لماذا يحرص الأجداد والآباء على تعليم الصدق والتأكد من غرس هذه الفضيلة الكبرى فى فلذات الأكباد.. وربما لم يحظ سلوك آخر بمثل هذا الاهتمام فى كل الشعوب وبمختلف اللغات.
نعم.. الصدق صعب جدا لأنه يعمل على ترويض النفس والقلب والعقل على الأخذ به.. والاعتقاد بأنه منج مهما كانت البدايات.. ولكن بالمقابل هناك الإغراءات المتعددة والأوهام المتوهجة التى تحمل كل الكوارث ليترك الصدق جانبا لأنه أى الصدق مليء بالأشواك.
وهناك الكثيرون أيضاً من الآباء والأمهات يعملون على دفع الأبناء بالابتعاد عن طريق الصدق.. غير واعين لحجم الخطر على مستقبلهم وكيان الأسرة ثم المجتمع.. وعلى سبيل المثال تأتى مكالمة تليفون من شخص غير مرغوب.. يسأل عن الأب ويبادر الأخير بالقول للابن: قل له بابا غير موجود.. ينفذ الابن الأمر.. لكنه بعد قليل يتساءل: لماذا فعل الأب ذلك.. ولماذا ينكر وجوده.. رويدا رويدا.. يموت الجانب الخاص بالصدق داخل النفس وتتوارى أنواره داخل القلب.. والخاسر الأعظم هم الجميع.
أرجوكم عودوا للصدق لأنه أعظم القيم الأخلاقية.. عطر الحياة.. وهى مسئولية الإعلام الأمين لدحر الخونة والمؤجرين.. وزاد للأجيال القادمة الباحثة عن القوة والشموخ وسط ضجيج العالم.
قال الله تعالي: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين».
سورة «التوبة» 119.
وفى سور وآيات أخرى يبشرنا الله سبحانه وتعالى بالخير العميم للصابرين.. وفى جميع الأحوال والاختبارات الثقة بالله سبحانه وتعالى حصادها الفوز بالجنات والأيادى الشقيانة كسبانة.. وتعب الحلال لا يكسر العيون أبداً.. وأهل الخير فى النعيم والظالمون فى الجحيم.
ومن العوامل المؤثرة سلبا على فضيلة الصدق وتعتبر من أخطر الأوبئة فى عصر التكنولوجيا الحروب الالكترونية والترويج للأكاذيب والسموم بحثا عن «التريند» و»الليكات» و»الكومنتات» وهؤلاء النصابون المفتونون لن ينفعهم ما زينت لهم عقولهم وشياطينهم.. لا يمتلكون النخوة والشهامة واللقمة الهنية وستظل اللعنات تلاحقهم ليوم القيامة وسهام غدرهم سترتد فى أعز ما يملكون.. إنها فقط مسألة وقت.
والأهم.. علينا اليقظة التامة ونحن نستخدم أدوات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى حتى لا نقع فى فخ الكذب والشائعات.. وما دام الله ألهمك الدعاء فأمنيتك لك:
اللهم قنا خصومة الفاجر.. وصحبة المخادع ونفاق اللئيم وصداقة الخائن وارزقنا البركة التى تثمر فى أعمالنا وأعمارنا وأيامنا ومحبة الصالحين وجنات النعيم.. يا رب العالمين.