وعيد «أم شيماء».. وأكاديمية «وهمية».. وموعود بالعذاب
متى نتعلم احترام الرأى والرأى الآخر.. متى ندرك أن هناك حدوداً للخصومة فى أى مجال من المجالات.. ومتى سنستوعب أن الاختلاف فى الرأى لا يعنى حمل المعاول لهدم الآخرين.. ومتى أيضاً سنتوقف عن إهانة وتدمير قاماتنا ورموزنا بأنفسنا.. إن الدبلوماسى والسياسى القدير القيمة والقامة عمرو موسى أحد رموز الخارجية المصرية تحدث عن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وكانت له بعض الآراء الحادة فى تقييم أداء ناصر ومرحلته التاريخية ولم يكن فى هذا الحديث «ديبلوماسياً» أو مجاملاً.
ولأن هناك من يعتقد أنه لا يجوز الاقتراب من عبدالناصر إلا بالتسبيح بأمجاد الرجل الذى هو فى نظرهم كان معصوماً من الأخطاء فإن عمرو موسى لم يسلم من الهجوم الذى وصل إلى مرحلة التجريح والإهانات وحيث وصفه أحد كبار الإعلاميين بالخرف عندما قال «انها هرتلة آخر العمر»!.. ولم يقف الهجوم على عمرو عند حد الهرتلة بل امتد للحديث عما تقاضاه عمرو موسى بعد خروجه من الجامعة العربية وكأن موسى كان يمنح نفسه ما يشاء من مكافآت بعد نهاية خدمته وكأنه لم تكن هناك ضوابط وإجراءات تتبع فى هذا الشأن.
ونقول فى ذلك إن عمرو موسى قد أعرب وأوضح وجهة نظر يراها تتفق مع بعض الأحداث فى حياة عبدالناصر ومنها نكسة عام 1967 وهى وجهة نظر تتعلق بصاحبها ولا تستوجب الإجهاز عليه وتحطيمه تحطيماً.. فناصر مصر جمال عبدالناصر هو تاريخ من الوطنية ومن الإخلاص للوطن تتضاءل أمامه كل الأخطاء والاخفاقات وسيظل اسماً خالداً محفوفاً بكل الحب والاحترام لدى جموع الشعب المصرى على مختلف طوائفها وانتماءاتها.
>>>
وفى الحديث عن جمال عبدالناصر فإننى واحد من الذين يعارضون أن يتم قراءة أحداث التاريخ بأثر رجعى أو نجلس فى مكاتبنا اليوم مع متغيرات العصر لكن نقوم بتقييم وتحليل أحداث مرت بنا قبل عقود من الزمان.
ولهذا نرفض اصدار الأحكام القاطعة فى حق جمال عبدالناصر، فالظروف التاريخية والتحديات التى كانت تواجهها مصر فى المرحلة الناصرية ربما كانت تتطلب قيادة تملك سرعة اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وللمصلحة الوطنية.
وعندما نتحدث فى ذلك عن جمال عبدالناصر أو ناصر الثورة التى لم تتوقف وشعلة النضال التى لم تخمد فإنه يكفينا أنه كان صوت مصر الذى قال لا للاستعمار.. صوت مصر الذى كان ينبض بالقوة ضد محاولة الأمريكان للهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية.. صوت مصر الذى أعلى شعار ارفع رأسك يا أخى.. صوت مصر الذى كان يحاول أن يجعل من الأمة العربية أمة قادرة على أن يكون لها موقع ومكانة تحت الشمس.. كان ناصر هو الرمز وهو الأسطورة.. هو التحدى والاستغلال.. ولهذا تحالفوا عليه وأرهقوه وتركوه للأوجاع تجهز عليه.. كان ناصر هو وحده هو حائط الصد الذى كان لابد من إسقاطه.. وعذراً عمرو موسى.. اترك ناصر للتاريخ.
>>>
وأستمحيكم عذراً ان أتحدث فى قضية بالغة السخافة.. أتحدث عن رد فعل أم شيماء.. وشيماء هى الإعلامية التى قتلها زوجها وصديقه وقضت المحكمة بإعدامهما وتم تنفيذ حكم الإعدام قبل عدة أيام.
وأم شيماء ظهرت فى فيديوهات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعى ومعها صديقاتها وهى تزغرد وترقص وتغنى «الليلة عيد.. علينا سعيد»!
والمشاهد كانت استفزازية تعبر عن أجواء غريبة على التزامنا الأخلاقى وعلى عاداتنا وعلى الأسرة المصرية.. فلا أحد يغنى ويرقص وهناك ضحية واراها التراب.. والعدالة بالقصاص من الجناة لا تعنى الرقص والغناء.. والحديث على هذا النحو من أم شيماء كان يخلو من التأثر والحزن على الضحية ويفتح الباب لتأويلات وتأويلات عن واقع أسرى ربما كان بعيداً عن التماسك والترابط واتخاذ القرارات السليمة.
إننا ندعو بالرحمة لشيماء.. ونشيد بقرار القضاء العادل بإعدام الجناة.. ولكننى لا أشعر بالتعاطف مع أم شيماء.. ولا أرتاح أيضاً لطريقتها فى التعبير عن فرحتها المبالغ فيها جداً جداً.
>>>
وما هذه الفوضى التعليمية.. كيف يمكن أن تكون هناك أكاديمية وهمية لها عدة أفرع فى المحافظات وتمنح شهادات ودورات فى التدريب ويوجد بها آلاف الطلاب.. وكيف يمكننا أن نتقبل أنه قد تم إلقاء القبض على مديرة الأكاديمية قبل عدة أيام على خلفية اتهامات بإنشاء كيان تعليمى بدون ترخيص ولم يتم إغلاق هذا الكيان.. ولم يتم منع أصحابه من تنظيم دورات أو رحلات يشترك فيها مئات الطلاب.
إن حادث غرق الطالبات فى العجمى اللاتى كن كما يقال فى دورة تدريبية تابعة لهذه الأكاديمية الوهمية كشف المستور.. ورؤوس كثيرة يجب ان تحاسب.. وأن تدفع أيضاً الثمن.
>>>
ووائل جمعة لا يدعم محمد صلاح فى نيل جائزة أفضل لاعب كرة قدم فى العالم.. وائل جمعة فقد الكثير من رصيده فى سقطة لن تغتفر..!!
>>>
وموعود.. موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبى..! ومن منا يمكن أن ينسى رائعة عبدالحليم حافظ التى تتلاءم مع كل زمان ومكان.. موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبى، موعود ودايماً بالجراح موعود يا قلبى، ولا بتهــدا ولا بترتاح فى يوم يا قلبى، وعمرك عمرك ما شفت معايا فرح، كل مرة ترجع المشوار بجرح، والنهاردة جاى تقولى إنسى الآهات.. جاى تقولى ياللا بينا، ياللا بينا الحب فات، وميِّل وحدف منديله كاتب على طرفه أجيله، وأمانة، أمانة يا دنيا أمانة تاخدينا للفرحة أمانة وتخلى الحزن بعيد عنا وتقولى للحب استنى.. استنى.. آه.. آه.. ويا حليم.. ده الحزن جزء من حياتنا.. دا إحنا لما بنفرح بنخاف.. وموعود موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبى.
>>>
وأخيراً:
>> وسنعتاد ثم ننسى ثم نصبح بخير
>>>
ولا يهم مقدار العطاء، كلمة واحدة طيبة فى وسط فوضى حياة الآخرين، أهم بكثير من هدية ثمينة فى وقت فرحة.
>>>
والفقير هو أصدق العشاق، لأنه لا يملك ما يقدمه من الاغراءات سوى قلبه.