فى تصعيد جديد لحرب الإبادة التى تشنها اسرائيل على قطاع غزة توعد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، بتدمير مدينة غزة بالكامل فى حال لم تتخل حركة حماس عن سلاحها ولم تطلق جميع المحتجزين الذين ما زالوا لديها .
جاء ذلك خلال إعلان كاتس عن إتمام المصادقة على خطط الجيش لحسم المعركة ضد حركة حماس ، حيث هدد الوزير الإسرائيلى بأن «أبواب الجحيم» ستُفتح على القطاع إلى أن توافق حماس على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب.
قال كاتس انه وافق على خطط الجيش لهزيمة حماس فى غزة بما يتضمن استخدام القوة النارية وإجلاء السكان والمناورات.
انسانيا، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، توم فليتشر، رسميًّا تفشى مجاعةٍ حادّةٍ فى غزة للمرة الأولي، مشيرًا إلى أنَّ 500 ألفٍ من سكان القطاع يواجهون «جوعًا كارثيًّا».
أوضح فليتشر خلال مؤتمر صحفى أنَّ المجاعةَ فى قطاع غزة «عارٌ عالميٌّ» وكارثةٌ من صُنع الإنسان.
واتهم فليتشر تل أبيب بعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية بشكلٍ ممنهج، مما أدَّى إلى تفاقم الأزمة، مؤكِّدًا أنَّ المجاعةَ كان يمكن تجنُّبها لولا هذه العوائق.
وفى سياقٍ متصل، حذَّر فليتشر من أنَّ الوفياتِ الناجمةَ عن التجويع فى غزة قد تَرقى إلى «جريمةِ حربٍ» وهى «القتلُ العمد»، مؤكِّدًا أنَّ المجاعةَ هى «نتيجةٌ مباشرةٌ لإجراءاتِ الحكومة الإسرائيلية».
من جانبه، أكَّد الأمينُ العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أنَّ المجاعةَ فى غزة لا يمكن أن تستمرَّ من دون عقاب.
كما حذّر المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، من أن الأطفال الأكثر جوعًا فى قطاع غزة محكوم عليهم بالموت، إن لم تصل إليهم المساعدات على وجه السرعة.
وأفاد المسئول الأممي، فى بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن مستويات الجوع أكثر حدّة فى الشمال.
أعلن لازارينى أنه سيتم نشر تقييم لحجم الجوع فى القطاع المحاصر قريبًا، مشيرًا إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا شهدت ارتفاعًا بمعدل ستة أضعاف، فى عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد منذ مارس الماضى .
فى السياق قالت منظمة «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي» IPC، المسئولة عن رصد الجوع عالمياً، والمدعومة من الأمم المتحدة، إنها ستعلن ،عن «أسوأ سيناريو محتمل للمجاعة فى قطاع غزة».
قالت المنظمة، فى بيان، بأن قطاع غزة يشهد حالياً أسوأ سيناريو للمجاعة.. فقد اشتد الصراع والنزوح، وانخفضت إمكانية الحصول على الغذاء وغيره من السلع والخدمات الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة».
وذكرت أن «هناك مستشفيات فى القطاع سجلت زيادة سريعة فى وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بالجوع، حيث سُجِّلت 16 حالة وفاة على الأقل منذ 17 يوليو الماضي».
من جهة أخرى أظهرت قاعدة بيانات سرية تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن 5 من كل 6 فلسطينيين قتلتهم إسرائيل فى الحرب على قطاع غزة كانوا من المدنيين، وذلك وفق تحقيق مشترك أجرته صحيفة «الجارديان» مع موقع «لوكال كول» ومجلة «972+» الإسرائيليين.
وفى مايو الماضي، أى بعد 19 شهراً من بدء الحرب على القطاع الفلسطيني، أدرج مسئولو الاستخبارات الإسرائيلية أسماء 8 آلاف و900شخص زعموا أنهم من عناصر حركتَى «حماس» و»الجهاد» ضمن قائمة تحت صفة «قتلي» أو «قتلى محتملون».
وفى ذلك الوقت، كانت وزارة الصحة فى غزة أعلنت أن عدد ضحايا الحرب بلغ 53 ألفاً، وهى حصيلة شملت «المدنيين والمقاتلين»، فى حين أشارت الأرقام الإسرائيلية إلى أن «المقاتلين يشكلون فقط 17 ٪» من إجمالى الضحايا، ما يعنى أن 83 ٪ منهم كانوا مدنيين.
ونبَّه التحقيق إلى أن «هذا المعدل المرتفع من الضحايا المدنيين فى قطاع غزة غير مألوف حتى بالمقارنة مع حروب عُرفت بفظائعها».
فى تطور آخر، أعلنت الأمم المتحدة، بلوغ عدد الفلسطينيين النازحين فى غزة جراء الهجمات الإسرائيلية أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضي.
أشارت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، دانييلا جروس، فى تصريح صحفي، إلى أن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح سجلت الأسبوع الماضي.
أوضحت أن النزوح القسرى زاد بسبب الهجمات الإسرائيلية، وأن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح جديدة فى أنحاء غزة سجلت ما بين 12 و20 أغسطس الجاري».
أضافت أنه بهذا الرقم يرتفع إجمالى عدد النازحين المسجلين منذ انتهاء وقف إطلاق النار فى منتصف مارس الماضى إلى أكثر من 796 ألف شخص.
ميدانيا أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة قتلت 25 فلسطينياً.. فيما ارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى 62 ألفاً و192شهيدا أغلبهم من النساء والأطفال منذ 7 أكتوبر 2023.
على صعيد آخر طالب الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ الدولى للأمن، كريستوف هويسجن، الحكومة الألمانية بالاعتراف بدولة فلسطينية.
وكتب فى مقال لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية: «سيُنظَر إلى هذا القرار عالميا على أنه لفتة قوية، لأن ألمانيا تُعتبر بحق صديقا مخلصا لإسرائيل».
ويرى هويسجن أن هناك ما يدعو للخوف من أن تتحول إسرائيل إلى «دولة فصل عنصري»، مشيرا إلى أن نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية ويدعم عنف المستوطنين فى الضفة الغربية.