منذ استضافت مدينة السلام شرم الشيخ قمة العالم للمناخ.. وأتاحت لها النجاح الباهر لتتقدم ضمن الصف الأول.. فى التصدى لتداعيات تغير المناخ.. بمبادرات وأفكار وإستراتيجية وطنية.. ربط بين المتغيرات المناخية والحفاظ على التنوع البيولوجى.. وهى توالى الخطوات الواثقة والجهود المخلصة.. تزيد من رصيد التجارب الإيجابية التى تفهمها المواطن وشارك فى إنجاحها واثقاً فى نتائجها.. وتأتى مبادرة «اتحضر للأخضر» قاعدة أساسية لمتاريس وآليات المواجهة الصائبة.. وتحقيق موجة الأفكار الإيجابية.. بدءاً بالمدن الذكية والقضاء على مصادر ومظاهر التلوث بأنواعه.. وتنفيذ المبادرة الرئاسية بزراعة مليون شجرة مثمرة بسواعد المواطنين فى أنحاء البلاد.
ولأن مصر المحروسة دولة زراعية منذ بدء رحلة الحضارة والإعمار.. فقد أصبح لدينا قاعدة قوية من الخبرات والكوادر والأيدى العاملة أصحاب الخبرة الواسعة فى التنمية الخضراء.. على جميع المستويات.. فرسان قادرون على تحمل المسئولية والقيام بالمسئولية.. يتقدمهم رجال القطاع الزراعى والمنظومة التعليمية.. أساتذة وعلماء ومهندسون وفنيون.. يتكامل مع مهمتهم.. الإعداد المسبق لطلاب التعليم الزراعى والتخصصات المكملة والمزارع الارشادية التى يمكنها المشاركة فى توفير الأمن الغذائى بتسويق منتظم للمنتجات فى المنافذ والأسواق.
ويسعد المرء الاطلاع على تجارب إيجابية لعلماء وأساتذة مبرزين فى كليات الزراعة.. وأشير بصفة خاصة إلى ما قامت به كلية زراعة ا لإسكندرية بالشاطبى.. كما نقلها لنا الأستاذ د. عمر الطنوبى.. رائد التطوع لنشر الأخضر والأشجار المثمرة فى الإسكندرية ذاتها وأربع محافظات مبادرة حققت نجاحات ملحوظة.
يسعى د. الطنوبى إلى تأكيد قيمة التطوع المجتمعى من خلال مساعدة الشباب على الدخول لهذا المجال.. بالتدريب والتأهيل والمساندة.. واستثمار التخصصات المتنوعة والحديثة بكليات الزراعة.. أولاً لتشجيع الطلاب على الالتحاق بها.. ثم بناء علاقة قوية مع المواطنين.. يضرب مثلاً بالنقص الحادث فى توفير البروتين.. بتوفير الكتاكيت الرومى والأرانب والطيور بأسعار رمزية مشجعة.. تحقق فى النهاية حصيلة وافرة لصالح المجتمع.. وكذلك دعم الشباب والفتيات والنساء الريفيات فى مشروعاتهم الصغيرة.. ولمن يريد زراعة الأسطح والبلكونات توفر له الشتلات ودورات تدريبية على الرى والرعاية والتسمين.
ويدعو العالم المصرى القدير كليات الزراعة فى أنحاء الوطن إلى تنظيم وتسهيل مشترك كمهمة خدمية ودعم لجهود الدولة فى زيادة المساحات المزروعة ونشر الأشجار المثمرة والمظللة لتقوم بدورها فى إنتاج الأكسجين.. والانتصار على تداعيات المناخ.. ومن المؤكد أن لقاء كليات الزراعة ونقابة الزراعيين يستطيع أن يحقق الكثير.