اهتم الرسول عليه الصلاة والسلام بالشباب؛ لأنه يعلم أنهم أمل الحاضر والمستقبل، فقال عليه الصلاة والسلام: «أوصيكم بالشباب خيرًا، فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثنى بشيرًا ونذيرًا، فحالفنى الشباب، وخالفنى الشيوخ»، كان النبى صلى الله عليه وسلم يغرس فى قلوب الشباب الإيمان، ويربيهم على العلم مع العمل، ويتعاهدهم عند بلوغهم، فقد عمد النبى صلى الله عليه وسلم إلى الأسلوب الحوارى العقلى ليزيل ما فى نفس الشاب من التعلق بالمعصية، ويأخذه بالرفق واللين، فليس كل الشباب يتقبلون الأمر والنهى بلا إقناع، ومهما كان مطلب الشاب فيه وخروج عن المألوف، وضرب من الجنون، فلا سبيل إلى ثنيه عنه إلا بالإقناع والحوار والإلزام، والجدال بالتى هى أحسن. فالشباب هم مصدر الطاقة وتعتبر من أهم المراحل التى يجب استغلالها الاستغلال الأمثل على المستويين الفردى والجماعى فيجب التفات الدولة لهم ، فقد اهتم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بهذه المرحلة من العمر، ووجهها للبناء والخير بهدف بناء أمة قوية تحرص على الخير والعمل، ومن يتمعن فى سيرته يجد العناية بالشباب من الأشياء العظيمة التى اعتنى بها: فقد اختار الشباب ليكونوا قادة للجيوش لأن القيادة تحتاج إلى الخبرة، والخبرة تأتى من كثرة الممارسة، فقد اختار الصحابى الجليل سيدنا أسامة بن زيد وهو دون العشرين على رأس جيش فيه كبار الصحابة كسيدنا أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب. كما شاور النبى أسامة بن زيد فى حادثة الإفك، وسلمه قيادة الجيش الذاهب إلى الروم، وجعل عتاب بن أسيد أميراً على مكة، كما قاد عبدالله بن الزبير الغلمان لمبايعة النبى صلى الله عليه وسلم، وأرسل مصعب بن عمير داعية إلى أهل المدينة، وأسلم على يديه أكثر أهلها، كما علم الشباب بأن يحترموا الكبير حتى فى أصعب الظروف، بعد أن عرضنا نبذة مختصرة عن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب حان لنا أن نوضح كيف يتم الاستفادة منهم وسوف نوضح ما تم تطبيقه على أرض الواقع: الاستفادة بالشباب تأتى من السماع لهم ومشاركتهم فى أمور الدولة وتعليمهم والعمل على تأهيلهم، كذلك عمل ندوات دورية يكون القصد منها بث روح الإيجابية فى نفوس الشباب، ونزع السلبية من نفوسهم، فهناك العديد من الحملات التى تهدف الى نزع الطاقة السلبية من نفوس الشباب وزرع الروح والطاقة الإيجابية فيهم، مناقشة الشباب والاستماع إلى آرائهم، وتنمية مهاراتهم، ليشاركوا فى حلِّ مشكلات أمتهم، كذلك إقامة مسابقات للشباب نستطيع من خلالها معرفة مواهبهم وما يجيدونه وشاهدنا ذلك على أرض الواقع. بخلاف دمج الشباب بالسياسة فشاهدنا لأول مرة فى تاريخ مصر أغلب الشباب فى مجلس النواب؛ وشاهدنا أيضا شباباً معاونين للمحافظين ومحافظين؛ ووزراء ومساعدين للوزراء؛ ويشغل أيضا العديد من الشباب مناصب قيادية فى أغلب المواقع و يأتى ذلك من إيمان القيادة السياسية المتمثلة فى شخص الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب؛ بخلاف مشاركة الشباب بالحوار الوطنى والأخذ بتوصياتهم والعمل بها ؛ فتحيا مصر بشبابها.