مصر والسعودية هما صمام أمان الاستقرار والسلام فى الشرق الاوسط شاء من شاء وأبى من أبي.. وسيظل اعداء الأمة يحاربون من اجل زرع الفتنة بين البلدين الكبيرين ونشر الاكاذيب والاضاليل للترويج لأهدافهم الدنيئة ولكن هيهات هيهات.. فهناك قيادات واعية وشعوب فطنة ذكية تدرك حقائق الامور وتفند ادعاءات وأكاذيب الجماعات الارهابية.. أول أمس قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بزيارة مهمة ومؤثرة للملكة العربية السعودية وفى توقيت بالغ الدقة والاهمية وكان فى استقباله بمدينة نيوم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء حيث قاد ولى العهد السيارة بنفسه وبجواره الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اشارة إلى خصوصية العلاقات بين البلدين والزعيمين الكبيرين وأيضا اشارة إلى ان الزيارة جرت فى أجواء أخوية ودية رائعة بعيدا عن المراسم والبروتوكولات.. وفى قصر نيوم جرت مباحثات موسعة حضرها وفدا البلدين و تلاها اجتماع ثنائى ضم الزعيمين.
الأمير محمد بن سلمان رحّب بزيارة الرئيس السيسى إلى السعودية، معرباً عن اعتزاز المملكة بما يجمعها بمصر من علاقات أخوية راسخة، ومؤكداً حرصها على تعزيز أطر التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة، بما يُحقق مصالح البلدين ويُلبّى تطلعات شعبيهما فى إطار رؤيتهما المشتركة للمستقبل.. كما ثمّن ولى العهد الدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي، استنادًا إلى ثقلها التاريخى ومكانتها الاستراتيجية.
وفى المقابل عبر الرئيس السيسى للأمير محمد بن سلمان عن بالغ تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق مشاعر الود والاعتزاز التى تُكنّها مصر، قيادةً وشعباً، للمملكة العربية السعودية، وللروابط التاريخية الوثيقة التى تجمع البلدين، كما أعرب عن تطلعه إلى مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية، بما يُسهم فى تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، ويواكب تطلعات الشعبين الشقيقين.
ورغم شدة الازمات التى تحيط بالمنطقة هنا وهناك وتاثيرها البالغ على القاهرة والرياض سياسيا وامنيا وعسكريا واقتصاديا الا ان مناقشات معمّقة دارت بين الزعيمين العربيين الكبيرين حول ملفات التعاون الثنائي، وأكد الزعيمان السيسى وبن سلمان على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع فى تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودي، باعتباره إطاراً شاملاً لتطوير العلاقات على كافة المستويات، كما تم الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات فى مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني.
وبعد مناقشات مستفيضة لدفع العلاقات المشتركة بين البلدين فى كافة المجالات تطرقت القمة إلى بحث مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف، كما أكد الرئيس السيسى دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر -حل الدولتين « مما يؤكد التقدير المتبادل للزعيمين للمواقف النبيلة لبلديهما تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها ام القضايا العربية والاسلامية واكد الزعيمان على ضرورة الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسري، ورفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، وشددا كذلك على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وفى ختام المباحثات المشتركة أكد الزعيمان على عزم البلدين مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، خاصة فى ظل التطورات المتسارعة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية.
وعاد الرئيس السيسى بسلامة الله إلى ارض الوطن بعد زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات ولكنها خرجت بنتائج مهمة تناقلتها وكالات الانباء العربية والعالمية.. واللافت للنظر اهتمام وسائل الاعلام الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص بالقمة المصرية السعودية.. وافردت الميديا الخليجية والسعودية مساحات كبيرة وغير مسبوقة لتحليل ابعاد ونتائج الزيارة والملفات والقضايا التى ناقشها السيسى وبن سلمان خاصة مايتعلق بقضية غزة وضرورة انهاء الحرب فورا وافساح المجال أمام ادخال كافة المساعدات الانسانية والمواد الاغاثية لانقاذ شعب غزة من موت محقق على ايدى الجيش الاسرائيلى الذى يفرض حرب تجويع وابادة شاملة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
كما تحدث الاشقاء فى صحف السعودية والخليج عن اهمية العلاقات المصرية السعودية وهى علاقات قوية صلبة عريقة لم ولن تؤثر عليها المؤامرات وحروب الشائعات والاكاذيب التى تطلقها جماعة الاخوان الارهابية واخواتها للنيل من قوة وصلابة العلاقات الاخوية بين قيادات البلدين الكبيرين وكذلك بين الشعبين العظيمين.