تصريحات وأوهام رئيس الوزراء الإسرائيلى عما أسماه «إسرائيل الكبري».. ليست إلا سُحب دخان تخفى فشله فى حرب الإبادة التى يشنها ضد الشعب الفلسطيني.. فلم يحرر المحتجزين.. ولم يهزم المقاومة.. وكل يوم يلقنونه دروسًا فى الشجاعة والبطولة والاقدام والدفاع عن الأرض.. ولم يقض على حماس.. ولم يحقق نصرًا إلا فى خطبه أمام شعبه.
وعندما شعر أن الأرض تميد به وأن دولته التى يحلم بها إلى زوال.. وأن لحظة محاكمته من شعبه.. قبل الجنائية الدولية قد اقترب.. وأن الإقرار بالهزيمة والفشل فى تحقيق أى نصر سياسى أو عسكرى واقع لا محالة.. فراح نتنياهو يطلق تصريحات وهمية وهذيان فاقد الوعي.. عن «إسرائيل الكبري» أملاً فى استعادة شعبية مفقودة.. ولملمة شتات دولة هجرها سكانها.. ولم يعد يبقى فيها إلا أسر المحتجزين وبعد المرتزقة الذين يعيشون على المعونات الإسرائيلية وأسرهم فى المستوطنات أو ممن يحملون السلاح للحصول على الرواتب.. بينما مئات الآلاف تركت الأرض المغتصبة ورحلت إلى حيث أتت.. والذى شاهد التكدس لمئات الآلاف من الفارين من تل أبيب أملاً فى النجاة من الجحيم الذى يعيشون فيه جراء سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلى وإصراره على دمار كل ما حوله لكى ينقذ رقبته من محاكمة شعبه وإقالته من رئاسة الحكومة.. ولا تتوقف المظاهرات المطالبة بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي.. ووقف الحرب واستعادة المحتجزين.
>>>
واضح جدًا لكل ذى عينين.. أن بنيامين نتنياهو.. لا يريد أن تتوقف الحرب.. لأن ذلك يعنى محاكمته وإقالته.. فيماطل ويخترع الحجج والأكاذيب ليستمر فى حكمه.. وكلما انسحب البساط من تحت اقدامه ومادت الأرض به.. واقترب موعد سقوطه.. يبحث دومًا عن مشروع وهمي.. يعيد التفاف المتطرفين حوله بمزاعم وأوهام لا أساس لها إلا فى مخيلة المرضي.. من اليهود المتطرفين.. فأى إسرائيل كبرى يتحدث عنها هذا الواهم.. وقد فشل طوال الفترة الماضية فى تحقيق أى نصر إلا القتل والهدم والتدمير وتشريد شعب أعزل.. ورغم هذا الكم غير المسبوق من الدمار والخراب الذى لم يشهده العالم إلا فى الحرب العالمية الثانية.. لم يستطع استعادة المحتجزين ولم يستطع القضاء على حماس.. وكلما زاد معدل الهدم والتدمير والقتل والتشريد بالمال والسلاح والدعم الأمريكي.. زادت حماس قوة وتمسكًا بالأرض والوطن.
>>>
وإذا كانت قوات الاحتلال قد استخدمت من القنابل والسلاح ما يفوق كل تصور.. ولم تحقق الأمن والاستقرار لمواطنيها.. ولم تستعد محتجزيها.. ولم تستطع حتى اضعاف رجال المقاومة.. وكل يوم يلقنون قوات الاحتلال دروسًا فى الشجاعة وصلابة المقاومة وإرادة صاحب الأرض الذى يدافع عن ترابه ووطنه.. فكيف إذن يحقق أوهامه الكبري.. وإذا كان يسعى للتوسع الاستيطانى لكسب شعبية من أنفار المستوطنين فى سبيل البحث عن أى طوق نجاة يتعلق به أو يعيد التفاف المتطرفين حوله.
إن تصريحات حفظ ماء الوجه لشخص مهزوم ومطارد من شعبه قبل الآخرين.. ليست إلا طوق النجاة الذى يبحث عنه ليصرف الانظار عن مطالبة شعبه بإقالته ومحاكمته.. وليست إلا مشروع وهمى يسعى من خلاله.. لإحياء أمل فى نفوس مهزومة.. وأرض مهزوزة وشعبية فى أدنى درجاتها.. وغيوم الهزيمة تخيم على كل شبر يسير عليه هذا النتنياهو.. حتى لو زاد حجم القتل والتشريد والدمار.. فلا انتصار على الاطلاق فى إبادة شعب أعزل وهدم الديار فوق رؤوس قاطنيها.. لا انتصار على الاطلاق فى شعب ينام مذعورًا ويستيقظ مذعورًا على صوت صفارات الإنذار والخوف يملأ القلوب.. وقضاء معظم الأوقات فى المخابيء والملاجيء.. لا انتصار على الاطلاق فى تصريحات وهمية.. ليست إلا قشة يريد ان يتعلق بها الغريق.. وليست إلا طوق نجاة لمن يدركه الموت وسط أمواج الهزيمة.. وعواصف الفشل ورياح التخبط.
>>>
للاسف الشديد أن المتطرف اليهودى لم يستوعب الدرس أنه منذ اغتصاب الأرض فى 1948 إلى اليوم.. استخدمت قوات الاحتلال من العنف والقتل والتشريد والدمار ما لم يحدث فى أى حرب.. ولم يتحقق لها الأمن والاستقرار.. ولم تستجب لصوت الحق والعقل.. بأن حل الدولتين.. وإقرار حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة.. هو السبيل الوحيد للأمن والاستقرار للشعب الإسرائيلى قبل الفلسطيني.
>>>
إن القوة مهما بلغت.. فلن تحقق الأمن.. وأن «الغطرسة» لا تحقق استقرارًا.. وأن الإبادة والقتل والهدم.. لا يمكن أن يكون انتصارًا.