعابر أمام المساعدات.
من ناحية أخري، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، إطلاق سراح أحد موظفيها بعدما احتجزه الجيش الإسرائيلى لأكثر من 4 أسابيع فى القطاع. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، فى منشور على منصة «إكس»: «نشعر بارتياح بالغ لإطلاق سراح زميلنا، الذى كان محتجزاً منذ 21 يوليو فى غزة». وجدد الدعوة لحماية جميع موظفى المنظمة والعاملين فى المجال الصحى والإنساني.
ميدانيا، قال سكان فى غزة إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفت الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة غزة، ودمرت مبان ومنازل، فى الوقت الذى توعد فيه القادة الإسرائيليون بالمضى فى الهجوم المخطط له على المدينة.
وأفاد شهود بسماع دوى انفجارات لم تتوقف طوال الليل فى حيى الزيتون والشجاعية، وقصفت الدبابات منازل وطرقا فى حى الصبرة القريب، وفجرت القوات الإسرائيلية عدة مبان فى مدينة جباليا الشمالية.
وأفاد مراسلون بمقتل عشرات الشبان أثناء تسلمهم مساعدات إنسانية فى منطقة زيكيم شمال القطاع، إضافة إلى محور نتساريم وسط القطاع.
ووصل إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية جثامين 64 شهيدا و278 مصابا. وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 62 ألفا و686شهيدا و157 ألفا و951 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
كان جيش الاحتلال أعلن تصعيد العمليات العسكرية فى قطاع غزة، إذ وسَّع الهجوم فى مخيم جباليا شمالى القطاع، مستهدفا ما وصفه بـ»البنى التحتية العسكرية لحركة حماس» ومنع عناصرها من العودة إلى المنطقة.
وواصل الاحتلال نسف المنازل السكنية، مستخدما الروبوتات المفخخة فى عمليات التفجير، فى وقت كثفت المدفعية من قصف وسط المخيم بشكل عنيف.
وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن قوات اللواء 401 عادت خلال الأيام الماضية إلى جباليا؛ لتنفيذ عمليات عسكرية دقيقة، تهدف إلى ضرب القدرات العسكرية لحماس وتدمير شبكات الأنفاق والمنشآت التابعة لها، على حد قوله، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
كما شنَّ الطيران الحربى الإسرائيلى سلسلة غارات مكثفة على مخيم جباليا.
فى السياق، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش «غير مستعد لاستنزاف قواته فى غزة» رغم الضغوط المتزايدة من المستويات السياسية.
وفى الداخل الإسرائيلي، أعلنت عائلات الأسرى بدء أسبوع من التصعيد الاحتجاجي، واستعدادا لما سمته بيوم التضامن غدا الثلاثاء.
فى الوقت نفسه، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن التقييمات الحالية تشير إلى وجود رهينة واحدة أو اثنتين على الأقل فى حالة طبية حرجة.
وتشير المعلومات بحسب القناة إلى أنهم يعانون من وضع صحى يهدد حياتهم بشكل حقيقي. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تدرك أن الناجين فى غزة لا يحصلون إلا على القليل من الطعام وأنهم فى وضع صعب، لكن التقييم الحالى للوضع يشير إلى وضع أكثر صعوبة بالنسبة لواحدة أو أكثر من المختطفين.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس إنها تواصل حراكها السياسى والدبلوماسى والقانونى الدولى لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لوقف جرائم الإبادة والتهجير والضم، وتقوم بالبناء على الإعلان الأممى بوجود مجاعة حقيقية فى قطاع غزة لحث الدول والمجتمع الدولى على تحمل مسئولياتهم القانونية والأخلاقية لوضع حد لها.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، فى بيانٍ، أن المجاعة فى القطاع ليست طبيعية أو ناتجة عن شح الإمكانيات، بل هى سياسة إسرائيلية متعمدة تندرج فى إطار ارتكاب جريمة استخدام التجويع كسلاح فى الحرب.
وشددت على أن الفشل الدولى فى وقف المجاعة فورا يضرب المنظومة الأخلاقية للدول والمجتمع الدولي، خاصة فى ظل توفر القناعة لدى المنظمات الأممية المختصة ومطالبها بضرورة عدم إخضاع حسابات الإنسانية لحسابات السياسة والمصالح.
وحذرت الخارجية الفلسطينية من المخاطر المترتبة على إعادة احتلال مدينة غزة ونتائجه الكارثية فى تعميق الإبادة والمجاعة واتساعها لتشمل انهيار مرتكزات الحياة لأكثر من 2 مليون مدنى فلسطينى فى القطاع، متسائلة: «ماذا يريد المجتمع الدولى أكثر من الإعلان الأممى بحقيقة ارتكاب إسرائيل للمجاعة حتى ينتصر لما تبقى من مصداقية لمبادئه وقوانينه ومؤسساته؟».
وطالب البيان بإجراءات دولية حازمة وترتيبات عملية ملزمة لإنقاذ الحياة فى قطاع غزة والتحلى بالجرأة اللازمة لمواجهة الاستخفاف الإسرائيلى بالإجماع الدولى الحاصل على وقف الإبادة والتهجير والتجويع والضم، مؤكدة أن وقف تلك الجرائم هى مسئولية دولية بامتياز.
على صعيد ردود الأفعال الدولية، قال منظمون إن عشرات الآلاف من الأستراليين شاركوا فى مسيرات داعمة للفلسطينيين أمس الأحد، وسط توتر العلاقات بين إسرائيل وأستراليا فى أعقاب إعلان الحكومة المنتمية ليسار الوسط عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقالت مجموعة «فلسطين أكشن» إن أكثر من 40مظاهرة خرجت فى أنحاء أستراليا مع مشاركة حشود كبيرة فى عواصم ولايات مثل سيدنى وبرزبين وملبورن، وأضافت أن نحو 350 ألفا انضموا إلى المسيرات منهم 50 ألفا تقريبا فى برزبين.
وفى سيدني، قال منظم المسيرات جوش ليس إن الأستراليين خرجوا بقوة فى المدينة «للمطالبة بإنهاء هذه الإبادة الجماعية فى غزة ومطالبة حكومتنا بفرض عقوبات على إسرائيل»، فى حين ردد المشاركون فى المسيرة هتاف «فلسطين حرة»، وحمل كثير منهم الأعلام الفلسطينية.
وخرجت الاحتجاجات بعد أن صعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضى لهجته ضد نظيره الأسترالى أنتونى ألبانيز بسبب إعلان حكومته هذا الشهر نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين أستراليا وإسرائيل بعد أن قالت حكومة ألبانيز بقيادة حزب العمال إنها ستعترف بدولة فلسطينية، وهو ما جاء بعد خطوات مماثلة أعلنتها فرنسا وبريطانيا وكندا.